«فايننشال تايمز» أكدت حاجة الأسطول الإيراني إلى قطع غيار والعقوبات منعت شراءها … لافروف: عقوبات واشنطن على صناعة الطيران تضر بالدول
| وكالات
في خضم التكهنات حول أسباب تحطم الطائرة التي كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته ورفاقهما، اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن عقوبات الطيران التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية على إيران، وفرضها حظراً على توريد قطع غيار الطائرات، تعرّض الناس للخطر.
وحسب موقع «روسيا اليوم»، قال لافروف: إن العقوبات الأميركية على صناعة الطيران تضر بالدول، فيما تتعمد واشنطن إيذاء الدول بفرض عقوبات على صناعة الطيران، جاء ذلك ضمن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب اجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون في العاصمة الكازاخستانية أستانا، حيث تابع، معلقاً على تحطم مروحية الرئيس الإيراني الراحل: «ينفي الأميركيون ذلك، لكن في الواقع فالدول التي تُفرض العقوبات عليها لا تحصل على قطع غيار المعدات الأميركية، بما في ذلك في قطاع الطيران».
وأول أمس الإثنين، صرح وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، بأن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية عن تحطم مروحية رئيسي من خلال منعها بيع الطائرات وقطع غيارها لإيران، وقال قي مقابلة تلفزيونية: «إن أحد الجناة الرئيسيين في حادث تحطم مروحية الرئيس الإيراني هو أميركا التي حظرت بيع الطائرات وقطع غيارها إلى إيران، على الرغم من أمر محكمة العدل الدولية، ولم تسمح لإيران باستخدام منشآتها لخدمة الطيران الآمن».
وخلال اجتماع المجلس الوزاري لمنظمة شنغهاي للتعاون، أعرب الوزراء المجتمعون، على خلفية حادثة تحطم طائرة الرئيس رئيسي، عن ثقتهم في استمرارية السياسة الخارجية الإيرانية، بما في ذلك ما يتعلق بالمشاركة النشطة في منظمة شنغهاي للتعاون، حيث أصبحت إيران عضوا كامل العضوية في المنظمة في تموز الماضي خلال قمة المنظمة في العاصمة الهندية نيودلهي.
في السياق، تناولت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، في تقرير مطوّل، الأثر السلبي للغاية الذي تركته العقوبات الغربية على إيران، في المروحيات القديمة التي تمتلكها الأخيرة، وجاء ما عرضته الصحيفة بعد استشهاد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، ورفاقهما، في تحطّم مروحية كانت تقلّهم إلى محافظة أذربيجان الشرقية، شمال غرب البلاد.
والمروحية التي أقلت المسؤولين الإيرانيين، أميركية الصنع، وهي من طراز «بيل 212»، وعمرها نحو 30 عاماً، كما أوردت الصحيفة، ومع إشارتها إلى سوء الأحوال الجوية في أثناء رحلة المروحية، فوق المنطقة ذات التضاريس الوعرة، وسط ضباب كثيف، لفتت الصحيفة في الوقت نفسه إلى أن سبب تحطّمها «غير واضح».
في هذا الإطار، أوضحت «فايننشال تايمز» أن محللين ومسؤولين سابقين رجّحوا أن يكون الخلل «بسبب مشكلات فنية»، مرجعين ذلك إلى الحاجة الماسة لمعظم الأسطول الجوي الإيراني إلى قطع غيار، لم تتمكن طهران من شرائها بسبب العقوبات الأميركية والأوروبية.
ولسنوات، أُحبطت جهود إيران لتجديد أسطولها أو الحصول على قطع الغيار وعقود الصيانة، بعد أن منعتها العقوبات التي فرضها الغرب على المؤسسات الإيرانية وضوابط التصدير على سلع الطيران، كما أكدت الصحيفة.
وبعد الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، رفعت الدول الغربية بعض العقوبات عن طهران، التي أبرمت بدورها صفقات مع شركتي «بوينغ» الأميركية، و«إيرباص» الأوروبية، بقيمة تزيد على 40 مليار دولار، بهدف تجديد أسطولها الجوي، لكن هذا «الانفتاح»، على حدّ وصف الصحيفة، لم يدُم طويلاً، بحيث «أُغلق فجأةً في عام 2018»، بعد تخلي الرئيس الأميركي حينها، دونالد ترامب، عن الاتفاق النووي من جانب واحد، وفرضه مئات العقوبات على إيران.