الخبر الرئيسي

إيران اتشحت بالسواد وتشييع مليوني في تبريز وقم … بحضور زعماء ووفود عربية وأجنبية.. طهران تودع شهداءها اليوم

| الوطن

تودع إيران رسمياً اليوم شهداءها الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهما، في جنازة تنطلق من جامعة طهران إلى ساحة الحرية وسط العاصمة، وبعدها سيقام مجلس تأبين عصراً بحضور زعماء دول ووفود عربية وأجنبية.

وفي أولى محطات الوداع التي أقيمت أمس، شيعت مدينة تبريز الإيرانية الرئيس الشهيد رئيسي ورفاقه، وجاب مئات الآلاف من المشاركين في التشييع بجثامين شهدائهم شوارع المدينة التي خيم عليها الحزن واتشحت بالسواد، وبث التلفزيون الحكومي لقطات مباشرة للمشيعين الذين ارتدى كثيرون منهم ملابس سوداً، وهم يحتشدون حول شاحنة مغطاة بالزهور البيض تحمل النعوش الملفوفة بالعلم الإيراني وتسير ببطء، لتصل بعدها الجثامين إلى مدينة قم التي شهدت تشييعاً مليونياً لهم، وتم تشييع الجثامين من حرم السيدة فاطمة إلى مسجد جمكران، وبعد قم، وصلت جثامين الشهداء إلى العاصمة طهران تمهيداً لإقامة مراسم التشييع الرسمية اليوم.

مراسم التشييع تنتهي غداً الخميس، حيث سيشيع أهالي محافظة خراسان الجنوبية جثمان الرئيس في مدينة بيرجند في الساعة الثامنة صباحاً، وظهر اليوم ذاته ستجري مراسم تشييع ودفن جثمان رئيسي في مدينة مشهد حيث مسقط رأسه.

وفي دمشق، أقامت السفارة الإيرانية أمس حفلاً تأبينياً وسجل تعازٍ باستشهاد رئيسي وعبد اللهيان ورفاقهما، وقدم واجب العزاء المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان التي قالت في تصريح لها: «إن الخسارة مشتركة لنا وللعالم ولكل من يؤمن بالسلام ومن يقف بوجه الحرب والإرهاب»، لافتة إلى أن الشعب الإيراني برمته والفقيدين وقفوا ضد الإرهاب في سورية صفاً واحداً ولديهم ولدينا الفكر والرؤية بأن نحارب هذا الإرهاب في كل بلد وفي كل مجال لكي ينعم العالم بالأمن والازدهار.

كما قدم واجب العزاء، رئيس مجلس الشعب حموده صباغ، ووزراء الأوقاف والسياحة والأشغال العامة والإسكان والكهرباء والتعليم العالي والبحث العلمي والاتصالات والتقانة والنقل والصحة والزراعة والإصلاح الزراعي والإعلام والدفاع والنفط والثروة المعدنية والتجارة الداخلية وحماية المستهلك والشؤون الاجتماعية والعمل والتربية وكل من محافظي دمشق وريف دمشق والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء ومعاون وزير الخارجية والمغتربين وعدد من مديري الإدارات في الوزارة، وعدد من أعضاء مجلس الشعب وأمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي وبعض رجال الدين ووفود شعبية ورؤساء نقابات واتحادات مهنية ورجال أعمال وعدد من الشخصيات السياسية والحزبية، وعدد من علماء المجلس العلمي الفقهي، وعدد من قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية بدمشق وسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية في سورية.

السفير الإيراني بدمشق حسين أكبري توجه بالشكر للحكومة السورية وكل المعزين، مثمناً وجودهم وتعاطفهم، وقال: إن «هذا مؤشر على علاقات عميقة واستراتيجية تربط سورية وإيران».

في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد في اتصال هاتفي مع قناة «الميادين»، أن الشعب السوري يشارك الشعب الإيراني حزنه «وسورية تعيش أياماً حزينة جداً، عقب فقدان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان»، مؤكداً أن «سورية فقدت صديقين عزيزين، حيث كانا من أقرب الشخصيات لها، وكانت هي من أقرب الدول إليهما».

وتابع: «إن العلاقة التي كانت تربط سورية مع الرئيس رئيسي كانت توافقية شعبياً وسياسياً، وهو كان يريد أن يعرف كل شيء بالتفصيل عن سورية، وكان يؤمن بصمودها ونصرها، لأن شعبها شعب أبي، ورئيسها بشار الأسد معروف بصلابته».

وأضاف المقداد: إن وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان أيضاً، «كان عاشقاً لدمشق في البعدين الشخصي والسياسي»، مردفاً بالقول: «نحن خسرنا صديقاً لسورية».

وشدّد في السياق على أن «العلاقة مع إيران استراتيجية، ولا يمكن أن تتغير لا بالأشخاص ولا بالأنظمة»، معرباً عن أمله في أن «تصبح العلاقات الإيرانية كذلك مع كل الدول العربية، من أجل تشكيل جبهة واحدة في محاربة الأعداء، والانتصار معاً».

وتابع المقداد بالقول: «يجب ألا يفرقنا أي شيء، نحن أصدقاء لكل المكونات السياسية الحقيقية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ونؤمن بعلاقات طيبة واستراتيجية مع طهران»، مشيراً إلى أن البلدين «يتفقان على العداء لإسرائيل، وعلى أولوية القضية الفلسطينية».

وأوضح المقداد أنه «مهما تبدلت الأحوال، فإن علاقة دمشق مع أي رئيس إيراني قادم ستكون استراتيجية كما هي الآن، وكما كانت سابقاً».

أممياً وبعد وقوف مجلس الأمن دقيقة صمت أول أمس، نكست أمس الأمم المتحدة علم المنظمة الأممية حداداً على استشهاد الرئيس الإيراني ومرافقيه، خلال مراسم أقيمت في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأميركية، بحضور مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني وعدد من المسؤولين في الأمم المتحدة، حسبما ذكرت وكالة «الأناضول».

من جانبه، أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن أنطونيو غوتيرش اتصل بالمندوب الإيراني للمنظمة الأممية ونقل تعازيه باستشهاد رئيسي ومرافقيه.

وأمس، قدم المزيد من رؤساء وزعماء العالم العزاء باستشهاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان والوفد الذي كان يرافقهما، إثر حادث تحطم مروحيتهما في محافظة أذربيجان الشرقية، وكان من أبرزهم رئيس كوريا الديمقراطية الشعبية كيم جونغ أون، الذي أكد أن استشهاد رئيسي يشكل خسارة كبيرة لشعوب العالم الطامحة إلى الاستقلال والعدالة، في حين وصف الرئيس الكيني وليام سامويروتو رئيسي بأنه قائد شجاع سعى للارتقاء بمكانة إيران على الساحة العالمية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن