الخبر الرئيسي

دمشق تشارك شعبها الصديق حزنه وتعلن الحداد ثلاثة أيام … إيران تودع اليوم رئيسها..

| الوطن

انقشع ضباب أذربيجان الشرقية على خبر حزين، وأعلنت إيران عن استشهاد رئيسها إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهم بعد ساعات طويلة من البحث المضني وسط ظروف جوية سيئة.

الحزن الذي عم الأراضي الإيرانية وجد صداه العربي والإقليمي والدولي، لتتزاحم بيانات العزاء والحداد، تعاطفاً مع المصاب الإيراني الكبير.

الرئيس بشار الأسد الذي قدم تعازيه القلبية باسمه وباسم الشعب العربي السوري لسماحة آية اللـه العظمى الإمام علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية الإيرانية وللحكومة والشعب الإيراني، أعرب في رسالته على تضامن سورية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومع عائلات الفقيد الراحل ورفاقه، معرباً عن بالغ الأسف والمواساة لهذا الحادث الأليم والفقد الكبير، وقال: إن إخلاص الرئيس رئيسي في عمله وأداء مسؤولياته حمله إلى محافظة أذربيجان الشرقية لافتتاح مشروع حيوي لبلاده ليرتقي شهيداً فداء الواجب.

مضيفاً: «لقد عملنا مع الرئيس الراحل كي تبقى العلاقات الاستراتيجية التي تربط سورية وإيران مزدهرة على الدوام ونحن سنبقى نذكر زيارته إلى سورية محطة مهمة في هذا المسار، وكل الرؤى والأفكار التي طرحها لإغناء العلاقات بكل ما يفيد الشعبين السوري والإيراني».

إشارة الرئيس الأسد إلى الدور الذي لعبه الرئيس الإيراني الراحل في تطوير العلاقات، والذي ترافق مع إعلان سورية الحداد ثلاثة أيام، أكد مجدداً على متانة العلاقات الاستراتيجية والتاريخية التي تجمع البلدين، والتي تكللت في وقوف البلدين إلى جانب بعضهما البعض في المحن والظروف الصعبة، ودعمهما الكامل للمقاومة.

كما كان للرئيس رئيسي دور مهم في ارتقاء علاقات البلدين لمستويات جديدة، لاسيما بعد الزيارة التي قام بها إلى دمشق قبل نحو عام كأول رئيس إيراني يزور سورية منذ عام 2011، والتي شكلت محطة مهمة أخرى في تاريخ علاقات البلدين مع ما رافقها من توقيع لاتفاقيات ومذكرات تفاهم عكست الرغبة المشتركة بالمضي قدماً في تطوير وتعزيز التعاون المشترك.

وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد اعتبر في رسالة التعزية التي وجهها إلى وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني، أن إيران والأمة الإسلامية فقدتا قائدين بارزين، كرّسا حياتيهما لخدمة وطنهما وأمتهما، وعملا بجد وإخلاص من أجل تحقيق الاستقرار والازدهار لشعب إيران، وساهما بجهودهما المخلصة في تعزيز التعاون والتضامن بين بلدينا وشعبينا.

وعبر المقداد عن ثقته بقدرة إيران على تجاوز هذه المحنة، ومواصلة دورها المحوري على المستويين الإقليمي والدولي في تعزيز الأمن والاستقرار ودعم القضايا العادلة للشعوب.

وقدمت الكثير من الدول أبرزها روسيا والصين والسعودية والإمارات والعراق والأردن والبحرين وعمان والجزائر وتونس ومصر أمس، تعازيها لإيران لوفاة الرئيس رئيسي ووزير الخارجية ورفاقهما، كما أعلنت لبنان والعراق وباكستان وتركيا الحداد تضامناً مع الشعب الإيراني، ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس رئيسي بأنه سياسي بارز، في حين أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن الشعب الصيني فقد صديقاً جيداً.

رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أعربا عن تعازي الاتحاد بوفاة الرئيس رئيسي ورفاقه.

كذلك عزت الولايات المتحدة في بيان لخارجيتها وللبيت الأبيض الإيرانيين بمصابهم كاشفة عن عدم تمكنها من تقديم المساعدة التي طلبتها إيران لأسباب لوجستية.

وبعيد تأكيد نبأ استشهاد الرئيس الإيراني وإعلان البلاد الحداد لمدة خمسة أيام والبدء بمراسم التشييع اليوم من تبريز قبل انتقالها غداً إلى طهران، جرت سلسلة من التحركات «الدستورية» وأصدر المرشد الأعلى أمراً بنقل صلاحيات الرئيس إلى نائبه محمد مخبر مؤقتاً، على أن تجري انتخابات رئاسية في غضون 50 يوماً، كما جرى الإعلان عن تسليم محمد باقري كني صلاحيات وزير للخارجية لحين إجراء الانتخابات.

وقالت اللجنة الاستراتيجية العليا للعلاقات الخارجية، في بيان لها، أن مسار السياسة الخارجية للبلاد سيستمر بكل قوة بتوجيهات المرشد الأعلى علي خامنئي.

وفي وقت لاحق أمس أعلنت إيران أنها ستجري انتخاباتها الرئاسية في 28 حزيران المقبل، وقال التلفزيون الرسمي: «تمت الموافقة على موعد الانتخابات خلال اجتماع لرؤساء السلطة القضائية والحكومة والبرلمان»، مضيفاً: «بموجب الاتفاق المبدئي لمجلس صيانة الدستور، تقرر إجراء الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة في 28 حزيران».

وكالة «إرنا» قالت: إن مراسم تشييع رئيسي ستبدأ اليوم في مدينة تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية. وأفاد الإعلام الحكومي نقلاً عن وزير الداخلية أحمد وحيدي بأن مراسم جنازة رئيسي ورفاقه ستقام يوم الثلاثاء في تبريز، مضيفاً: إن جثمان رئيسي سينقل إلى طهران بعد اكتمال الإجراءات القانونية.، وسينطلق التشييع من جامعة طهران إلى ساحة الحرية، وبعدها سيقام مجلس تأبين بحضور الضيوف من زعماء ورؤساء وفود عربية وأجنبية عصر الأربعاء في طهران.

في غضون ذلك أمر رئيس الأركان الإيراني محمد باقري بفتح تحقيق في أسباب حادثة تحطم الطائرة الهليكوبتر التي كانت تقل رئيس البلاد، وكلف باقري وفداً رفيع المستوى يشمل خبراء وعسكريين لفتح التحقيق في أبعاد وأسباب حادثة تحطم الطائرة.

وأشارت وكالة «مهر»، إلى أن الوفد وصل إلى موقع الحادث في محافظة أذربيجان الشرقية في إيران وباشر التحقيق، وأنه سيتم الإعلان عن نتائج التحقيقات الميدانية لاحقاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن