ثقافة وفن

معرض تشكيلي في مركز الفنون البصرية … دحدوح لـ«الوطن»: أهم ما يميز المعرض هو العمل الضخم وأتمنى أن يخوض طلابي تجاربهم الخاصة وينطلقوا

| مصعب أيوب

في استمرارية لتجاربه السابقة في النحت والتصوير أقام الفنان فؤاد دحدوح معرضاً فنياً في المركز الوطني للفنون البصرية مساء الثلاثاء ضم لوحات فيها الكثير من العاطفة التي يمكن للزائر أو المشاهد تلقيها بكل سلاسة، فأدهش الحضور بلوحات ذات قياسات مختلفة متجاوزاً بها الفنان النحات الذي يسكنه ومتفوقاً عليه.

غوطة دمشق

في كلمة لـ«الوطن» بيّن عميد كلية الفنون الجميلة د. فؤاد دحدوح أن ما يميز هذا المعرض اليوم هو العمل الضخم ذو القياس الكبير ولاسيما أن فيه نسبة مخاطرة كبيرة وبحاجة للسيطرة عليه لأنه ذو مساحة كبيرة وهو ما تطلب منه الجهد الكبير ويحتمل وجهين مختلفين، الجانب الإيجابي والجانب السلبي، وأنه وفّق بجعله أقرب إلى الإيجاب، ليشير إلى أن المعروضات ليست ذات عناوين محددة وإنما هي إضاءات على رؤيا معينة في كل لوحة.

وأردف أن العمل الضخم هذا يمثل غوطة دمشق وفرح الشام الذي ارتكزت عليه المنطقة خلال حقبة متميزة وجميلة، متمنياً أن تعود تلك الأيام وتعيش البلاد حالة ازدهار كما كانت سابقاً وأن يحمي الله سورية وشعبها وقائدها.

وعما يريد إيصاله إلى طلابه أفاد بأنه يحبذ أن يخوض التجربة العملية بنفسه وألا يكتفي بالجانب النظري فقط حيث إن التجربة هي خير طريق لترسيخ الموهبة وتنميتها وشحذها.

روح التفاؤل

الفنان سائد سلوم أخبر بأن تجربة الدكتور فؤاد تجربة مميزة جداً وخاصة من ناحية الموضوعات التي يقوم باختيارها من حياتنا اليومية ومما نعيشه، والجميل فيها أنه يقوم بمعالجتها بطرق لونية فيها روح التفاؤل رغم كل الأحداث المأسوية المحيطة بنا على المستوى الإقليمي، وتكون الشخصيات فيها بهذه الطريقة التعبيرية من الاختزال والتبسيط ما يكثف الفكرة بشكل واضح أمام المتلقي ولاسيما أن المتلقي بطبيعة الحال يبحث عن هذا الموضوع، كيف يظهر بشكل واضح وجلي؟ وعليه فتحت أمامه تجربة تستحق المشاهدة والإشادة، فهو يتعامل مع اللوحة كمتمم لعمله في النحت في الوقت الذي لا يتعارض أي النوعين مع الآخر فيعبر من خلالهما عما يجول في داخله في الشكل الذي يضمن نجاح العمل الفني.

وجبة دسمة

وعن رأيه، الفنان أحمد كمال قال لـ«الوطن»: لكون د. فؤاد دحدوح عميد كلية الفنون الجميلة فإن مثل هذا المعرض يقدم وجبة دسمة لطلابه ليعرفهم بأسلوبه وطريقة تقديمه ولمحة عن نتاجه، وتعد هذه الصالة مثالية للفنون من ناحية المساحة والتنظيم والخدمات كافة، والأعمال تحمل تعبيراً كبيراً وتركز على الإنسان والحجم الكبير مقدماً جهداً جباراً وألواناً زخمة ودسامة لونية إضافة إلى الألوان الصريحة، وأتمنى على الدكتور فؤاد مزيداً من النجاح والتألق والكثير من هذه المعارض التي تعد تحفاً فنية بحق.

متجدد ومجتهد

من جانبه الفنان معتز العمري أكد أن د. فؤاد دحدوح من الفنانين الذين يحرصون كل الحرص على تقديم الجديد دائماً وأنهم أصحاب رؤية مختلفة وحديثة في كل مرة ويشغله كثيراً مسألة التطوير في عمله، وهو ما بدا واضحاً اليوم في الحجم حيث كنا سابقاً نرى أحجاماً متوسطة أو صغيرة، على حين أنه اليوم قدم لنا تحفة فنية جدارية كبيرة الحجم وهو ما بات مطروحاً في كثير من الأعمال مؤخراً، مشيراً إلى أن الجدارية بحاجة إلى جهد كبير وتعب مضنٍ من ناحية التكنيك والمساحة والسيطرة عليها، ولكن لكونه صاحب خبرة طويلة ولأنه أساساً نحات فيمكنه السيطرة على هذه الأحجام والكتل ولابد أن يكون صاحب بصمة فيها.

وأوضح العمري أنه يمكننا رؤية عمل نحتي في اللوحات من خلال إمعان النظر في شخوص الأعمال، ليتبين أنها تميل إلى المنحوتات أكثر منها للتصوير، فهي تميل إلى العمل النحتي بتوزيعها البانورامي، فيخبرنا أنها أعمال تحمل شيئاً من الحداثة.

وركز العمري على أن اللون القاتم ليس بالضرورة أن يكون تعبيراً عن الحزن والعكس صحيح، فليس اللون الفاقع أو المبهج يشير إلى الفرح ولكن من الممكن أن يكون استخدام لون معين يرمز إلى الأمل، حيث إن مهمة الفنان هي إلقاء الضوء على الجمال والمستقبل المشرق ليقدم كل ما هو جميل.

فإن الحالة التعبيرية التي يقدمها د. فؤاد دحدوح في معرضه تعد نقطة تحول ومفصلاً مهماً في الساحة التشكيلية السورية، أبرزت قوته في إيصال محتواه وقدرته على إقناع المتلقي برسالته متجنباً الوقوع في التكرار ومتجاوزاً جميع الحالات لإنجاح كل ما يقدم، والواضح بكل الأحول أن عامل الدهشة يداهمنا أينما تنقلنا في أرجاء هذا المعرض.

كما ضم المعرض بعض الأعمال التي اشتُغل فيها على التكنيك والخامة بصورة أكبر وهي ذات قياسات متوسطة يسهل السيطرة عليها ليقدم كل واحد تقنيته وتجربته وأسلوبه.

بطاقة تعريفية

والفنان فؤاد دحدوح من مواليد دمشق عام 1956 تخرج في كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم النحت عام 1981 ونال دبلوم المدرسة الوطنية العليا في فرنسا عام 1984 وماجستير المدرسة الوطنية العليا في بولونيا عام 1987 ودكتوراه في مجال «الميدالية» قسم العلوم الإنسانية في بولونيا عام 1993، وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين ومدرس في كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم النحت وله معارض فردية وجماعية عديدة داخل سورية وخارجها وأعماله مقتناة في وزارة الثقافة والمتحف الوطني ومتحف تدمر وضمن مجموعات خاصة في أنحاء العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن