عربي ودولي

أكدت التعاون الإستراتيجي مع الهند وأدانت «أكاذيب» فرنسا بشأن حقوق الإنسان … طهران: الكيان الصهيوني مثال للإرهاب العالمي وأميركا شريكة بجرائمه

| وكالات

اعتبرت إيران أن الكيان الصهيوني «المزيف» أصبح مثالاً واضحاً للإرهاب المنظم في العالم، ودعت إلى تسليط الضوء على جرائم الاحتلال الإسرائيلي مشيرة إلى أن الولايات المتحدة شريكة الكيان في جرائمه ضد الإنسانية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا» عن وزارة الخارجية الإيرانية قولها في بيان بذكرى النكبة الفلسطينية: إن «الرابع عشر من أيار لعام 1948 كان بداية فترة كارثية لاحتلال فلسطين والانتهاك الواضح لحقوق شعبها المظلوم، وخاصة حقه في تقرير مصيره… وعلى مدى 76 عاماً، تعاني المنطقة والعالم الإسلامي من عواقب النكبة الشريرة، حيث تحولت إلى جرح عميق ومؤلم في جسدها».
وجاء في البيان: إن الكيان الصهيوني المزيف يضيف في كل مرة صفحة مخزية جديدة إلى سجل جرائمه الدولية، وأوضح أن اكتشاف المقابر الجماعية في مستشفيي ناصر والشفاء في قطاع غزة يرسم صورة مروعة لجريمة هذا الكيان الوحشي ضد الإنسانية.
وشدد البيان على أن «ارتكاب الجرائم الدولية، بما في ذلك جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، يعتبر انتهاكاً للقيم الأساسية للأمم المتحدة وجميع الأعراف والمبادئ والمعايير الدولية المعترف بها، ويحمل مرتكبيها من دون أدنى شك المسؤولية الجنائية»، لافتاً إلى أن استمرار إفلات المجرمين الصهاينة من العقاب، يعتبر مخالفاً لأحكام القانون الدول, وأعاد البيان تأكيد تضامن إيران مع القضية الفلسطينية ودعمها عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة، معتبراً أن قبول فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة يعد بمنزلة الخطوة الأولى ونقطة التحول في معالجة الظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني.
بدوره، أشار نائب الشؤون الدولية في السلطة القضائية الإيرانية كاظم غريب آبادي، إلى ضرورة تسليط الضوء على الجرائم الأميركية والصهيونية ضدّ الإنسانية، معتبراً أميركا شريكة في جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين، كما دعا إلى معالجة قضايا الوجود العسكري الأميركي وانتشار الأسلحة النووية.
ووفق وكالة «مهر» الإيرانية، قال آبادي، خلال اجتماع لمراجعة حقوق الإنسان الأميركية: «يجب علينا تسليط الضوء على الجرائم الأميركية ضد الإنسانية، سواء تلك التي ارتكبتها ضدّ الشعب الإيراني أم ضدّ الشعوب الأخرى في فترات زمنية مختلفة»، مؤكداً «ضرورة إبراز هذه الجرائم وفضحها على الصعيد الوطني والدولي».
ولفت إلى ضرورة التركيز على جرائم الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، مبيناً أن هذه الجرائم تتم بِدعمٍ أميركيٍّ مُطلق، ما يجعل أميركا شريكةً في كل أنواع الجرائم التي يرتكبها هذا الكيان في غزة، وأشار آبادي إلى حجم وتنوع جرائم الكيان الصهيوني في غزة، واستشهد بالإحصائيات المتاحة في هذا الشأن، وقال: «لقد عارضت أميركا دائماً التحقيق في هذه الجرائم في المنظمات والآليات الدولية المختلفة، لقد قدمت أميركا، التي تدعي احترام حقوق الإنسان، الدعم السياسي والعسكري واللوجستي والمالي للكيان الصهيوني في الحرب على غزة، لذلك، من الضروري إبراز جرائم الكيان الصهيوني في غزة والدور المباشر لأميركا فيها».
من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان خلال لقائه مع وزير الموانئ والشحن الهندي سارباناندا سونوال، في طهران أن إيران تعتبر الهند شريكاً موثوقاً به، وشدد على نهج بلاده في التعاون الطويل الأمد مع الهند، وقال: إن نهجنا في العلاقات مع الهند هو نهج إستراتيجي ونحن على استعداد لمواصلة توسيع تعاوننا معها في القدرات الثنائية والمتعددة الأطراف وفي إطار منظمتي بريكس وشانغهاي، حسب وكالة «مهر» التي أشارت إلى أن سونوال، يزور إيران لحضور حفل توقيع اتفاقية التعاون الطويل الأمد بين إيران والهند.
وقال أمير عبد اللهيان: إن جمهورية إيران الإسلامية تعتبر الهند شريكاً موثوقاً به، وثمن إبرام عقد تجهيز وتشغيل محطات ميناء الشهيد بهشتي في تشابهار وتعزيز التعاون في الممرين الشمالي والجنوبي باعتباره فرصة مهمة للغاية لتوسيع حجم العلاقات التجارية بين البلدين والمنطقة.
بدوره أعرب سارباناندا سونوال، عن ارتياحه لتوقيع الاتفاقية ووصف الأمر بأنه يوم مهم وتاريخي في العلاقات بين البلدين والعلاقات الإقليمية، وأضاف: شهدت دولتا إيران والهند يوم (أول من) أمس توقيع عقد طويل الأجل لتجهيز ميناء الشهيد بهشتي، ونعتقد أن هذا العقد يمكن أن يوفر فرص تطوير الأعمال للبلدين.
في شأن آخر، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بيان وزارة الخارجية الفرنسية بشأن مواطنين فرنسيين مسجونين في إيران، ووصفه بأنه «غير مهني وغير لائق، ويستند إلى مراجع كاذبة ووهمية»، وأكد في تصريح له أمس أن فرنسا تنتهج نهجاً مزدوجاً في قضايا حقوق الإنسان، وتعد ملجأً آمناً للإرهابيين المناهضين لطهران، لذلك لا يحق لها التدخل في القرارات القضائية والشؤون الداخلية لإيران والدول الأخرى, وأوضح كنعاني أنه «تم القبض على الأشخاص المذكورين في بيان وزارة الخارجية الفرنسية بناءً على أدلة دامغة، والحكومة الفرنسية على علم بجرائمهم»، وشدد على أن السلطة القضائية الإيرانية مستقلة وقراراتها القضائية ملزمة، ولفت إلى أن تقاعس فرنسا في قضية الإبادة الجماعية في غزة يدل على ازدواجية المعايير التي تمارسها تجاه حقوق الإنسان، مبيناً أن ما تصدره السلطات الفرنسية من بيانات حول إيران له آثار سلبية على العلاقات بين البلدين والرأي العام الإيراني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن