شؤون محلية

بذار قمح «أميركية وألمانية وإيطالية» غير مأمونة دخلت بصورة غير شرعية … في مؤتمر المهندسين الزراعيين بالحسكة.. مطالبات بعدم ترك إنتاج الفلاح رهينة بيد السمساسرة والوسطاء في السوق السوداء

| الحسكة- دحام السلطان

طالب العديد من المهندسين الزراعيين بضرورة وضع الخطة الزراعية موضع التنفيذ الفعلي، والعمل على شراء إنتاج محاصيلها حسب الأرقام المنفذة منها، وعدم ترك إنتاج الفلاح رهينة بيد السمساسرة والوسطاء في السوق السوداء، لاسيما النباتات الطبية والعطرية، والتعامل مع محصول الشعير بالمستوى ذاته المتعامل به في محصول القمح والعمل على شرائه واعتباره محصولاً استراتيجياً ومادة علفية تخزينية لمربي المواشي في مواسم الجفاف.

ودعوا في مداخلاتهم خلال انعقاد أعمال مؤتمر المهندسين الزراعيين السنوي تحت شعار «معاً لإعادة الإعمار والنهوض بالقطاع الزراعي»، إلى توجيه مؤسسة إكثار البذار لشراء الأصناف الجيدة من الأقماح في المناطق الآمنة، ليتم اعتمادها كأصناف بذار مُحسّنة، لقطع الطريق أمام الأصناف «الأميركية والألمانية والإيطالية» غير المأمونة ومجهولة المصدر، التي دخلت البلد بصورة غير شرعية؟ والعمل على إعادة النظر بتطوير زراعة القطن وشرائه من الفلاح، الذي أصبح منشّطاً مهماً في السوق السوداء التي كسّرت سعره إلى النصف عن السعر الذي وضعته الحكومة، وأصبح عبئاً على الفلاح في الموسم الماضي.

كما طالبوا بزيادة الراتب المقطوع لجميع المهندسين، وتشميل جميع المهندسين الزراعيين بطبيعة العمل بنسبة 25 بالمئة، داعين إلى إعادة النظر بمصير شركة «نماء» وأسهمها ومواردها المالية، وتأمين حاجة المحافظة من معقمات البذار ذات النوعية الجيدة، وكذلك تأمين البذور والأسمدة الكيميائية بالوقت المناسب للزراعة.

كما أكدت المداخلات ضرورة تأسيس جمعية لأصحاب المراكز الزراعية، التي بلغ عددها اليوم 85 مركزاً، 10 منها مرخّصة، مطالبين بأن يكون هناك دور فاعل لنقابة المهندسين الزراعيين ضمن لجان تسويق القمح، والاهتمام بالثروة الحيوانية وعدم الذبح العشوائي لإناث العواس منها، والعمل مع من يلزم لمنع تهريب الثروة الحيوانية للخارج، إضافة إلى تأمين اللقاحات البيطرية في أوقاتها المناسبة وتأمين مستلزمات التلقيح الاصطناعي، وكذلك الثروة السمكية ومنع الصيد الجائر خلال أشهر التكاثر، وكذلك الاهتمام بالدواجن لتحقيق الاكتفاء الذاتي منها محلياً.

من جهته أكد أمين فرع الحزب بالحسكة تركي عزيز حسن أن المحافظة عانت كثيراً في ظل ظروف الاحتلال المزدوج «الأميركي- التركي» اللذين قاما بفرض سياسة الحصار والتضييق والتجويع والتعطيش في محاولة لخلق فجوة وهوة واسعة بين المواطن والحكومة وزعزعة الثقة بينهما بهدف إعادة المحافظة إلى المربع الأول للأزمة، مشيراً إلى حرص المهندسين الزراعيين الكبير والبنّاء ودورهم التشاركي مع المؤسسات الاقتصادية بالمحافظة، ولاسيما الفلاح والعامل، لتحسين الوضع الاقتصادي وتحقيق الأمن الغذائي للمواطن، على الرغم من حجم المعاناة الكبيرة التي تمر بها المحافظة المقطعة الأوصال.

وأشار حسن إلى أن المداخلات والطروحات التي أدلى بها المهندسون الزراعيون في المؤتمر، تنم عن حالة الحرص المسؤول والوعي اللامتناهي لدى المهندس الزراعي، الذي من شأنه بذل المزيد من العطاء والارتقاء بالأداء المهني للنهوض بالواقع الاقتصادي والفعل النقابي والعمل على تحسين كل منهما.

بدوره بيّن نقيب المهندسين الزراعيين بالمحافظة أحمد مصطفى الخالد، أن للمهندسين الزراعيين حقوقاً وواجبات وأن كل ما تم طرحه في مؤتمرهم السنوي، هي مطالب مهمة ومحقة وستحظى بعين الاهتمام والرعاية والمتابعة، وستكون من أولى أولويات النقاش والاستجابة مع الشركاء المحليين والمعنيين بالمحافظة ضمن الإمكانات المتوافرة والمتاحة، وعن طريق النقابة المركزية في العاصمة فيما يخص الحلول التي تحتاج إلى معالجات مركزية، والتي من شأنها أن تكون الضمانة والمكسب الحقيقي للمهندس الزراعي من منظار المصلحة العامة والارتقاء بمهنة الهندسة الزراعية انطلاقاً من دورها المنوط بها في تحقيق الأمن الغذائي والاهتمام بالمهنة ورفع مستواها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن