رياضة

الإنجاز التاريخي

| محمود قرقورا

مرت على الكرة الإنكليزية أجيال استثنائية ساهمت بكتابة التاريخ والمجد التليد، والحديث عن ليفربول ومانشستر يونايتد وآرسنال وايفرتون، ولكن حاكم هذا الزمان مانشستر سيتي طغى على الجميع وسيكون يوم الأحد القادم على موعد مع صناعة تاريخ جديد من خلال التتويج بلقب الدوري للمرة الرابعة على التوالي، وهذا عجز عنه كل العمالقة الذين سبقوه.

فاليونايتد حاز اللقب ثلاث مرات متتالية مرتين وليفربول حقق ذلك مرة واحد وكذلك آرسنال وهيدرسفيلد تاون.

اقتراب السيتي من المجد الرابع على التوالي والعاشر في تاريخه دنا، بل أضحى قاب قوسين أو أدنى بعد الفوز على مضيفه توتنهام بهدفين دون مقابل مساء الثلاثاء في المباراة المؤجلة التي جرت في لندن، وتلك الكرة كان ينظر إليها آرسنال على أنها نافذة لدخول الجولة الأخيرة متصدراً ولكن ذلك لم يحصل وباتت آمال المدفعجية متعلقة بتعادل السيتي مع ضيفه ويستهام وفوز آرسنال على ضيفه ايفرتون يوم التاسع عشر من أيار الجاري، وهذه معادلة لا يمكن الرهان عليها لأن المدرب غوارديولا ولاعبيه عندهم كل المقومات لتحقيق المراد وبأسلوب سهل وسلسل لا تعقيد فيه.

السيتي رفع رصيده إلى 88 نقطة مقابل 86 لآرسنال، وتاريخياً خلال المرات التسع التي تأجل فيها حسم اللقب خلال المسمى الجديد حتى جولة الختام، حافظ المتصدر على الصدارة وضمن اللقب.

وغوارديولا تحديداً عاش الحالة مرتين ففاز على برايتون 2019 وعلى آستون فيلا 2022 ولم يسمح لليفربول مع مدربه كلوب بالانقضاض على الصدارة.

السيتيزينز سيحقق اللقب السادس في السنوات السبع الأخيرة وهذا عجز عنه كل المدربين العباقرة الذين مروا على الدوري الأقدم والأصعب في العالم بمن فيهم أسطورتا ليفربول واليونايتد بيزلي وفيرغسون.

وتبقى غصة غوارديولا أن الهيمنة المحلية لم تنسحب على الجانب الأوروبي، إذا إن لقباً قارياً كبيراً واحداً لا يتناسب مع الأمنيات والطموحات والإمكانيات النوعية للاعبين، وبلوغ النهائي مرتين للكأس ذات الأذنين الكبيرتين رقم ضيئل وخاصة أن ليفربول مع كلوب وبإمكانيات أقل بلغ النهائي ثلاث مرات.

وتبقى نسخة الموسم المنصرم نقطة بيضاء إضافية في صفحة المدرب غوارديولا عجز عن بلوغها كل المدربين الذين سبقوه في رحاب الكرة الإنكليزية، وهذا ليس جديداً على المدرب الإسباني الذي حقق سداسية تاريخية مع برشلونة 2009.

ووفق المعطيات الحالية فإن السيتي سيكون البطل ولا عزاء لآرسنال الذي اجتهد حتى النهاية، ولا لليفربول الذي استسلم لقدره قرب خط النهاية في الموسم الأخير للمدرب الألماني يورغن كلوب.

وما دام غوارديولا مستمراً مع سماوي مانشستر فمن المتوقع أن يقدم نسخة قادمة ملأى بالطموحات للسيادة المحلية والأوروبية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن