بعد وصول التنظيم الإرهابي إلى طريق مسدود لاحتوائها … «النصرة» يراهن على الحل الأمني لإنهاء تظاهرات إدلب
| حلب- خالد زنكلو
تؤكد مفرزات الميدان، والعديد من التقارير أن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بواجهته الحالية التي تدعى «هيئة تحرير الشام» يراهن على الحل الأمني سبيلاً وحيداً لإنهاء التظاهرات التي خرجت في عموم أنحاء إدلب ضده، بعد إخفاق جميع جهود احتوائها.
ورأت مصادر أهلية في إدلب وريف حلب الغربي أنه ومع مضي 84 يوماً حتى أمس على خروج أول تظاهرة ضد «النصرة» في سرمدا شمال إدلب قبل أن تتوسع رقعتها إلى معظم البلدات والمدن التي يهيمن عليها التنظيم الإرهابي، بات الطريق إلى احتواء المتظاهرين بالطرق المتبعة مسدوداً.
وذكرت المصادر لـ«الوطن» أن «النصرة» لجأ مؤخراً لفض تظاهرات إدلب وريف حلب الغربي أو لمنع خروجها، إلى سد مداخل المدن الكبيرة وتقطيع أوصالها بهدف تطويقها وتقسيمها ومنع انضمام متظاهرين آخرين من خارجها إليها، كذلك عمد إلى إغلاق الشوارع الرئيسية، وتلك المؤدية إلى الساحات العامة للحيلولة دون تجمهر المتظاهرين فيها أو نصب خيام دائمة للاعتصام.
وبيّنت أنه رغم ذلك، خرجت تظاهرة ليلية أول من أمس في مدينة إدلب، وتظاهرات عارمة الجمعة الماضية في مدن إدلب وجسر الشغور وأريحا وسلقين وكفر تخاريم وبنش ومعارة مصرين، وهو ما دفع «النصرة» إلى الزج بكامل قوة ذراعها الأمنية للتصدي لها وتفريق المتظاهرين بكل سبل العنف من استخدام الرصاص الحي والعصي والهراوات والاعتقالات، التي طاولت حتى رجال الدين الإسلامي المشاركين في التظاهرات، حيث اعتدى مسلحو ما يسمى «جهاز الأمن العام» التابع لـ«النصرة» على المتظاهرين في مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي وأطلقوا الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين والاعتداء عليهم بالضرب باستخدام العصي والهراوات، وأقدم المسلحون على اعتقال أحد خطباء المساجد رغم إصابته السابقة على يد مسلحي التنظيم.
واتبع «النصرة» طريقة جديدة لتفريق المتظاهرين، عبر محاولة دهسهم عن طريق عربات مصفحة تابعة لـ«جهاز الأمن العام» التابع للتنظيم الإرهابي، وهو ما حدث في بنش، وفق مقاطع الفيديو التي بثت على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سجلت تظاهرات الجمعة الفائتة دهس 3 متظاهرين نقلوا إلى المشفى الوطني بمدينة إدلب، حالة أحدهم خطرة، وفق ما ذكر مصدر طبي من داخل المشفى لـ«الوطن».
وشملت تظاهرات أول من أمس بالإضافة إلى المدن آنفة الذكر وجميع مخيمات النازحين، مدينتي الأتارب ودارة عزة بريف حلب الغربي، وكل من بلدات حزانو وسرمدا والدانا ودير حسان شمال إدلب، حيث طالب المتظاهرون بحل «النصرة» وقوتها الأمنية وإعدام متزعمها الإرهابي المدعو «أبو محمد الجولاني».