«ليش ما رفعتوا سلاح بوجه إسرائيل ولا أمريكا؟ بعدين ما كان الأولى بالدولة الإسلامية إنها تقوم على الأراضي المقدسة؟ ولاّ صحيح.. ما بتقدروا تعضوا الإيد إليّ عم بتمولكم» … «فانية وتتبدد» فيلم لنجدة إسماعيل أنزور بالتعاون مع سيريتل وإذاعة نينار FM
| ديمة عيد
عباراتٌ وأفكارٌ جريئة صورها لنا الفيلم السينمائي الجديد للمخرج السوري نجدة إسماعيل أنزور «فانية وتتبدد» حيث كان العرض الأول للفيلم يوم السبت 30/01/2016 في دار الأسد للثقافة والفنون الساعة الخامسة مساءً، العمل من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وشركة أنزور للإنتاج الفني وبرعاية وزارة الثقافة بالتعاون مع شركة سيريتل وإذاعة نينار FM.
الفيلم يجسد الحقيقة المؤلمة لواقع يعيشه الوطن تحت راية الإسلام على أيدي كفرة ومجرمين يسمون أنفسهم داعش. داعش التي ابتدعت فكرة الجنة بانتظار كل من يقاتل باسم الدين في سورية، داعش من تفننت بأسلوب القتل والتدمير والتملك، داعش التي فتحت سوقاً للسبايا لبيع وإهداء وشراء الفتيات غير مبالية بأعمارهن كما للأطفال دور في الفيلم لتسليط الضوء على تجنيد داعش لهم واستغلالهم من خلال تدريبهم على حمل السلاح والقتال وزرع الفكر الوهابي بعقولهم .. كل هذا وأكثر باسم الدين البريء منها.
وفي لقائنا مع الأستاذة ديانا كمال الدين صرحت بأن الأفكار كالأصنام .. نخلقها .. نعجنها .. نُشكِّلها بالشكل الذي يخدم مصالحنا .. نبشِّر بها .. نستعبد بها البشر.. نسيِّرهم في جيوش ليقتل بعضهم بعضاً..
الحرية.. الديمقراطية.. سيادة الدول العدالة.. حقوق الإنسان.. الثروة.. السلطة.. الأديان.. المذاهب.. كلها مجرد أفكار..توقف عن ذكرها.. توقف عن التفكير بها.. وستختفي كأنها لم تكن..!!
على هذه الأرض ما يكفينا جميعاً.. ستستمر إنسانيتنا بالسقوط.. طالما أننا لا نسعى أولاً لتحطيم «عبادة الأفكار»..الإنسان أولاً.. وأخيراً.. قبل أن تقتلني من أجل فكرة.. فكِّر .. فكِّر.
أما الممثلة رنا شميس فقالت: عندما عاشت ثريا فيّ.. أصبحتُ حبلى تنتظر الولادة… ثقل أنهك الروح والجسد. أصبحت نساء الإنسانية كلها تكبر في أحشائي..عذابات وأوجاع تملأ السماء.. صرخات لنساء حُرمت السكينة والضنا.. أمانة حملتها وعمري عشر سنين..عشر سنين عمري فنيّاً.. الآن.. أنجبتُ امرأة عمرها خمسة وأربعون عاماً.
وكان لنا لقاء مع السيد علاء سلمور رئيس قسم الإعلام في شركة سيريتل قائلاً:
الآن بات واضحاً أمام القاصي والداني خطورة داعش ليس على سورية فقط إنّما على العالم أجمع حتى، ممولوها لهم نصيب من أذاها. العمل جريء يحاكي الواقع وهذا ما عودنا عليه العظيم نجدة أنزور من خلال أعماله السابقة التي تحكي عن الإرهاب، الفيلم صوَّر لنا حقيقة داعش التي دمرت الوطن وأزهقت الأرواح وشوهت صورة الدين وهي لا تمت له بِصِلَة، داعش التي تفننت بأساليب عدّة لتنفيذ جرائمها وابتكرت الحجج والبراهين لكل أذية تقوم بها.
وعن استفسارنا حول دعم سيريتل للعمل السينمائي أجابنا وبكل فخر:
نحن ننتمي لهذا الوطن متمسكون بقضيته ولأننا نتعايش مع أبناء سورية متحدون كروح واحدة بعدة أجساد نتألم معهم كما نشاركهم الفرح، وللوطن عهد علينا أن نبقى له ولأجله ونحن نؤمن بأعمال مبدعنا والرسائل الهامة التي تجسدها.
وفي حديث مع السيد إبراهيم برهوم رئيس قسم كبار العملاء في شركة سيريتل:
أفادنا بأن الفيلم يطرح مشاهد حقيقية يعيشها أبناء سورية في المناطق التي تقع تحت سيطرة داعش، وكلنا نعلم من تكون داعش وهذا الفيلم الحقيقي سَيُجمِع العالم على أنه جاء في الوقت المناسب ولن تتم مواجهته أو منعه من قِبَل أي دولة حتى لو كانت داعمة للإرهاب لأن خطر داعش سيطالها عاجلاً أم آجلاً.
سورية ستتحرر من الإرهاب طالما لدينا جيش صامد وأبناء يتعايشون كجسد واحد ونحن كشركة سيريتل سنبقى على العهد للوطن وأبنائه.
أما عن رسالة المخرج المتألق نجدة أنزور فقد قال: «سورية خالدة وتتجدد». خالدة بحضارتها وما قدمته للبشرية.. وهي تتجدد بعشق أبنائها لترابها الذي كلما دنسته أنفاس المعتدين طهروه بدمائهم النقية.
سورية خالدة بتاريخها وحاضرها.. ونصرها القادم في مستقبلٍ ستُعلم من خلاله العالم كيف ينتصر الانسان على الأفكار الفانية.. ويعيد صياغة الإنسانية التي تجعل ما على هذه الأرض يستحق الحياة.