العدوان استمر على جنين ومخيمها والاحتلال اجتاح مدناً في الضفة … فتوح: اقتحام بن غفير الأقصى يدفع نحو إشعال المنطقة
| وكالات
بينما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على جنين ومخيمها في الضفة الغربية لليوم الثاني، ندد أمين عام حزب المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، أمس الأربعاء بقرار وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت فك الارتباط وتوسيع الاستيطان في الضفة.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية، واصل «جيش» الاحتلال الإسرائيلي عدوانه واسع النطاق في مدينة جنين ومخيمها، مُحدثاً تدميراً كبيراً للبُنى التحتية والخدمات، خصوصاً في المخيم الواقع شمال الضفة الغربية، ونفّذ سلسلة اقتحامات في عدّة مدنٍ أخرى، معتقلاً عدداً من الفلسطينيين.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها تمكنت من الوصول إلى شهيدٍ في جنين، ليرتفع عدد الشهداء في عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل، منذ صباح أول من أمس الثلاثاء، على المدينة ومخيمها إلى 8، إضافة إلى 21 إصابة على الأقل، بينها إصابات خطيرة.
وقالت الجمعية: إن طواقمها تمكّنت من الوصول إلى شهيدٍ، لم يتم التعرف على هويته بعد، في حي الهدف في جنين، قبل أن تحتجز قوات الاحتلال مركبة الإسعاف أثناء نقلها الشهيد إلى المستشفى، وأضافت إن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت مركبة الإسعاف التابعة لها بالرصاص الحي في حي الهدف، أثناء توجهها لإسعاف مصابين، ما تسبب بأضرارٍ فيها.
وضمن عدوانه المستمر، دفع «جيش» الاحتلال الإسرائيلي بتعزيزاتٍ عسكرية إضافية من القوات والآليات إلى مدينة جنين، حسبما أكدت وسائل إعلام محلية فلسطينية، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال انتشارها في عدّة أحياء في جنين ومخيمها خلال الاجتياح المستمر.
وتتواصل الاشتباكات بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية، إذ أكدت كتائب القسّام في الضفة الغربية أنها تتصدى لقوات جيش الاحتلال وآلياته المقتحمة لجنين ومخيمها، وأضافت الكتائب إنها تخوض برفقة الفصائل الأخرى اشتباكاتٍ عنيفة ضد القوات المُقتحمة، يتخللها استهداف آلياتٍ إسرائيلية بالعبوات الناسفة، ومن جهتها، ذكرت القناة «الـ14» الإسرائيلية أن انفجاراً استهدف مركبةً عسكرية إسرائيلية، بسبب عبوةٍ ناسفة زُرعت على جانب الطريق في مدينة جنين، واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدينة جنين ومخيمها منذ ساعات صباح الثلاثاء الأولى، وتمركزت في شوارع حيفا، ونابلس، وطريق برقين، برفقة وحدات خاصة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، تركّزت في محيط مخيم جنين، وواد برقين، وفي استمرارٍ لعدوانها الممنهج على مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام عدّة بلداتٍ ومدن في الضفة الغربية.
ففي شمال الضفة الغربية، اقتحمت قواتٌ من جيش الاحتلال أمس مدينة قلقيلية، واعتقلت والدي الشاب طارق داوود، بعد اقتحام منزلهما، للضغط عليه من أجل تسليم نفسه، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية فلسطينية، واقتحمت بلدة نعلين غرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.
وفي جنوب الضفة، اقتحمت قواتٌ إسرائيلية منطقة وادي الهرية في مدينة الخليل، كما قامت قواتٌ أخرى باقتحام مخيم الفوّار جنوبها، لتنفّذ حملة دهمٍ وتفتيش، إضافة إلى اقتحام مخيم العرّوب في شمالي المدينة، وتنفيذ حملة اعتقالات.
كذلك اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرية زعترة شرق مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، ومخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين شمالي المدينة، حيث تمركزت في جادتي عويس وأبو عكر، وداهمت عدّة منازل، وفي أثناء اقتحامها المخيم، أعادت قوات الاحتلال اعتقال الأسيرة المحرّرة، حنين مساعيد.
في الأثناء، قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح: إن اقتحام وزير «الأمن القومي» الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير باحات المسجد الأقصى خرق للقانون الدولي وانتهاك لحرية العبادة ومدان واستفزازي ويمثل تصعيداً خطيراً، ولفت في تصريح صادر عن المجلس الوطني، أمس الأربعاء، نقلته وكالة «وفا» إلى أن هذا الاقتحام يدفع نحو تفجير دوامة الصراع الديني ومزيد من العنف وإشعال المنطقة بأسرها، إذ تتحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تبعاته وتداعياته.
وشدد فتوح، على أن المسجد الأقصى بكامل مساحته هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن أي إجراءات تتخذها إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال هي إجراءات باطلة ولا يعتد بها ولا يترتب عليها أي حق قانوني.
بدوره، ندد أمين عام حزب المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، أمس بقرار وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت «فك الارتباط» وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، ووصف القرار الإسرائيلي في بيان أوردته وكالة «الأناضول» بـ«الجنوني».
وقال: «هذا القرار يدل على أمرين، الأول إمعان الحكومة الإسرائيلية في نهجها الفاشي المتطرف رغم فشله، والثاني الارتباك العميق وردود الأفعال التي لا تدرك حجم الفشل الإستراتيجي للحركة الصهيونية ونظام الاستعمار الاستيطاني الإحلالي».