عربي ودولي

شكك في مصداقية تصريحات الناطق باسم جيش الاحتلال: طرف في الحرب ولديه مصلحة … إعلام إسرائيلي: الجيش لن ينجح في صد هجوم لحزب الله

| وكالات

شككت وسائل إعلام إسرائيلية بتصريحات الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، معتبرةً أنها تعكس مصلحة الجهات التي يمثلها، في حين كشفت قناة «كان» الإسرائيلية أن قائد اللواء 300 الإسرائيلي قدّر أنه إذا بدأ حزب اللـه بهجوم، فهو سينجح في اختراق خطوط الدفاع، وسيتمكن من السيطرة على قواعد ومستوطنات ولن يكون بمقدور القوات الإسرائيلية وقف الهجوم.

وكتبت مراسلة ملحق صحيفة «هآرتس»، نيطع أحيطوف، أن هاغاري هو طرف في الحرب الحالية في غزة، وكل ما يقوله يمثل جهة ذات مصالح كثيرة في هندسة وعي الإسرائيليين والعالم، مؤكدةً أن «هذه الحقيقة لا يجب ألا تنسى».

بدورها، قالت الإعلامية الإسرائيلية عنات سرغوستي إن «الإسرائيليين أصبحوا مدمنين على المؤتمرات الصحفية لهاغاري، متناسين أن الجيش الإسرائيلي يسيطر فعلياً على المعلومات وفقاً لمصالحه، وليس بالضرورة وفقاً لمصالح الجمهور الإسرائيلي».

أما الصحفي السابق في «قناة 13» الإسرائيلية، أمنون ليفي، فقد قال: إن الصحافة الإسرائيلية خانت عملها حين تحدثت عن 7 تشرين الأول بالنسبة إلى إسرائيل، وأعمت الأبصار عما ألحقته الأخيرة بالفلسطينيين في غزة.

وكتب ليفي: «لقد أعمتنا غريزة الانتقام الإنسانية والمفهومة، وجعلتنا نكمل، وأحياناً نشجع، الضرر الرهيب الذي لحق بمليونين و200 ألف إنسان، من تدمير منازلهم وتجويع أطفالهم، وبقيامنا بذلك، أخطأنا بحق الفلسطينيين، وأيضاً بحق أنفسنا».

ودعت صحيفة «هآرتس» إلى التشكيك في كل المعلومات التي يطلقها مصدر «صاحب مصلحة»، كالناطق باسم «الجيش» الإسرائيلي، كي تسود الحقيقة، وهذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها «هآرتس» عن «مهنة» الكذب في كيان الاحتلال والدعاية السياسية الكاذبة التي يمارسها القادة السياسيون والعسكريون ووسائل الإعلام، متوجّهين إلى المستوطنين بهدف إيهامهم بقدرة جيش الاحتلال على تحقيق الانتصارات.

ووصفت الصحيفة في تقرير سابق الكذب في إسرائيل بالمهنة والسلعة الشديدة الطلب، في إشارة منها إلى التباهي في الأوساط الإسرائيلية بكل ما يقوم به جيش الكيان من دون التحقق في المعلومات.

في غضون ذلك كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن إقامة «حلقة دراسية في قيادة المنطقة الشمالية»، قبل شهر من اندلاع الحرب، «عنيت بالتحضير للحرب التي قد تندلع مقابل حزب اللـه في لبنان».

ونقلت قناة «كان» الإسرائيلية، إن «قائد اللواء 300 قدّر أنه إذا بدأ حزب اللـه هجوماً، فهو سينجح في اختراق خطوط الدفاع»، وحسب تقدير قائد اللواء، فإن «حزب اللـه سينجح في حال كهذه في السيطرة على قواعد ومستوطنات ولن يكون بمقدور القوات الإسرائيلية وقف الهجوم».

وقال قائد اللواء، في الحلقة الدراسية، حسب «كان»: «إنه سيتطلب وصول قوة خاصة لإنقاذ القوات إلى حين وصول الجيش الكبير»، كما أن تقديرات الجيش كانت بأنه في حال حصل هجوم مفاجئ، لحزب الله، فإن القوات عند الحدود الشمالية لن تستطيع صد ذلك الهجوم.

ونقلت القناة الـ«14» الإسرائيلية، عن رئيس مجلس «مروم هغليل» في الجليل الأعلى، عميت سوفر، قوله: «نحن في واقع لا يطاق، البلدات مخلاة بلا أفق، محتجزون سكّانها في الفنادق، وهناك بلدات محاذية للسياج سكّانها داخل الملاجئ منذ سبعة أشهر، وكلّ يوم تتلقّى البلدات في خطّ المواجهة القذائف»، محذراً من أن «التهديد الاقتصاديّ سيقضي علينا».

وقال سوفر: «في ازدياد الهجمات، الأسبوع الفائت، على جبل ميرون، أصيبت، بشكل مباشر، بلدة كِرِم بن زمران، التي كان من المفترض إخلاؤها لكن لم يتم ذلك»، مضيفاً «لقد نفد صبرنا تماماً، نشعر أن أحداً لا يسمعنا من المسؤولين»، وشدد على أن ما يحصل في الشمال حرب حقيقية ومعقدة جداً.

وبعد أن أشار إلى أن ما يقارب من 20 بالمئة إلى 30 بالمئة من المنازل في مستوطنة «أفيفيم» بات محطّماً، أو محترقاً تماماً، شدّد على أنه «لن يكون هناك أمن في الشمال من دون إبعاد قوّة الرضوان»، وأكد أن «من دون ذلك لن يكون هناك استيطان في الشمال، وبالتالي ستكون الحكومة في ورطة».

وفي السياق، كشفت مصادر أمنية إسرائيلية، يوم الخميس، أن وزارة الداخلية الإسرائيلية لم تُنفّذ أي سيناريو لحماية المستوطنين في حال اندلع أي قتال في الساحة الشمالية (عند الحدود مع لبنان)، كما أنها «لم تُخصص موارد للاستعداد للسيناريو».

وقالت المصادر: إن إسرائيل لن تستطيع توفير استجابة ناجعة للمستوطنين من الحدود الشمالية إلى خطّ حيفا، ولاسيما أنهم سيبحثون عن ملجأ من الصليات الصاروخية التي سيطلقها حزب اللـه من الشمال نحو إسرائيل.

وفي الوقت الذي أكد فيه العقيد احتياط في جيش الاحتلال، كوبي ماروم، أواخر نيسان الفائت، أن هناك مأزقاً إستراتيجياً في الشمال، وإنجازاً هائلاً لحزب اللـه على صعيد الوعي، أقرّ في حديث مع «القناة 12» الإسرائيلية، بأن «نيران الجيش لا تنجح في تحقيق الإنجاز الإستراتيجي»، متسائلاً عن أنه «على الرغم من مرور 7 أشهر على الحرب، كيف لا يدمّر الجيش البنية التحتية لحزب الله؟».

وبشأن المستوطنين، تحدّث ماروم عن تفكّك «المجتمعات» في الشمال، حيث أصبح رؤساء المجالس «يقفون كالمتسوّلين على باب وزير المالية»، وشدّد على أن «إسرائيل» أمام هذا الواقع قد خسرت الشمال.

من جانب آخر أعلن المستوطنون المتظاهرون ضد الحكومة الإسرائيلية، انطلاق «يوم التشويش» بالتزامن مع افتتاح الدورة الصيفية «للكنيست»، أمس، حيث توجهت أعداد كبيرة منهم إلى القدس المحتلة، مشياً، على طريق «شارع رقم واحد».

وفي وقت سابق، أعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها صباح أمس عن قيامها باعتقال12 متظاهراً، خططوا بحسبها إلى إغلاق «شارع رقم واحد»، وهو المحور الرئيسي المؤدي إلى مدينة القدس، بوساطة مركبات خططوا إلى إضرامها بالنيران.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن