بث مباشر وصولاً للانحلال في الآداب العامة لكسب المال … موضة فتيات «البيغو لايف» بطرطوس.. بعضهن بعلم أزواجهن!
| طرطوس- ربا أحمد
في ظاهرة أقل ما توصف به أنها سلبية تجتاح المجتمع في طرطوس اليوم هي كسب المال من خلال برامج افتراضية كثيرة ولكن تركز معظمها في الآونة الأخيرة على تطبيق «بيغو لايف» الذي بات دخلاً أساسياً معظمه لفتيات وسيدات في طرطوس وبأصوات عالية «كبسوا كبسوا.. شيروا شيروا.. للمطالبة بالاشتراك معهم للحصول على أموال كافية.
وبسؤال سيدة تخلت عن العمل على التطبيق أشارت إلى أن المحتوى يختلف من شخص لآخر ولكن بمعظمه يتركز على مهارة الفتاة في جذب أكبر عدد ممكن من المتابعين للحصول على الأيقونات الأعلى قيمة، وغالباً ما يصبح المحتوى مخلاً بالآداب العامة نتيجة ذلك ويجر الفتيات نحو دردشات خاصة للحصول على الأموال، فتحول العمل إلى ظاهرة سلبية جداً، علماً أن بعضهن يعملن بعلم الأزواج بحجة أن الغناء والنكت والتسلية ليس أمراً عظيماً.
صاحب محل اتصالات أوضح في تصريح لـ«الوطن» أن «كبسوا وشيروا» باتت ظاهرة كبيرة لدى فتيات طرطوس ويقدمن محتوى سيئاً لجذب المتابعين وبات أمراً محزنا جداً بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ولكن ذلك لا يبرر ما يحصل على البث المباشر لهن وما يقدمن من تفاهات لجلب المال الذي يبلغ أحياناً الملايين ما يؤدي لزيادة الطمع والبث ساعات أطول والانزلاق نحو تصرفات منافية للعرف العام.
ولفت إلى أن الأرباح تختلف وتزيد كلما قدم المشترك بثاً لساعات أكثر وجذب عدداً أكبر، لذلك «كبسوا وشيروا» موضة هذا العصر والمفاجأة أن طلب تنزيل البرنامج مطلوب من النساء.
كما أشار أحد أصحاب المقاهي إلى أن الكثير من السيدات تأتي للحصول على إنترنت سريع وعالي الجودة من أجل فتح تطبيق «البيغو لايف»، فتسمع نداءاتهم «بكبسوا كبسوا» وكله عبارة عن ضحك وأحاديث وتسلية مقابل الحصول على المال بأسهل طريقة.
وعند سؤال إبراهيم حاتم عن مجالات التطبيق أوضح أن «بيجو لايف» يسمح للمستخدمين ببث مقاطع الفيديو الحية من هواتفهم الذكية أو أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، ويمكن للمستخدمين أيضاً مشاهدة مقاطع الفيديو الحية للآخرين والتفاعل معهم من خلال التعليقات والهدايا.
ولفت إلى أن هناك عدة طرق لربح المال من برنامج «بيغو لايف» حيث يمكنك كسب المال من خلال الهدايا والاشتراكات بالمذيعين والإعلانات والجوائر.
ويعتمد مقدار المال الذي تحصل عليه مقابل الهدايا على نوع الهدية، على سبيل المثال، تستحق الهدية «الماس» على مبلغ مختلف عن هدية«مفتاح القلب» وهكذا وفقاً لقيمة كل عنصر.
ولاستبدال الهدايا بأموال حقيقية على برنامج «بيغو لايف»، يجب أن يكون وفقا لشروط كأن تكون مقيماً في أحد البلدان المدعومة وعمرك 18 عاماً أو أكثر ولديك رصيد من الهدايا في حسابك، أي أن تكون مقيماً ونشطاً ولديك جمهور كبير من المشاهدين المتفاعلين والحصول على شارة المذيع حيث يمكنك البدء في جمع الهدايا الافتراضية من المشاهدين.
وتُعرف الهدايا الافتراضية في «بيغو لايف» باسم «الفاصوليا» ويمكن استخدام «الفاصوليا» لشراء عناصر افتراضية في التطبيق أو يمكن استبدالها بأموال حقيقية.
بدوره دكتور الاقتصاد في جامعة طرطوس طلال سليمان أكد أن ذلك يعد خللاً في دورة الاقتصاد لكون ذلك ليس عملا إنتاجيا ولا فرصة عمل ثابتة وإنما نوع من المقامرة والتسلية وهو ربح غير دائم أو شرعي، وبالعكس يشكل عاملاً سلبياً لكونه يحقق ربحاً لصاحبه دون فرصة عمل مستمرة تتراكم خبراته من خلالها أو تصبح مهنة له للمستقبل وإنما ضياع لوقت ثمين يمكن تسخيره في تطوير العمل وبالتالي خلق إنتاج والبعد عن البطالة.
ويرى سليمان أن حل البطالة بات قريباً مع خفض فوائد التمويل الصغير والتوجه لدعمها في خطوة جيدة نحو تطوير بيئة العمل لهكذا شريحة من المجتمع.