الخبر الرئيسي

جنيف3 ينطلق خجلاً.. وضغط واشنطن يتفوق على ضغط أنقرة والدوحة ويدفع معارضة الرياض للمشاركة! … وفد الحكومة في جنيف في الوقت المحدد.. والجعفري متمسك بتعريف المجموعات الإرهابية

| جنيف – الوطن

كما كان مبرمجاً وبترتيبات من الأمم المتحدة، وصل ظهر أمس وفد الحكومة السورية إلى جنيف على متن رحلة تجارية للخطوط الجوية المصرية آتية من القاهرة حطت في مطار جنيف في تمام الواحدة ظهراً بعد تبلغ الوفد أن انطلاقة محادثات جنيف3 ستبدأ بلقاء يجمعهم مع المبعوث الأممي الخاص لحل الأزمة السورية ستيفان دي ميستورا في الخامسة من بعد الظهر في لقاء يتيم يجريه المبعوث الأممي ليعلن من خلاله إطلاق المباحثات.
مصادر في الأمم المتحدة أكدت لـ«الوطن» أن اللقاء مع الوفد الحكومي الذي استمر لأكثر من ساعتين تطرق إلى جدول أعمال جنيف3 الذي يريده دي ميستورا متوافقاً مع القرار 2254.
وتضيف المصادر إن الوفد الحكومي رفض وجود أي شروط مسبقة كما هو متفق عليه سابقاً وشدد على ضرورة فرز المجموعات المسلحة وتحديد الكيانات الإرهابية وأن هذا جزء لا يتجزأ من القرار 2254.
وأضافت المصادر إن رئيس وفد الحكومة بشار الجعفري سأل دي ميستورا أكثر من مرة عن هوية «من سنتحاور معهم»؟ وكان جواب المبعوث الأممي دائماً: «لننتظر الإثنين»! على حين أوضحت «سانا» أن الجعفري أكد «تمسك السوريين بالحفاظ على وحدة سورية واستقلالها وسيادتها ووحدة شعبها، وأشار إلى جهات ترعى كيانات إرهابية وترفض إدراجها كمنظمات إرهابية دولية».
وكان الوفد الحكومي وفور وصوله، توجه إلى مقر إقامته في المدينة السويسرية التي قررت استضافة أعضاء الوفد البالغ عددهم 15، إضافة إلى مندوب سورية الدائم في مقر الأمم المتحدة السفير حسام الدين آلا.
ويضم الوفد الحكومي إلى جانب الجعفري: أحمد عرنوس وأحمد كزبري ومحمد خير العكام وأمل اليازجي وحسن البحري وعمر أوسي وأمجد عيسى وعمار عرسان وجميلة شربجي ورفاه بريدي والياس شاهين وسامر بريدي وأسامة علي ورؤى شربجي.
وبعد وصول الوفد إلى جنيف وقبيل لقائه دي ميستورا عقد الجعفري جلسة حوار مع السفير الروسي في سويسرا اليكسي بارادافكين، لم يفصح عن فحواها، إلا أن بارادافكين تحدث لموفد قناة «المنار» اللبنانية قائلاً: «إن وفد الحكومة السورية التزم بالمواعيد المقررة في قرار مجلس الأمن وبيان فيينا وأثبت بوصوله (أمس) إلى جنيف عن استعدادٍ بناءٍ وجديةٍ لبدء المباحثات».
وإن كانت محادثات جنيف3 انطلقت رسمياً بعد هذا اللقاء، غير أن الواقع يشير إلى مزيد من التعقيدات قد تعصف بهذه الجولة من المحادثات بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أعلن من خلالها «أن لا مفاوضات دون وقف إطلاق نار»، معتبراً أن المشاركة في اجتماعات جنيف3 تعد «خيانة»، وأوفد بعد ظهر أمس، وفق مصادر متعددة، رئيس وزرائه أحمد داوود أغلو للقاء الهيئة العليا للمفاوضات التي كان يزورها أيضاً وزير خارجية قطر الجديد في أول زيارة له خارج بلاده، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لمنع أي وفد من معارضة الرياض التوجه إلى جنيف قبل فرض شروطهم، في محاولة ربما أخيرة لإفشال المساعي الدولية.
مصادر إعلامية أشارت في وقت سابق، أن ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان قد جهز طائرة خاصة لنقل عدد محدود من الهيئة التفاوضية إلى جنيف، إلا أن ضغوطاً تركية وقطرية منعت ذلك.
وأثبتت كل المساعي السابقة، عدم جدواها أمام ضغوط أميركية على الهيئة لإرسال وفدها، الأمر الذي تحقق في ساعة متأخرة من مساء أمس، بعدما أكد رئيس وفد معارضة الرياض أسعد الزعبي في تصريحات تلفزيونية، أن وفد الرياض «بكامل الأسماء التي تم الإفصاح عنها سيشارك في مفاوضات جنيف»، متوقعاً وصول الوفد إلى العاصمة السويسرية مساء اليوم أو صباح الغد. وقال: «حصلنا على دعم أميركا ووعود برفع الحصار وإيصال المساعدات» بحسب قناة سكاي نيوز.
وفي موازاة ذلك لا يزال وفد «العلمانيين الديمقراطيين» الذين شكلوا لجنة إشراف من هيثم مناع ورندا قسيس وقدري جميل وإلهام أحمد وصالح مسلم (يغيب مرحلياً)، بانتظار لقاء مع دي ميستورا الذي لم يحدد لهم حتى الآن أي موعد، علماً أنهم قدموا وفدهم الكامل لبعثة الأمم المتحدة والمشكل من 15 عضواً إضافة إلى 15 عضواً احتياطياً وانتقلوا من لوزان إلى جنيف.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية غربية في جنيف، فإن دي ميستورا لا يزال حتى الآن يرفض اعتبار «العلمانيين الديمقراطيين» وفداً رسمياً منعاً لأي حساسيات مع معارضة الرياض، بانتظار ردها النهائي، علماً أن أعضاء هذا الوفد تلقوا نص دعوة طبق الأصل لنص الدعوة التي تلقاها رياض حجاب، وهم مصممون على اعتبارهم وفداً كاملاً موجوداً في جنيف للتفاوض والتباحث.
ومع الانطلاقة الخجولة لجنيف3 التي غاب عنها، أي بروتوكول احتفالي أو افتتاحي، بدا الوفد الحكومي الأكثر استعداداً وجدية من كل المعارضات، للشروع في مباحثات تخول السوريين تقرير مصيرهم والانتصار على الإرهاب الذي بدأ يتلاشى شيئاً فشيئاً تحت ضربات الجيش السوري وحلفائه ومساندة الطيران الحربي الروسي.
ودفعت هذه الانتصارات تركيا وقطر، إلى محاولة إلغاء جنيف3 بعد أن فضح أمرهما بدعم ومساندة داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى، وبعد خسارات متتالية لا تخولهم للعب أي دور في الملف السوري الذي بات بين أيدي روسيا والولايات المتحدة الأميركية اللتين اتفقتا على جنيف3 وعلى ما جاء في فيينا2، من حكومة وحدة وطنية وتعديلات دستورية وانتخابات حرة يقرر من خلالها السوريون ما يريدونه لمستقبل وطنهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن