رياضة

كي نتطور

| بسام جميدة

البكاء على الأطلال لم يكن يوماً مجدياً في استعادة ما فقدت ولا في مواصلة عملك، ولا تعويض خسارتك، ولا حتى بلحق ركب من سبقك.

ولو كان هذا ينفع في المجال الرياضي كنا استطعنا أن نستعيد أمجاد الكاراتيه وبطولات الملاكمة والمصارعة، والجمباز، وحصاد المتوسط، وكنا وصلنا إلى مونديال كرة القدم منذ ذاك الحلم الذي تبدد قبل عقود وتكرر دون جدوى.

كل البكاء كان فشلاً يلاحق فشلاً، وكل ما تحقق في السابق هو مجرد قصور من رمال ليس لها دعائم كي تستمر طويلاً، ومع ذلك يتغنون بها كلما كان مسرح التصريحات يلتهب بمقامات الأسف على الماضي مع أسطوانات الحزن المركونة في خباياهم، كي تشفع لهم في تقصيرهم بالبحث عن مخرج لهذا التراجع المرير لرياضة أصبحت في أولويات الدول، وفي مؤخرة اهتمامات القائمين على رياضتنا.

هذا الكلام ليس تجنياً ولا تكراراً لما طرحناه كثيراً، بل طرح جديد يستوجب الدراسة فعلاً من أجل أن نخرج من هذه الهوة العميقة التي استنزفت الكثير من مواردنا وأحلامنا كمتابعين وجماهير.

جل الدول التي سارت في ركب التطور الرياضي، وكرة القدم حصراً، استعانت بمن يديرون اللعبة ويشرفون عليها من ألفها إلى يائها ويعملون في العلن وفي الظل، وهم خبراء في الأمور الفنية والتنظيم والإدارة والتسويق والمال والاستثمار، أجانب يعملون ويخططون ويقدمون دراسات جدوى اقتصادية ويتقاضون جراء عملهم رواتب أكثر مما يتقاضاه المدرب أحياناً، وهؤلاء مهمتهم إنجاح اللعبة وتطويرها بشكل يوازي الدول المتطورة.

لن نذهب بعيداً، والتجربة السعودية والقطرية والإماراتية وغيرها ماثلة أمامنا، ولكم أن تسألوا: كم خبيراً في أنديتهم وفي اتحاد اللعبة ومفاصله كافة يديرون كرة القدم؟

ولكم أن تدرسوا هذه الحالات ومردوديتها على اللعبة كحالة متكاملة وليس فردية، ومادامت أموالنا المجمدة لا يمكن صرفها إلا على رواتب العاملين لتطوير اللعبة، فلماذا لا نقوم بهذه الخطوة بدل الصرف على النفقات التي لم تؤت ثمارها؟

البكاء والعويل والاستجداء وطرح الأفكار البالية من أجل جمع أموال للمنتخب أمر معيب وهذه اللعبة التي تدر الملايين من العملات الصعبة لازلنا نقودها بعقلية الاستجداء، والأفكار الخشبية كطرح طابع يفرض على المواطن إجبارياً، أو إطلاق النداءات لرجال الأعمال كوسيلة بدائية كي يقدموا للمنتخب بدل الذهاب لهؤلاء!

إذا لم تجيدوا التفكير والاستفادة من تجارب غيركم فما نفعكم؟

وما جدوى وجود أعضاء اتحاد في اللعبة أو اللجان ولا يحضرون ولا يفكرون ولا يتابعون؟. إذاً ابدؤوا في هذه الخطوة، والسؤال المهم: من يملك صلاحية أن يطلق شارة البداية؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن