الكيان عبر عن غضبه وواشنطن أبدت رفضها.. لابيد: إخفاق سياسي إسرائيلي … النرويج وإسـبانيا وإيرلندا تعترف رسـمياً بدولة فلسـطين … السعودية ومصر: قرار إيجابي ومقدر.. الأردن: خطوة مهمة نحو حل الدولتين
| وكالات
أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا الاعتراف رسمياً بالدولة الفلسطينية، وسط ترحيب فلسطيني وعربي كبير وتأكيد من المقاومة أنه نتيجة مباشرة لمقاومة الشعب الفلسطيني وصموده، قابله غضب إسرائيلي ورفض أميركي يرى أن الدولة الفلسطينية يجب أن تتحقق من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين وليس من خلال الاعتراف «الأحادي الجانب».
وحسب وكالة «وفا»، قال رئيس وزراء النرويج يوناس غار ستوره: إن بلاده ستعترف بـفلسطين دولة مستقلة اعتباراً من الـ28 من أيار الجاري، وأضاف إن الهدف من الاعتراف إقامة دولة فلسطينية متماسكة سياسياً أساسها السلطة الفلسطينية، وأكد أنه يتعين الإبقاء على البديل الوحيد الذي يوفر حلاً سياسياً للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، وهو دولتان تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن.
وفي إسبانيا، أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز أن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية يوم الـ28 من أيار، قائلاً: «نحن شعب مسالم وهذا ما يُظهره آلاف المتظاهرين في الاحتجاجات ضد المجازر في غزة»، متهماً رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة تدمير غزة وبأنه يعرّض حل الدولتين للخطر.
أما في إيرلندا، فقال رئيس الوزراء سايمون هاريس: إن دبلن ستعترف بدولة فلسطينية، مضيفاً إنه يتوقع من دول أخرى الانضمام إلى إيرلندا وإسبانيا والنرويج في اتخاذ هذه الخطوة خلال الأسابيع المقبلة.
وشدد هاريس على أن شعب فلسطين يستحق مستقبلاً مملوءاً بالأمل والسلام، مؤكداً أنه «لا مستقبل للنسخة المتطرفة من الصهيونية التي تغذي عنف المستعمرين والاستيلاء على الأراضي».
وطلب وزير الخارجية الإسرائيلي الاستدعاء الفوري لسفيري الكيان في إيرلندا والنرويج للتشاور بشأن قرار الدولتين الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومن جانبه أعلن وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت عن تطبيق «قانون» يؤدي لإلغاء قانون فك الارتباط الأحادي الذي قضى بإخلاء أربع مستوطنات شمال الضفة الغربية، تزامناً مع انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005.
بدوره اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أمس، قرار النرويج وإسبانيا وإيرلندا الاعتراف بدولة فلسطين بأنه «فشل سياسي غير مسبوق لتل أبيب»، وقال بمنشور على منصة «إكس» إن «قرار النرويج وإسبانيا وإيرلندا الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو قرار مشين، لكنه ليس نتاج أزمة، بل إخفاق سياسي غير مسبوق».
وفي السياق، رأت المراسلة السياسية لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، جيلي كوهين، أمس، إن «الفشل هو أولاً وقبل كل شيء، إخفاق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو».
في الغضون، رحبت الرئاسة الفلسطينية بإعلان النرويج وإسبانيا وإيرلندا الاعتراف بدولة فلسطين، وثمنت عالياً مساهمتها في تكريس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه، وفي أخذ خطوات فعلية لدعم تنفيذ حل الدولتين.
وحسب وكالة «وفا»، أكدت الرئاسة الفلسطينية أن هذه الدول دعمت حقوق الشعب الفلسطيني بثبات على مدار السنوات الماضية، وصوتت لمصلحة هذه الحقوق في المحافل الدولية، ليأتي هذا القرار المبدئي تتويجاً لهذه المواقف واتّساقاً مع مبادئ القانون الدولي التي تقر بحق الشعوب في التخلص من الاستعمار والاضطهاد، والعيش بحرية وعدالة واستقلال.
وقالت: إن حق الشعوب في تقرير مصيرها يعد حقاً راسخاً ومعترفاً به بموجب القانون الدولي، وإذ تجدد دولة فلسطين دعوتها المستمرة للدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى الوقوف عند مسؤولياتها والإقرار بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإعادة الثقة بنظام عالمي قائم على القواعد والحقوق المتساوية لشعوب الأرض كافة.
وحثت الرئاسة، دول العالم، وخاصة الدول الأوروبية التي ما زالت لم تعترف بدولة فلسطين، أن تعترف بدولة فلسطين وفق حل الدولتين المعترف به دولياً والمستند إلى قرارات الشرعية الدولية وعلى خطوط عام 1967، وأهمية أن تدعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وأن تحذو حذو جمهورية إيرلندا والنرويج وإسبانيا التي اختارت طريق دعم تحقيق السلام والاستقرار وترسيخ قواعد الشرعية الدولية والقانون الدولي.
من جهتها، أكدت الخارجية الفلسطينية أن إسبانيا والنرويج وإيرلندا أثبتت بهذه الخطوة التزامها الثابت بتحقيق العدالة التي طال انتظارها للشعب الفلسطيني، لافتة إلى أن ذلك سيسهم بشكل إيجابي في جميع الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
بدورها، أكدت حركة حماس وفق وسائل إعلام فلسطينية أن هذه خطوة مهمة على طريق تثبيت حق الشعب الفلسطيني في أرضه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، داعية جميع الدول إلى الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية المشروعة ودعم نضاله في التحرر والاستقلال وإنهاء الاحتلال الصهيوني.
إلى ذلك توالت ردود الأفعال الدولية والعربية على قرار النرويج وإيرلندا وإسبانيا الاعتراف بدولة فلسطينية، ورأى وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، أمس، أن الاعتراف بدولة فلسطينية «ليس من المحظورات» بالنسبة لفرنسا لكن باريس تعتبر أن الظروف غير متوافرة «الآن ليكون لهذا القرار تأثير فعلي» على العملية الهادفة إلى قيام دولتين.
وقال في تصريح مكتوب لوكالة «فرانس برس»: «يجب أن يكون قرار كهذا مفيداً أي السماح بتسجيل تقدم حاسم على الصعيد السياسي، في هذا الإطار، يجب أن يحصل هذا القرار في الوقت المناسب ليحدث فرقاً».
ورأى سيجورنيه الذي استقبل صباح أمس نظيره الإسرائيلي، يسرائيل كاتس أن «الأمر لا يتعلق فقط بمسألة رمزية أو بالتموضع السياسي بل بأداة دبلوماسية تسخر لحل الدولتين اللتين تقومان جنباً إلى جنب بسلام وأمن».
بينما رأى البيت الأبيض أنه يجب الاعتراف بالدولة الفلسطينية من خلال المفاوضات، «وليس من خلال الاعتراف الأحادي الجانب»، بعد اعتراف إيرلندا وإسبانيا والنرويج بالدولة الفلسطينية.
وردت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على خطوة إسبانيا والنرويج وإيرلندا للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي لشبكة CNN أمس: «الرئيس مؤيد قوي لحل الدولتين وكان كذلك طوال حياته المهنية»، وأضاف إنه يعتقد أن الدولة الفلسطينية يجب أن تتحقق من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، وليس من خلال الاعتراف الأحادي الجانب.
بدورها، رحبت السعودية «بالقرار الإيجابي» الذي اتخذته الدول الأوروبية الثلاث، داعية سائر الدول إلى القيام بالخطوة نفسها، في حين اعتبرت مصر القرار «خطوة مقدرة تدعم الجهود الدولية الرامية إلى خلق أفق سياسي يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية»، ودعت الدول التي لم تتخذ هذه الخطوة بعد إلى المضي قدماً نحو الاعتراف بدولة فلسطينية، دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة الذي عانى الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من سبعة عقود، وتمكينه من إقامة دولته المستقلة.
وفي السياق ذاته، اعتبر الأردن، أمس، أن القرار «خطوة مهمة وأساسية نحو حل الدولتين»، وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي: إن هذه الخطوة تشكل خطوة مهمة وأساسية وضرورية للرد على ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية ليس فقط من رفض حل الدولتين، لكن أيضاً من إجراءات عملية على الأرض تقتل فرص تحقيق السلام في المنطقة».
من جانبه، حيا الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أمس، القرار قائلاً: «أحيي وأشكر الدول الثلاث على تلك الخطوة التي تضعها على الجانب الصحيح من التاريخ في هذا الصراع».
ودعا أبو الغيط الدول التي لم تفعل ذلك إلى الاقتداء بالدول الثلاث في خطوتها المبدئية الشجاعة، وختم «أبارك لفلسطين على هذا التطور الإيجابي».
وحسب بيانات السلطة الفلسطينية، اعترفت 142 من إجمالي 193 دولة في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية، لكن ذلك لا يشمل معظم بلدان أوروبا الغربية وأميركا الشمالية وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية.