اقتصاد

مؤتمر «تعزيز الصمود والأمن الغذائي المستدام في البيئات الهشة» … وزير الزراعة: البحوث الزراعية أساس تطوير الاقتصاد الوطني .. وزيرة الإدارة المحلية: أهمية تكامل العمل الحكومي

| هناء غانم

عناوين وأبحاث مهمة تتعلق بتعزيز القدرات الإنتاجية للقطاع الزراعي ودورها في النهوض بالاقتصاد الوطني كانت من أبرز المحاور التي تقدمت بها الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية خلال مؤتمرها العلمي الـ14 الذي أقيم أمس تحت عنوان «تعزيز الصمود والأمن الغذائي المستدام في البيئات الهشة»

وزير الزراعة محمد حسان قطنا أكد أن البحوث الزراعية هي الأساس في تطوير الاقتصاد الوطني ودعمه ودعم الصناعة، معتبراً أن البحث العلمي الزراعي هو الركيزة الأساسية لتطوير الإنتاج وتحقيق الاستقرار للمنتجين من خلال التوفير في التكاليف والوصول إلى عائد اقتصادي أفضل للفلاحين، مركزاً على الإدارة السليمة للموارد الطبيعية المائية والأرضية التي تعد الأساس في إعداد الخطة الإنتاجية الزراعية، إضافة إلى أن نتائج هذه البحوث العلمية تسهم في رسم السياسات المعتمدة لدى الوزارة لتحقيق الاستدامة مع الالتزام بالاتفاقيات الدولية الخاصة بالمناخ والتنمية المستدامة.

وأشار قطنا إلى أن المؤتمر ينعقد كل عامين بهدف عرض نتائج الأبحاث التي توصل إليها الباحثون في الهيئة ومناقشة تنفيذها بحضور كل الوزارات المعنية والمنظمات والمراكز البحثية، منوهاً بدعم الوزارة لهذه البحوث وفق خطة واضحة وتقديم الاعتمادات اللازمة بهدف تطوير الإنتاج الزراعي والإدارة المستدامة للموارد وأسس إدارة الثروة الحيوانية لتحسين الإنتاج والإنتاجية، لافتاً إلى أهمية التركيز على البحوث التطبيقية ونشر نتائجها والتوسع في الأبحاث التي تخص الثروة الحيوانية والحراج وإدارة البادية والمحميات والمكافحة والتغيرات المناخية والبحوث الاقتصادية التي تلبي احتياجات المجتمع.

من جهتها أكدت وزيرة الإدارة المحلية والبيئة الدكتورة لمياء شكور أهمية تكامل العمل الحكومي، مشيرة إلى أهمية البحث العلمي واعتبرته الأساس لعملية التقدم المنشود في مواجهة التحديات.

وأشارت الوزيرة إلى أهمية التعاون والعمل المشترك في كل القطاعات الحكومية والذي يشكل الأساس في عملية التقدم لمواجهة التحديات وتعزيز الصمود والوصول إلى أمن غذائي مستدام على المستويين الوطني والإقليمي.

بدوره منسق علاقات الدولة مع المركز الدولي (إيكاردا) مجد جمال أكد لـ«الوطن» أهمية انعقاد المؤتمر في هذه الظروف والحاجة الماسة له نتيجة الظروف المناخية التي أدت إلى خروج مساحات كبيرة من الزراعة وانخفاض الإنتاجية وإهمال بعض الأراضي الزراعية نتيجة ترك هذه الأراضي من أصحابها، منوهاً إلى أن هذا المؤتمر قدم نتائج البحوث الزراعية التي يمكن أن تساعد في تحسين وزيادة الإنتاجية وتسهم بإعادة الألق للزراعة السورية.

وأوضح أن هذه النتائج عبارة عن حلقة أساسية من سلسلة من البحوث والسياسات الزراعية التي تسهم في تحقيق الأمن الغذائي إضافة إلى غيرها من الحلقات مثل التقانة وتأمين السياسات التي تسهم في تحفيز التسويق والاستقرار الأمني وغيرها من الأمور.

وأضاف خلال الاجتماع قائلاً: «إن المركز ينفذ برامج تعاون مثمرة مع الوزارة بشكل عام وهيئة البحوث العلمية الزراعية بشكل خاص»، لافتاً إلى أن آخر صنفين تم اعتمادهما هما فرات 10 وشام 11، لافتاً إلى أن (إيكاردا) قامت بحفظ المدخلات الوراثية التي تم جمعها في سورية وتقدر بحوالي 9 آلاف مدخل وراثي وإعادة نسخة منها إلى القطر لتسهم في تعزيز البنك الوراثي في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية.

وبين أن برنامج التعاون المشترك يتضمن أيضاً دورات تدريبية وتقديم كميات من البذار المحسن لمؤسسة إكثار البذار والتعاون في مجال الري وحفظ المواد الوراثية وهناك العديد من المشروعات أهمها ما تم إنجازه مع الهيئة العامة لاستصلاح الأراضي بإعادة تأهيل مزارع مسكنة بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي وبرامج مع منظمة مكافحة الجوع في نشر ثقافة الزراعة الحافظة وإعادة تأهيل 50 هكتاراً من البادية، واصفاً المؤتمر بأنه تكليل لجهود الباحثين وإظهار نتائج بحوثهم وتبادل الخبرات وتسليط الضوء على النتائج.

وفي تصريح لـ«الوطن» أكد ممثل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بدمشق طوني العتل دور البحوث الزراعية في زيادة الإنتاجية، منوهاً بالتعاون المشترك لتقديم الدعم الفني والمادي بين المنظمة والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية تحت مظلة وزارة الزراعة، مشيراً إلى أن البحوث الزراعية التي عرضت خلال المؤتمر هي بحوث واعدة، باعتبارها تقدمت بأفكار وطروحات جديدة سوف تسهم في زياد الإنتاج وتحسين دخل المزارع السوري وسبل معيشته.

بدوره مدير عام الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية موفق جبور أكد أن المؤتمر فرصة لتلاقي الخبراء وتبادل الآراء للوصول إلى توصيات تسهم في تعزيز البحث العلمي الزراعي وتطوير القطاع الزراعي، وهو يتضمن عدة محاور منها التحسين الوراثي ومواجهة التغيرات المناخية والمحافظة على الموارد الطبيعية واستدامة استخدامها إضافة إلى المحافظة على التنوع الوراثي وغيره، ويشارك فيه العديد من الأوراق العلمية المهمة حيث بلغ عددها 89 ورقة تناقش على مدار يومين للخروج بتوصيات تسهم في تطوير القطاع الزراعي، إضافة إلى تكريم 26 باحثاً من مختلف الاختصاصات والمراكز البحثية.

وتضمن المؤتمر افتتاح معرض لأهم الأبحاث المنفذة ونتائجها.

بدوره أشار مدير إدارة الموارد النباتية في المركز العربي (أكساد) وليد الطويل إلى أهمية التنسيق والتعاون بين (أكساد) والهيئة والتي أثمرت وبالأرقام عن نجاح زراعة أصناف جيدة من القمح والشعير المتحملة للجفاف وقلة الأمطار والتي لاقت القبول والرغبة من الفلاح السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن