تعادلا في أربع من خمس مواجهات أخيرة بينهما بالسييرا A … بعد ستة عقود أتلانتا يطمح للقب ثان على حساب الزعيم

| خالد عرنوس

سيكون ملعب الأولمبيكو في العاصمة روما مسرحاً لنهائي كأس إيطاليا لكرة القدم لموسم 2023/2024 الذي يجمع يوفنتوس زعيم الأندية في بلاد الكالشيو على مستوى كل المسابقات المحلية مع أتلانتا ممثل برغامو المدينة الصغيرة والفريق الذي فرض اسمه بين الكبار خلال المواسم الأخيرة، وذلك في إعادة لنهائي 2020/2021 الذي جمع الفريقين في ملعب مابي في ساسولو، وانتهى يومها بفوز اليوفي بهدفين لهدف، ويقود المباراة الحكم فابيو ماريسكا الذي سبق له أن قاد 3 مباريات لليوفي هذا الموسم، في حين لم يقم بقيادة أي مباراة لأتلانتا وهي مباراته الحادية عشرة في كأس إيطاليا، على حين في سجله 79 مباراة بالدوري المحلي.

تاريخ أبيض

هي واحدة من قمم الكرة الإيطالية هذه الأيام وتجمع البيانكونييري مع أحد فريقين يرتديان القميص الأسود والأزرق، أما الثاني فهو إنتر ميلانو، ولا يمكن مقارنة تاريخ أتلانتا الفريق الذي تأسس عام 1907 مع فريق السيدة العجوز زعيم المسابقات المحلية في بلاد السباغيتي، فالفريق القادم من إقليم لومبارديا لا يملك في سجله سوى لقب كبير على مستوى الكبار يتمثل بكأس إيطاليا وكان ذلك عام 1963، وخاض النهائي في أربع مناسبات أخرى أعوام 1987 و1996 و2019 و2021، وآخرها بالذات كان أمام يوفنتوس الذي توج باللقب 14 مرة وخاض النهائي 21 مرة من قبل ومنها أربع مرات في المواسم الخمسة الأخيرة.

وكان الفريقان تقابلا 143 مرة من قبل في كل المسابقات والغلبة لليوفي بواقع 74 فوزاً مقابل 17 فوزاً فقط لأتلانتا وتعادلا 52 مرة منها مرتان بالدوري خلال الموسم الحالي، فتعادلا سلباً في برغامو قبل أن يتجدد التعادل 2/2 في تورينو، وهما تعادلان من أصل أربعة خلال آخر 5 مواجهات بينهما، وفاز اليوفي في ملعب جيويس في إياب الموسم الماضي بهدفين، في حين الفوز الأخير لأتلانتا كان في ملعب أليانز ستاديوم عام 2021 بهدف، وتقابلا 17 مرة ضمن مسابقة الكأس ففاز فريق السيدة العجوز 7 مرات منها نهائي 2021 بنتيجة 2/1 مقابل 4 مرات لأتلانتا آخرها في ربع نهائي عام 2019 بثلاثية نظيفة وتعادلا 6 مرات آخرها في تورينو بنتيجة 3/3 ضمن الدور الثالث عام 2005، والأهداف على مستوى هذه المسابقة 36/29 لمصلحة اليوفي.

طريقهما نحو النهائي

دخل الفريقان المسابقة من دور الستة عشر فخاض كل منهما أربع مباريات فقط كلها أمام منافسي السييرا A، وبدأ اليوفي بالفوز على ساليرنتانا بنتيجة عريضة بلغت 6/1 ثم تجاوز فرزينوني برباعية قبل أن يقابل لازيو في نصف النهائي ففاز ذهاباً في تورينو بهدفين قبل أن يخسر إياباً بهدف لاثنين، أما أتلانتا فتجاوز ساسولو بثلاثة أهداف لهدف ثم قهر ميلان في سان سيرو بهدفين لواحد، وخسر في ذهاب نصف النهائي أمام فيورنتينا في فلورنسا بهدف قبل أن يردّ بأربعة أهداف لهدف، وتصدر أركاديوز ميليك لاعب اليوفي لائحة هدفي المسابقة برصيد 4 أهداف يليه أنجي يون بوني (بارما) وتيون كويمبنيريس لاعب أتلانتا.

تراجع وتقدم

بقي أتلانتا طوال تاريخه بين فرق المؤخرة رغم أنه يخوض منافسات السييرا A للموسم 63 ويمكن القول إن الفريق يعيش فترة ذهبية منذ مجيء المدرب جيان بييرو غاسبريني في صيف 2016، واستطاع منذ ذلك الوقت فرض نفسه بين فرق المقدمة واحتل المركز الثالث ثلاث مرات، فشارك بدوري الأبطال وتأهل إلى ربع نهائي 2020 وخسر يومها أمام باريس سان جيرمان 1/2 من مباراة واحدة ( بسبب وباء كورونا)، ويقدم الفريق الملقب بالأوروبيك موسماً مثالياً ببلوغه نهائي كأس إيطاليا وكذلك نهائي اليوروباليغ الذي سيواجه فيه فريق ليفركوزن بطل الدوري الألماني يوم الأربعاء القادم بعدما أقصى ليفربول الإنكليزي من ربع النهائي ومرسيليا الفرنسي من نصف النهائي، وفوق ذلك فهو قريب من العودة للمشاركة بدوري الأبطال للموسم القادم باحتلاله المركز الخامس وأمامه فرصة لمزاحمة اليوفي على المركز الثالث وخاصة عقب فوزه على روما 2/1 في الجولة الأخيرة.

وبالمقابل يعيش يوفنتوس واحدة من أسوأ فتراته التاريخية وأيضاً في الموسم الحالي، فمنذ تتويجه الأخير بالسكوديتو 2019- 2020 وكان للمرة التاسعة على التوالي تراجع الفريق كلياً فقد احتل المركز الرابع في الموسم التالي تحت قيادة المدرب أندريا بيرلو، وعلى الرغم من عودة ماسيميليانو أليغري إلا أن الفريق احتفظ بالمركز ذاته قبل أن يتقهقر في الموسم 2022/2023 ويحتل المركز السابع ليحرم من المشاركة بالمسابقات الأوروبية، وفي الموسم الحالي عاد بقوة ونافس إنتر على الصدارة، وإن بقي خلفه معظم الوقت إلا أنه سجل نتائج مخيبة خاصة بعد فقدانه الأمل باللقب وخسر الكثير من النقاط، فخلال العام الحالي 2024 لم يعرف سوى فوزين في 15 مباراة مقابل 4 هزائم و9 تعادلات منها خمسة في الجولات الأخيرة، فخسر المركز الثاني وها هو تراجع إلى الرابع في الجولة الفائتة عقب تعادله الغريب مع ضيفه ساليرنتانا إلا أنه ضمن المشاركة في الشامبيونزليغ.