عربي ودولي

رام اللـه حذرت من حرب الإبادة في القطاع والضفة … سبعة شهداء وعشرات المصابين بمجزرة للاحتلال في جنين

| وكالات

حذرت الرئاسة الفلسطينية من خطورة استمرار حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في رفح وغزة ونابلس وآخرها ما يجري في محافظة جنين، على حين وصف المجلس الوطني الفلسطيني، المجازر في مدينة جنين ومخيم جباليا بأنها مذابح تصفوية تطهيرية.

وحسب وكالة «وفا»، حذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، من خطورة استمرار حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا في رفح وغزة ونابلس وآخرها ما يجري في محافظة جنين وسقوط العديد من الشهداء والجرحى، وقال إنه على الرغم من قرار مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، إلا أن حكومة الاحتلال وجيشها يصرون على مواصلة جرائمهم، وذلك نتيجة الدعم الأميركي المستمر وغير المبرر لمصلحة الاحتلال.

وأضاف أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية هذه الأفعال الإسرائيلية الخطرة التي تحرق المنطقة برمتها وتدفعها نحو الهاوية، فالدعم الأميركي بالمال والسلاح للاحتلال وتوفير الغطاء لعدم محاسبته على جرائمه، تدفع بقادة الاحتلال لارتكاب مزيد من الجرائم مثلما رأينا في شمال غزة ورفح، واليوم في جنين إذ تُنتهك الحرمات ويُقتل الأبرياء والأطباء على مرأى ومسمع من العالم الذي يقف صامتاً تجاه هذه الجرائم التي تمس المدنيين، وكذلك تدمير البنية التحتية للمستشفيات والمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.

كلام أبو ردينة جاء تزامناً مع العدوان الذي يشنه الاحتلال على جنين ومخيمها بالضفة الغربية، حيث استُشهد، صباح أمس الثلاثاء، سبعة فلسطينيين بينهم طبيب ومعلم، وأصيب 12 آخرون، بينهم إصابتان بحالة خطرة، نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومخيمها، وسط دمار كبير في البنية التحتية، وفق «وفا».

وصباح أمس، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها، وتمركزت في شوارع حيفا، ونابلس، وطريق برقين، ترافقها وحدات خاصة «مستعربون»، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، ولاسيما في محيط مخيم جنين، وواد برقين، استشهد خلالها سبعة فلسطينيين، وأُصيب آخرون بالرصاص الحي، بينهم إصابتان بحال خطرة.

وأقدمت جرافات الاحتلال على تجريف وتدمير البنية التحتية قرب مستشفى جنين الحكومي، وتتعمد آلياته في الاقتحامات شبه اليومية لمخيم جنين تدمير البنية التحتية في الشوارع الرئيسية والفرعية، وفي أحياء المدينة، وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن هناك طلاب مدارس بين المصابين في جنين، وأن جيش الاحتلال يعرقل وصول طواقمنا إليهم.

وذكر المدير الطبي في مستشفى جنين مصطفى حمارشة، أن الوضع صعب لأن الكادر الطبي غير كاف للتعامل مع العدد الكبير من الإصابات، إضافة إلى أن الوضع الحالي لا يسمح بوصول سيارات الإسعاف إلى المصابين، بعد أن منع الاحتلال دخول المصابين والكوادر الطبية إلى المستشفيات.

وباستشهاد الفلسطينيين السبعة، ترتفع حصيلة الشهداء في الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول الماضي إلى 513 شهيداً، بينهم 127 من جنين، وفق التجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين.

وأمام هذه الوحشية، وصف رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، المجازر في مدينة جنين ومخيم جباليا بأنها «مذابح تصفوية تطهيرية» وعدوان وحشي يقترفه الاحتلال الإسرائيلي نتيجة صمت دولي كبير على الحكومة اليمينية المتطرفة ونتيجة طبيعية للدعم والحماية الأميركية التي توفره لها.

وأوضح فتوح في بيان أمس الثلاثاء أوردته «وفا» أن الحماية الأميركية للاحتلال توفر جميع أشكال الدعم وآلات القتل والإبادة، إضافة إلى حمايتها في المحاكم الدولية، وقال إن ما تشهده الأراضي الفلسطينية من مجازر وإبادة جماعية وعمليات تطهير عرقي في قطاع غزة وقصف وإعدامات في مدن وبلدات الضفة هو انفلات العنصرية اليمينية المتطرفة للاحتلال بكل صورها.

وشدد، على أن ما نواجهه ليس أمراً طبيعياً ولا مجرد حكومة متطرفة بل نواجه الحقد والعنصرية بأبشع صورها وأن ما يجري أخطر ما يمكن أن يعيشه شعبنا منذ عام 1948، ولفت فتوح إلى أنه لن يوقف حكومة الاحتلال إلا جر قادتها إلى المحاكم الدولية، وفرض المقاطعة، والعزل عليها.

حركة حماس شددت بدورها على أن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال صباح أمس الثلاثاء في مدينة جنين ومخيمها لن تثني عزم الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن المقاومة في الضفة الغربية متصاعدة، مهما بلغت التضحيات، كما أكدت الحركة أن «مجزرة جنين هي استكمال لمسلسل جرائم الاحتلال بالقتل والحصار والتجويع في رفح وجباليا ومختلف مناطق قطاع غزة»، وقالت: إن جرائم الاحتلال «لن تفت في عضد شعبنا المرابط، ولن توقف مقاومة شعبنا وسعيه الحثيث نحو تحرير أرضه ومقدساته.

وفي الإطار عينه، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال في جنين ومخيمها هي محصلة الدعم الأميركي الواضح للمحتل في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وقالت في بيان لها أمس «إن قتل الأطباء واستهداف الطواقم الطبية والمستشفيات والمدارس والبنى التحتية وما يفعله الاحتلال في جنين الآن هو سياسة متأصلة لدى الاحتلال باتت تجد مساحة لتوسيعها وممارستها في كل شبر من فلسطين المحتلة بفعل التغطية الأميركية والصمت الدولي».

وشددت الجبهة على أن «شعبنا الصامد في جنين يتعرض للمجازر اليومية والاعتداءات من الاحتلال، ومن حقه مقاومة هذا المحتل والدفاع عن نفسه وحقوقه وقضيته»، ودعت «جماهير شعبنا على امتداد الوطن المحتل إلى الانتفاض في وجه المحتل وجرائمه وتفجير الغضب والاحتجاج رفضاً لهذه الجرائم المستمرة في غزة وجنين وطوباس وطولكرم، والتي تستهدف الوجود الفلسطيني برمته».

في السياق، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ مساء أول من وحتى صباح أمس الثلاثاء 15 فلسطينياً على الأقل من مدن الضفة ليرتفع العدد الإجمالي للمعتقلين منذ السابع من تشرين الأول الماضي إلى 8815، ورافقت الاعتقالات عمليات تنكيل واعتداءات، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل الفلسطينيين.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة، كإحدى أبرز الممارسات الثابتة، والتي تصاعدت بشكل غير مسبوق بعد السابع من تشرين الأول الماضي، ليس فقط من حيث مستوى أعداد المعتقلين، وإنما من حيث مستوى الجرائم التي ارتكبتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن