رياضة

حسب الرغبة!

| مالك حمود

ما يحدث مؤخراً في المباريات الهامة والحاسمة لدوري سلة المحترفين يأخذنا إلى عالم الطبخ وبرامجه التي تقدم شرحاً مفصلاً لإعداد الأطباق اللذيذة، ولإضافة بعض المكونات الثانوية لتحسين الطعم أو الشكل تستخدم عبارة (حسب الرغبة) واليوم نجد حضوراً لهذه العبارة في أهم بطولاتنا المحلية بكرة السلة.

الصافرة كانت وستبقى مثار كلام واهتمام مادامت تمثل الطرف الثالث والأساسي في معادلة نجاح لعبة كرة السلة في سورية، وهذا أمر طبيعي، حيث لا معنى لوجود فريقين في الملعب من دون الصافرة التي تدير المباراة وتحدد بدايتها ونهايتها وتضبط مساراتها وحركاتها وسكناتها.

وستبقى مثار جدل ليس في بلدنا فحسب وإنما في أماكن عديدة وواسعة.

ومنعاً لتفاقم ذلك الجدل كان البحث عن ضبط بوصلة الصافرة والارتقاء بها ومنحها شخصيتها في الملعب وخارجه أيضاً، رغم محدودية عدد الحكام المحليين ومحاولات توسيع قاعدة التحكيم ورفدها بالحكام الشبان ودعمهم.

ومع قلة عدد الحكام النخبة القادرين على قيادة المباريات الهامة والحساسة في سلتنا، فإن هذا الأمر يفرض تكرار عدد منهم في تلك المباريات وكثرة وجودهم بين هذه الفرق مما يولد حساسيات معينة فقد كان الأجدر تخفيف الضغط عليهم وتجنيبهم تلك المواقف الصعبة في مواجهة الفرق، وجماهيرها، فقد كان الأجدر استقدام حكام أجانب لمباريات (الفاينال 4) نظراً لأهميتها وحساسيتها.

صحيح أن فكرة استقدام الحكام الأجانب لقيادة مباريات (الفاينال 6) قوبلت برفض بعض الأندية ربما لأسباب مادية، لكن كان الأجدر التدخل في هذا المسار والبحث عن القرار الايجابي والثابت، وإلا فكيف نام القرار في (الفاينال 6) وعاد ليصحو ويطبق في (الفاينال 4) بطلب من أحد الأندية المشاركة، وبعد خوض المباراة الأولى في المربع الذهبي؟

تطبيق القرار في هذه المرحلة بالذات وبشكل مفاجئ يضع اللعبة وحكامها في موقف حرج، فهل سيكون الحكام الأجانب فقط لمباريات الفريق صاحب الرغبة فيهم، وهل سيتم تنفذ الكلام نفسه لو طلب فريق آخر حكاماً أجانب لمبارياته؟ أم إن المسألة سوف تعمم على كل مباريات (الفاينال)؟

كان الأجدر باتحاد السلة فرض القرار الملائم وتطبيقه، وإن كان الأفضل استقدام الأجانب للأسباب التي سبق ذكرها، كي لا يكون التطبيق لاحقاً حسب الرغبة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن