تحدث عن هزيمة إسرائيل سياسياً وعسكرياً … إعلام العدو: ما يحدث بين نتنياهو وغالانت غير طبيعي
| وكالات
اعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الأحد، أن حركة حماس هزمت إسرائيل في قطاع غزّة على عدّة مستوياتٍ، وتحدثت عن مخاطر فكرة «الحكم العسكري» في غزة، ودعت إلى القضاء على هذه الفكرة، كذلك سلطت الضوء على الخلافات بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت.
وقالت «civilpress» المنصّة الإخبارية الإسرائيلية عبر قناتها في «تلغرام» إنه بعد 7 أشهر من الحرب على قطاع غزّة، وعند الحدود الشمالية مع لبنان، يُمكننا القول إن «حماس انتصرت في قطاع غزّة عسكرياً وسياسياً، ولاسيما أمام الرأي العام العالمي.
ولفتت إلى أن بعض الأسرى الإسرائيليين عادوا خلال الأيام الأخيرة ولكن في توابيت، وبعد فقدان حياة الكثير من الجنود الإسرائيليين، مشيرة إلى أن «القوات الإسرائيلية عادت لتناور في الأحياء التي دخلتها بداية الاقتحام البري لقطاع غزّة»، وهذا الأمر يدلّ على التراجع وعدم السيطرة.
كما أشار الإعلام الإسرائيلي إلى أن الرصيف البحري في قطاع غزّة بدأ بالعمل بعد أن كانت إسرائيل هي التي تتحكم بإدخال المساعدات الإنسانية، وفي السياق نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن القائد السابق لفرقة غزة قوله: «الجيش يتخبط في غزة ومن الواضح أننا لن نحقق أهدافنا المعلنة».
وفي وقت سابق، رأت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أن حركة حماس لا تزال «حيةً وتنبض بالحياة» في غزة، وذكرت أن الحركة أعادت فرض سيطرة مدنية كبيرة على مدن القطاع، التي اجتاحتها القوات الإسرائيلية ثم انسحبت منها، وأمام ذلك شدّدت الصحيفة على أن الحركة لم تتمكن من البقاء وحسب، «بل إنها تبدو جريئةً على نحو متزايد بشأن فرصها في ضمان عودتها إلى السلطة» في غزة.
بدورها، أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن إسرائيل فشلت في تحقيق هدفيها الأساسيين من الحرب على غزة، المتمثّلين في تدمير حركة حماس، وإعادة أسراها من القطاع، بعد أكثر من 7 أشهر على اندلاعها.
في الأثناء، وبشأن فكرة الحكم العسكري في غزة، اعتبرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في افتتاحيتها أمس أنه «يجب القضاء على هذه الفكرة المهووسة وهي في مهدها، ويجب ألا ننسى أنه وراء كل نقاش أمني في إسرائيل هناك خطة خلاصية للاعبين سياسيين إيديولوجيين».
وبهذا الصدد أشارت الصحيفة إلى أن وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت عقد مؤتمراً صحفياً، أول من أمس، دعا فيه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الإعلان عن عدم إقامة حكم عسكري في قطاع غزة ومناقشة مسألة «اليوم التالي» بعمق.
وأضافت الصحيفة إنه «عندما عدد غالانت في خطابه الآثار المترتبة على إقامة حكم عسكري ومدني إسرائيلي في قطاع غزة، كان يشير إلى الاقتراح الملموس على مكتب نتنياهو لإنشاء حكم عسكري مؤقت كحل بديل عن حماس»، موضحةً أنها «وثيقة كتبها السكرتير العسكري الجديد لنتنياهو، اللواء رومان غوفمان».
وتعدّ هذه المرة الثانية التي يتخذ فيها غالانت مثل هذه الخطوة: أي تحذير نتنياهو علناً فيما الجمهور هو الشاهد، وفي المرة الأخيرة دعا غالانت إلى وقف فوري للتشريع بسبب «خطر واضح وفوري» على أمن الكيان، وقال: إن «التهديدات من حولنا كبيرة، في الساحات البعيدة والقريبة».
أما هذه المرة، حسب «هآرتس»، يحذر المبعوث من الخطة الخطرة والمخيفة التي يتمّ النظر فيها بجدية، فغالانت يؤكد أنها «بديل سيئ وخطير لإسرائيل استراتيجياً وأمنياً وعسكرياً»، وأنه «كدولة، نواجه تهديداً أمنياً متعدد الجبهات بموارد معينة، والحكم العسكري الإسرائيلي في غزة سيصبح الجهد الأمني الرئيس لإسرائيل في السنوات المقبلة على حساب الساحات الأخرى، كما سيكلف دماءَ وضحايا وثمناً اقتصادياً باهظاً».
في السياق، نقلت الإذاعة الإسرائيلية، أمس الأحد، عن عائلات من ذوي المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، أن «ما يحدث في الغرف المغلقة بين وزراء «كابينت الحرب» غير طبيعي»، وأفادت الإذاعة بأن «ما يجري في الغرف المغلقة داخل «كابينت الحرب» بين كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، غير طبيعي»، مضيفة: إن «عائلات المحتجزين بحاجة إلى الوقوف والصراخ».
وأوضحت الإذاعة، على موقعها الإلكتروني، أن تصريحات عائلات المحتجزين جاءت بعد ما قاله وزير الدفاع إن «إسرائيل لن تسيطر عسكرياً على غزة بعد الحرب، وإن الحكم المدني الفلسطيني هو مصلحة إسرائيلية»، مضيفاً: إن هناك اتجاهاً خطراً يتطور في البلاد للترويج لحكومة عسكرية إسرائيلية.
واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي هذا التطور بديلاً خطراً على أمن إسرائيل «القومي»، داعياً نتنياهو إلى اتخاذ القرار والإعلان أن «إسرائيل لن تسيطر على غزة بعد الانتهاء من الحرب على القطاع»، مشيراً إلى أن «هذه لحظة اختبار وطني، حتى لو كان ذلك بثمن سياسي».
ورداً على تصريحات غالانت، قال نتنياهو إنه ليس مستعداً لاستبدال حكم «حماس» في قطاع غزة بحركة فتح، مضيفاً: إن أي حديث عن «اليوم التالي» للحرب في غزة لا معنى له ما دامت حركة حماس في القطاع، حسب قوله.