الخبر الرئيسي

خامنئي: على الشعب ألا يقلق فلن يكون هناك أي خلل في عمل البلاد … العالم يضبط توقيته على ساعة طهران … بانتظار معرفة مصير الرئيس رئيسي ومرافقيه .. الجيش الإيراني وفرق الإنقاذ تشارك بعمليات البحث بحضور قائد الحرس الثوري ووزراء ومسؤولين

| الوطن

ساعات حزينة عاشها الإيرانيون أمس على وقع نبأ إعلان سقوط طائرة كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب البلاد.

وعلى توقيت طهران ضبط العالم أنفاسه وانشغلت الدوائر السياسية والإعلامية لساعات طويلة لمعرفة مصير الرئيس الإيراني بعد تعرض المروحية لحادثة سقوط إثر الأجواء المناخية السيئة والتي كانت تقله إلى جانبه وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي وإمام جمعة تبريز آية اللـه آل هاشمي وبعض المسؤولين الآخرين.

المروحية التي سقطت وحدها كانت واحدة من 3 مروحيات كانت تقل الرئيس الإيراني والوفد المرافق له، حيث ظهر الرئيس الإيراني وفق ما وثقته صور ومقاطع فيديو برفقة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان خلال تدشينه ورئيس أذربيجان إلهام علييف سد قيز قلعة سي المشترك بين البلدين والواقع شمال غرب إيران.

فرق الإنقاذ التابعة للهلال الأحمر والقوات العسكرية الإيرانية وقوات الشرطة واصلت العمل لساعات بحثاً عن مكان طائرة الرئيس ومرافقيه والتي سقطت في محيط قرية أوزي الواقعة في غابات أرسباران، وهي من المناطق التي يصعب الوصول إليها وتضع صعوبات أمام فرق الإنقاذ.

قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي قال: إن حادثة مروحية الرئيس الإيراني مؤسفة ونسأل اللـه أن يعيده سالماً، مضيفاً: إن على الشعب ألا يقلق فلن يكون هناك أي خلل في عمل البلاد.

بدوره، أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، توظيف كل الإمكانات والتجهيزات اللازمة في عملية البحث عن المروحية، ومن جهته أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، أن فرق الإغاثة واصلت عملها ضمن الظروف الجوية السيئة والطرق الشائكة الصعبة، مشيراً إلى أن فرق الإغاثة تقدمت نحو مكان الحادثة.

بدوره، قال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي أنه باعتبار أن المنطقة ذات منحدر شديد وغابات ومن ناحية أخرى نشهد هطل أمطار غزيرة فإن مدى الرؤية محدود للغاية ولهذا السبب لم تصل قوات الإنقاذ بالسرعة المطلوبة، ولكن القوات تمكنت من الوصول وهناك تواجد كبير في المنطقة.

النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر عقد أمس أول اجتماع للحكومة عقب حادث مروحية الرئيس، وتمت الموافقة على بنود جدول أعمال الاجتماع.

وجرى خلال الاجتماع تداول أخبار الهبوط الصعب لطائرة الرئيس في طريق عودتها من افتتاح السد في منطقة أرس، حيث أصدر نائب الرئيس الأمر بتكليف أعضاء الاجتماع بمتابعة الأمور وحشد كل الإمكانات لمتابعة وضع الرئيس.

تكثيف وتسريع عمليات البحث كان جرى بحضور القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي ووزراء ومسؤولين حكوميين، وأعلن معاون وزير الخارجية مهدي صفري أنه تغير مناخي مفاجئ حصل خلال تحليق المروحيات الثلاث وتسبب بسقوط طائرة الرئيس.

الحادث الكبير استدعى ردود فعل عربية ودولية متتابعة، وتوالت العروض الدولية لمساعدة إيران، وأجمعت البيانات الدولية على تعاطفها مع طهران، وأكدت دمشق على لسان خارجيتها تضامنها التام مع إيران متمنية السلامة للرئيس رئيسي وللمسؤولين الإيرانيين الذين كانوا معه على الطائرة، وأكدت الثقة بقدرة وحكمة إيران دولة وقيادة وشعباً على تجاوز هذا الظرف الصعب، واستعداد سورية لتقديم أي مساعدة ممكنه.

روسيا من جهتها أكدت استعداد موسكو لتقديم المساعدة لإيران في عمليات البحث.

وفي اتصال هاتفي قال مساعد الرئيس الروسي للنائب الأول للرئيس الإيراني: إن الرئيس فلاديمير بوتين يتابع الأخبار بعناية منذ بداية هذا الحادث، وكل القدرات الروسية جاهزة لمساعدة إيران.

كذلك أعلنت السعودية والإمارات والكويت ومصر وقوفها إلى جانب طهران واستعدادها لتقديم المساعدة.

من جهته قال سفير الإمارات في طهران إن الرئيس الاماراتي محمد بن زايد وجه بتقديم ما يمكن من دعم لعمليات البحث والإنقاذ عن رئيس إيران.

وأعلن مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارتشتش أن المفوضية الأوروبية فعّلت خدمة الخرائط عبر الأقمار الاصطناعية للمساعدة في جهود البحث عن طائرة الرئيس الإيراني، وذلك في أعقاب طلب بالمساعدة تقدمت به إيران، وتوفر خدمة «كوبرنيكوس» لإدارة الطوارئ التابعة للمفوضية الأوروبية منتجات لتحديد الأماكن بناء على صور الأقمار الاصطناعية.

الرئيس الأميركي جو بايدن، قطع إجازته وعاد للبيت الأبيض لإحاطة عاجلة بعد حادث الطائرة وذكر البيت الأبيض أنه «تم إطلاع بايدن على تقارير بشأن حادثة مروحية الرئيس الإيراني»، وذكر مسؤول بالبنتاغون أن رؤساء أركان الجيش على تواصل مع القيادة الوسطى لمتابعة تطورات إيران.

وينص الدستور الإيراني على تولي لجنة مؤقتة مهام الرئاسة الإيرانية، في حال لم يتمكن الرئيس الإيراني من ممارسة صلاحياته لمدة شهرين لأي سبب من الأسباب.

وبموجب المادة 131، فإن لجنة ستتولى مهام الرئيس في حال وفاته أو غيابه أو المرض لمدة تزيد على شهرين، أو في حال انتهاء ولاية الرئيس، ولم يُنتخَب رئيس جديد.

ويترأس نائب الرئيس الإيراني بموافقة المرشد الإيراني لجنة تضم رئيس البرلمان ورئيس الجهاز القضائي، وسيكون نائب الرئيس ملزماً بتنظيم الانتخابات الرئاسية في غضون 50 يوماً.

وحسب المادة 131، يمكن للمرشد الإيراني أن يتولى بنفسه جميع صلاحيات الرئيس مباشرة، أو يكلف مسؤولاً جديداً، في حال تعذرت ممارسة نائب الرئيس صلاحياته بشكل مطلوب.

وتقول المادة 113 من الدستور الإيراني أن الرئيس الإيراني هو أعلى مسؤول رسمي في البلاد بعد المرشد، ويحمل على عاتقه مسؤولية تنفيذ الدستور ورئاسة الجهاز التنفيذي (الحكومة) باستثناء القضايا التي تعود للمرشد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن