عربي ودولي

جيش الاحتلال انسحب من حي الزيتون بعد معارك ضارية مع المقاومة وأنباء عن مقتل 12 جندياً إسرائيلياً في جباليا … الفلسطينيون بذكرى النكبة: باقون رغم الإبادة وعائدون رغم التهجير

| وكالات

انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة شمال قطاع غزة، أمس الأربعاء، وذلك بعد معارك ضارية مع المقاومة الفلسطينية استمرت أياماً، بينما واصلت المقاومة خوض اشتباكات عنيفة في عدة محاور قتال في قطاع غزة، وذلك في اليوم الـ222 من ملحمة «طوفان الأقصى»، مؤكدة من جانب آخر أن الذكرى الـ76 لنكبة فلسطين تأتي هذا العام في ظل معركة طوفان الأقصى البطولية التي يخوضها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة.
واعترف الإعلام الإسرائيلي بالانسحاب، مؤكداً أن «الجنود خرجوا من هناك بعد نحو أسبوع من القتال»، ويأتي ذلك بينما تخوض المقاومة اشتباكاتٍ عنيفة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة وشرقي رفح جنوب القطاع، حيث تتركّز المعارك ضدّ قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية، أعلنت كتائب القسام تنفيذ عملية مركبة في منطقة «بلوك4» في مخيم جباليا، قام فيها مجاهدو القسام باستهداف جرافة عسكرية من نوع «D9» بقذيفة «الياسين 105»، واستهداف قوة صهيونية تحصنت داخل أحد المنازل بقذيفتين مضادتين للأفراد والاشتباك معها.
وأوضحت الكتائب أنه فور تقدم «قوة النجدة» إلى المكان تم تفجير عبوة «شواظ» في دبابة «ميركافا»، وبعد محاولة سحب عتاد القوة المستهدفة الملقية على الأرض قام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف المكان بشكلٍ همجي، وأكد المقاومون مقتل ما لا يقل عن 12 جندياً في العملية.
إلى جانب ذلك، استهدف المقاومون جرافةً عسكرية من نوع «D9» بقذيفة «الياسين 105» على مفترق الترنس في مخيم جباليا، كما أسقطوا قذيفة مضادة للأفراد عبر طائرة مسّيرة على مجموعة من الجنود شرق المخيم.
كما أعلنت كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين بعد استهداف ناقلة جند بمخيم جباليا بعبوة لاصقة من مسافة صفر، كذلك استهدف مقاومو القسام مستوطنة «سديروت» بمنظومة الصواريخ «رجوم» قصيرة المدى من عيار 114 ملم، وقنصوا جندياً إسرائيلياً بالقرب من «مسجد التابعين» شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
بدورها، أعلنت سرايا القدس أن مقاوميها خاضوا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال قرب أبو زيتون في معسكر جباليا، وأوقعوهم بين قتيلٍ وجريح، وأوقع مقاوموها قوةً راجلة من جيش الاحتلال بين قتيلٍ وجريح خلال اشتباكات ضارية خاضوها في شارع السكة شرق المعسكر.
من جهتها، أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين أنه بالاشتراك مع سرايا القدس، تم استهداف مستوطنة «سديروت» بصاروخين من طراز 107، أما كتائب شهداء الأقصى فأعلنت أن مقاوميها اشتبكوا بالأسلحة الرشاشة وقذائف الـ«R. P. G» مع جنود وآليات الاحتلال المتوغلة في عدة محاور شرق مخيم جباليا، كما قاموا باستهداف تموضع لجنود وآليات الاحتلال بوابلٍ من قذائف الهاون النظامي، في شارع «الترنس» في المخيم، إضافة إلى استهداف دبابة عسكرية للاحتلال من نوع «ميركافا» بقذيفة «RBG85» متوغلة خلف مدارس أبو زيتون، وإصابتها إصابة مباشرة.
وبينما تواصل المقاومة استهداف قوات الاحتلال في عدة محاور قتال في غزة، مكبّدةً إياها خسائر فادحة، تحدثت مصادر ميدانية لـ«الميادين» عن أن مروحيات الاحتلال أجلت عدداً من الجنود القتلى والجرحى من شرق مخيم جباليا في ظل المعارك الضارية، في حين اعترفت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل جندي إسرائيلي في معارك جنوب قطاع غزة، أمس، كذلك أفاد الإعلام الإسرائيلي بأن عدد قتلى الجيش في الحرب وصل إلى 621، منهم 273 جندياً قتلوا منذ بدء الهجوم البري على غزة.
ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية المعارك، شمالي القطاع وجنوبيه، بـ«الشرسة» وتخلّلتها أحداثٌ صعبة، في حين تعمل 3 فرق عسكرية في قطاع غزة حالياً، حسب إعلان «جيش» الاحتلال في وقتٍ سابق.
وأول من أمس الثلاثاء نفذت المقاومة الفلسطينية عمليةً مركّبةً في معسكر جباليا، وتمكّنت كتائب القسّام، في هذه العملية من استهداف دبابة «ميركافا» إسرائيلية، بقذائف «الياسين 105»، موقعةً طاقمها بين قتيل ومصاب، وبعد ذلك أجهز مجاهدو «القسّام»، من مسافة صفر على 7 جنود إسرائيليين كانوا خلف الآلية المستهدفة.
ونفّذت «القسّام» عمليةً مركبةً أخرى أمس، في نهاية شارع المدارس بمخيم جباليا، استهدف المجاهدون خلالها قوةً إسرائيليةً خاصةً تحصّنت داخل منزل بقذيفة مضادة للأفراد، وفي عملية منفصلة نفّذتها في المنطقة نفسها، قنصت كتائب القسّام جندياً إسرائيلياً، أما شمال شرق مدينة جباليا، فاستهدفت كتائب القسّام دبابة «ميركافا» بقذيفة «الياسين 105».
في غضون ذلك، أكدت المقاومة الفلسطينية أن الذكرى الـ76 لنكبة فلسطين تأتي هذا العام في ظل معركة طوفان الأقصى البطولية التي يخوضها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة، في ملحمة أسطورية ممتدة على مدار 222 يوماً، لم يفلح الاحتلال الصهيوني وحكومته الفاشية وجيشه النازي خلالها، في تحقيق أي من أهدافه العدوانية ضد شعبنا في قطاع غزة، رغم ارتكابه مجازر مروعة، وشنه حرب إبادة جماعية طالت كل مقوّمات الحياة الإنسانية.
وحسب وكالة «سانا»، قالت المقاومة في بيان أمس: «إن عدوان الاحتلال الصهيوني المستمر منذ 76 عاماً، وجرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهلنا في قطاع غزة منذ أكثر من سبعة أشهر تشكل وصمة عار على جبين كل الصامتين والمتقاعسين في فضحها وتجريمها والعمل على وقفها».
وأضافت: «إن دعم وانحياز الإدارة الأميركية لهذا العدوان والإجرام الصهيوني المتواصل في قطاع غزة والضفة ومدينة القدس المحتلة، وسياسة ازدواجية المعايير التي تمارسها القوى الغربية، في التعامل مع قضية شعبنا وحقوقه المشروعة تعد خطيئة كبرى ضد كل الأعراف والقيم الإنسانية، تجعلهم شركاء في تحمل المسؤولية عما يتعرض له شعبنا من إبادة، وإننا نجدد دعوتنا لهم بالتراجع عنها وإنصاف شعبنا وحقوقه المشروعة وإنهاء الاحتلال».
وأشارت المقاومة إلى أن القدس والمسجد الأقصى المبارك هما عنوان الصراع مع العدو الصهيوني ولا شرعية ولا سيادة للاحتلال على شبرٍ من أرضهما المباركة، وسيظلّ شعبنا متمسكاً بمدينة القدس عاصمة أبدية لفلسطين ولن يسمح بطمس معالمهما وتغيير حقائق التاريخ والواقع، وسيبذل المُهج والأرواح في سبيل تحريرهما من دنس الاحتلال وقطعان مستوطنيه.
ودعت كل الشعوب والفعاليات التضامنية والمؤيدة للحق الفلسطيني إلى مواصلة وتعزيز هذا التضامن والتأييد بكل الوسائل في كل عواصم ومدن وساحات العالم، والضغط على الدول والحكومات والمؤسسات الداعمة للاحتلال، حتى يتوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وينتزع الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة بالحرّية وتقرير المصير.
وأحيا الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات أمس الذكرى الـ76 للنكبة تحت شعار «رغم الإبادة باقون، ورغم التهجير عائدون»، وأكد المشاركون أن الذكرى تأتي هذا العام في وقت يعاني فيه الأهل في قطاع غزة أوضاعاً كارثية غير مسبوقة نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ222، في مشهد يعيد المجازر الدموية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في المدن والقرى والبلدات الفلسطينية إبان النكبة عام 1948 وقبلها.
ونقلت وكالة «وفا» عن نائب رئيس حركة فتح محمود العالول قوله: إن جرائم العصابات الصهيونية أودت بأرواح آلاف الفلسطينيين فضلاً عن تهجير نحو مليون من أرضهم لإقامة كيان الاحتلال الغاصب عليها، موضحاً أن الاحتلال ينفذ الآن نكبة جديدة أقسى بكثير من نكبة عام 1948، وهي حرب الإبادة في قطاع غزة، إضافة إلى جرائم عصابات المستوطنين في الضفة الغربية.
بدوره طالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد أبو هولي بتطبيق قرارات الشرعية الدولية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن استهداف وكالة «أونروا» هو استهداف لقضية اللاجئين، وأنه لا بديل لهذه المؤسسة الأممية إلا بالعودة، وعلى الدول التي علقت تمويلها لها أن تراجع حساباتها.
من جهته، قال محافظ نابلس غسان دغلس: 76 عاماً لم ينس الفلسطينيون خلالها قضيتهم ونكبتهم والاضطهاد بحقهم، رغم الصمت الدولي أمام ما يرتكبه الاحتلال من مجازر منذ عام 1948 حتى اليوم وحرب الإبادة في غزة.
وأشار دغلس إلى أن الأطفال يحيون هذه الذكرى تمسكاً بحق أجدادهم في العودة، لافتاً إلى أن ممارسات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من قتل وتشريد واستهداف مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية يؤكد أن الاحتلال يسعى لإحداث نكبة جديدة أكثر قساوة مما حدث في عام 1948.
وجدد محافظ أريحا حسين حمايل تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه وثقته بعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948، مستنكراً حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة، حيث يرتكب الاحتلال المجازر ويمارس التهجير القسري أمام مرأى ومسمع العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن