سورية

حفل تأبيني في السفارة الإيرانية بدمشق.. أكبري: سنعبر هذه المحنة … المقداد: علاقة دمشق مع أي رئيس إيراني قادم ستكون استراتيجية كما كانت سابقاً

| وكالات

أكد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أمس، أن الشعب السوري يشارك الشعب الإيراني حزنه لوفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهما، موضحاً أن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين توطدت بزيارة الرئيس بشار الأسد إلى طهران عام 2022، وزيارة رئيسي إلى دمشق في أيار من العام الماضي، في غضون ذلك أقامت السفارة الإيرانية بدمشق حفلاً تأبينياً وسجل تعازٍ باستشهاد رئيسي وعبد اللهيان ورفاقهما.

قناة «الميادين» نقلت عن المقداد قوله: إن «سورية تعيش أياماً حزينة جداً، عقب فقدان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان»، مؤكداً أن «سورية فقدت صديقين عزيزين، حيث كانا من أقرب الشخصيات لها، وكانت هي من أقرب الدول إليهما».

وتابع: «إن العلاقة التي كانت تربط سورية مع الرئيس رئيسي كانت توافقية شعبياً وسياسياً، وهو كان يريد أن يعرف كل شيء بالتفصيل عن سورية، وكان يؤمن بصمودها ونصرها، لأن شعبها شعب أبي، ورئيسها بشار الأسد معروف بصلابته».

وأضاف المقداد: إن وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان أيضاً، «كان عاشقاً لدمشق في البعدين الشخصي والسياسي»، مردفاً بالقول: «نحن خسرنا صديقاً لسورية».

وشدّد في السياق على أن «العلاقة مع إيران استراتيجية «لا يمكن أن تتغير بالأشخاص ولا بالأنظمة»، معرباً عن أمله في أن «تصبح العلاقات الإيرانية كذلك مع كل الدول العربية، من أجل تشكيل جبهة واحدة في محاربة الأعداء، والانتصار معاً».

وتابع المقداد بالقول: «يجب ألا يفرقنا أي شيء، نحن أصدقاء لكل المكونات السياسية الحقيقية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ونؤمن بعلاقات طيبة واستراتيجية مع طهران»، مشيراً إلى أن البلدين «يتفقان على العداء لإسرائيل، وعلى أولوية القضية الفلسطينية».

وأوضح المقداد أنه «مهما تبدلت الأحوال، فإن علاقة دمشق مع أي رئيس إيراني قادم ستكون استراتيجية كما هي الآن، وكما كانت سابقاً».

في غضون ذلك أقامت السفارة الإيرانية بدمشق أمس حفلاً تأبينياً وسجل تعازٍ باستشهاد رئيسي وعبد اللهيان ورفاقهما إثر حادث تحطم المروحية التي كانت تقلهم يوم الأحد الماضي.

وحسب وكالة «سانا» قدم واجب العزاء رئيس مجلس الشعب حموده صباغ، وقال في كلمة له في سجل التعازي: «أتقدم باسمي وباسم أعضاء مجلس الشعب بأحر التعازي وبخالص المشاعر الأخوية الصادقة وخالص الدعاء للشعب الإيراني بمصابه وأن يلهمه الصبر والسلوان داعياً الله أن يتغمدهم برحمته ويسكنهم فسيح جنانه».

وأكد في تصريح للصحفيين أن العلاقات بين سورية وإيران ممتدة ومستمرة وتربطنا بالشعب الإيراني وشائج كبيرة وعظيمة.

بدوره قدم وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد واجب العزاء وقال في تصريح: «إن الحزن والأسى ليس فقط للشعب الإيراني الشقيق والصديق وإنما يعم كل البلدان وخصوصاً في سورية»، موضحاً أن الشعب السوري لن ينسى المواقف المهمة للرئيس رئيسي ووزير خارجيته.

وزير السياحة محمد رامي مرتيني بين أن المصاب واحد لنا في سورية وإيران وستبقى سورية بكل مؤسساتها حليفاً وفياً وصديقاً لإيران، وأن العلاقة بين البلدين متجذرة عبر التاريخ وستستمر سواء في تصدينا لقوى العدوان والاستكبار أو في التنسيق والتعاون المشترك اقتصادياً وسياسياً وشعبياً.

فيما توجه وزيرا الأشغال العامة والإسكان سهيل عبد اللطيف والكهرباء المهندس غسان الزامل بالدعاء للشعب الإيراني بتجاوز هذه المحنة.

كما قدمت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان واجب العزاء وأشارت في تصريح مماثل إلى أن الفقيدين كانا مخلصين صادقين عملا طوال حياتهما المهنية من أجل إحلال الحق والسلام والعدل في العالم أجمع، وقالت: «إن الخسارة مشتركة لنا وللعالم ولكل من يؤمن بالسلام ومن يقف بوجه الحرب والإرهاب»، لافتة إلى أن الشعب الإيراني برمته والفقيدين وقفوا ضد الإرهاب في سورية صفاً واحداً ولديهم ولدينا الفكر والرؤية بأن نحارب هذا الإرهاب في كل بلد وفي كل مجال لكي ينعم العالم بالأمن والازدهار.

وأضافت شعبان: «إن ما نراه في غزة الآن هو صورة مطورة عن الإرهاب الذي ضرب بلداننا منذ ما سموه الربيع العربي، ولذلك فإن كل من يقف ضد هذا الإرهاب وهذه الحروب فهو يقف مع الله والسلام والعدل والبشرية».

كما قدم واجب العزاء كل من وزراء التعليم العالي والبحث العلمي والاتصالات والتقانة والنقل والصحة والزراعة والإصلاح الزراعي والإعلام والدفاع والنفط والثروة المعدنية والتجارة الداخلية وحماية المستهلك والشؤون الاجتماعية والعمل والتربية وكل من محافظي دمشق وريف دمشق والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء ومعاون وزير الخارجية والمغتربين وعدد من مديري الإدارات في الوزارة، وعدد من أعضاء مجلس الشعب وأمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي وبعض رجال الدين ووفود شعبية ورؤساء نقابات واتحادات مهنية ورجال أعمال وعدد من الشخصيات السياسية والحزبية، وعدد من علماء المجلس العلمي الفقهي، وعدد من قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية بدمشق وسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية في سورية.

السفير الإيراني بدمشق حسين أكبري تقدم بالعزاء للشعب الإيراني وكل الشعوب في دول محور المقاومة وكل أحرار العالم بسبب هذا الحادث المؤلم، متوجهاً بالشكر للحكومة السورية وكل المعزين ومثمناً وجودهم وتعاطفهم، وقال: إن «هذا مؤشر على علاقات عميقة واستراتيجية تربط سورية وإيران».

وأكد أكبري أنه رغم هذه الخسارة الكبيرة لكن إيران لديها حكومة مستقرة وثابتة وبناء على الأنظمة والقوانين الجارية فيها وبالتعويل على الشعب الإيراني الكبير فإن بلاده ستعبر من هذه المحنة وستستمر بكل القوة في طريقها، وستتابع أهدافها في الدفاع عن المقاومة وكل أحرار العالم كواجب ديني وإنساني.

من جهة ثانية أقام المركز الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في اللاذقية مجلس استقبال للمعزين باستشهاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه وذلك في صالة المركز باللاذقية ويستمر ثلاثة أيام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن