سورية

الاحتلال التركي صعد بريف منبج … الروسي يتحرك شمال حلب لضبط تهور أنقرة وتوقعات بدعم القواعد العسكرية في المنطقة

| حلب- خالد زنكلو

تحركت القوات الروسية المتمركزة في ريف حلب الشمالي، وسيّرت أمس، كخطوة أولى، دورية عسكرية، في مسعى يبدو المراد منه ضبط تهور أنقرة في اتخاذ خطوات غير مدروسة لتغيير خريطة السيطرة، في ظل التصعيد الأخير لجيش الاحتلال التركي في المنطقة، وعلى خلفية الوعيد الذي أطلقه رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان أخيراً حول ذلك.

وذكرت مصادر أهلية بريف حلب الشمالي، أن الشرطة العسكرية الروسية حركت دورية عسكرية مؤلفة من أربع عربات، انطلقت من منطقة الشهباء ووصلت إلى خطوط تماس الجيش العربي السوري مع مناطق الاحتلال التركي بناحية الباسوطة، التي تبعد عن عفرين بنحو ٩ كيلو مترات إلى الجنوب الغربي منها.

وقالت المصادر لـ«الوطن»: إن تحرك الشرطة العسكرية الروسية بريف حلب الشمالي، هو الأول من نوعه منذ أشهر، ويأتي عقب محاولة إدارة أردوغان إشعال المنطقة بتكثيف القصف على قراها وبلداتها لتهجير السكان، وربما تنفيذ مخطط قديم- جديد بضم أراض جديدة للهيمنة التركية.

مصادر مطلعة على الوضع الميداني بريف حلب الشمالي، بينت أنه عقب كل تهديد تطلقة إدارة أردوغان على لسانه أو لسان مسؤوليها، تسارع آلة الحرب التركية على جس نبض الدول الفاعلة في الملف السوري، وفي ريف حلب الشمالي بالتحديد، وفي مقدمتها روسيا، على أمل تنفيذ التهديدات على الأرض لإقامة منطقة «آمنة» مزعومة بعمق ٣٠ كيلو متراً داخل الأراضي السورية، عبر ضم تل رفعت ومنبج، وهو حلم يراود أردوغان منذ إقامة منطقة مشابهة باحتلال رأس العين وتل أبيض في محافظتي الحسكة والرقة في تشرين الأول ٢٠١٩، ضمن عملية ما يسمى «نبع السلام»، وقبل ذلك احتلال عفرين شمال حلب في آذار ٢٠١٨.

وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن تحرك روسيا بتسيير دورية عسكرية مباشرة عند خطوط التماس لا يبدو تحركاً روتينياً، وإنما رسالة واضحة لإدارة أردوغان بأنها موجودة على الأرض ولن تسمح بتغيير نقاط السيطرة فيها، ولو على حساب مناطق واقعة تحت نفوذ ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، كما في منبج وبعض الجيوب عند خطوط الاشتباك مع مناطق سيطرة الاحتلال التركي وميليشياته التي تدعى «الجيش الوطني»، التابعة للاحتلال التركي بريف حلب الشمالي.

وتوقعت المصادر أن ترسل موسكو المزيد من الرسائل إلى أنقرة لكبح جماح أي تهور قد يقدم عليه جيش الاحتلال التركي شمال حلب، مثل تعزيز قواعدها العسكرية الثلاث في الريف الإستراتيجي، وخصوصاً قاعدة مطار منغ العسكري، الذي تعرض محيطه للقصف من جيش الاحتلال التركي السبت والأحد الماضيين، ضمن حملة تصعيد عسكرية تركية استهدفت قرى وبلدات شمال حلب، امتدت إلى محيط تل رفعت الذي يضم قاعدة عسكرية روسية أيضاً.

ولفتت إلى تحركات عسكرية روسية مشابهة حدثت إبان جهود عسكرية تركية لاحتلال شمال حلب مع تل رفعت، في نهاية آذار من العام الماضي، حيث عززت روسيا قواتها شمال حلب على خلفية مقتل أحد جنودها وجرح 3 آخرين بقصف مدفعي لجيش الاحتلال التركي على الطريق بين بلدتي حريبل وأم حوش.

وفي صعيد متصل، واصل جيش الاحتلال التركي وميليشيا «الجيش الوطني» تصعيدهما العسكري بريف منبج، حيث شن الأخير الليلة قبل الماضية هجوماً باتجاه نقطتين عسكريتين لـ«مجلس منبج العسكري» التابع لـ«قسد» قرب قريتي الصيادة والدندنية في الريف الشمالي الغربي لمنبج، أعقبته اشتباكات أدت إلى قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، وذلك بعد يوم من قصف صاروخي من جيش الاحتلال على خمس قرى بريف المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن