سورية

19 نقطة تظاهر ضد التنظيم الإرهابي … «النصرة» يستميل ميليشيات أنقرة ويغلق معبري ديربلوط والغزاوية

| حلب- خالد زنكلو

في محاولة لاحتواء التظاهرات المتواصلة منذ 86 يوماً في إدلب وريف حلب الغربي ضد تنظيم جبهة النصرة، بواجهته الحالية التي تدعى «هيئة تحرير الشام»، يسعى التنظيم الإرهابي إلى استمالة ميليشيات أنقرة المنضوية تحت راية ما يسمى «الجيش الوطني»، وذلك لاحتواء المتظاهرين ومطالبهم، في وقت وصلت فيه نقاط التظاهر إلى 19 نقطة الليلة ما قبل الماضية.

وعلمت «الوطن» من مصادر معارضة مقربة من ميليشيا ما يسمى «الجبهة الوطنية للتحرير»، التي تشكلت من 11 فصيلاً منتصف 2018 برعاية من الإدارة التركية ثم انضمت لـ«الجيش الوطني»، أن «النصرة» تمكنت إثر مفاوضات من التودد من ميليشيا «ألوية صقور الشام»، التي تعمل ضمن الجبهة، بهدف التأثير في حاضنتها الشعبية في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي في إدلب.

وأوضحت المصادر بأن «النصرة»، وللغاية ذاتها، عقد لقاءات أيضاً مع متزعمين من ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» ذات الميول الإخوانية والموالية لإدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على الرغم من المواجهات الدامية بين الطرفين طوال العام الماضي، وخصوصاً في أريحا، في مسعى من التنظيم لتصفية الحركة.

وأكدت أنه لا يمكن لأي ميليشيا تابعة لإدارة أردوغان التقرب من «النصرة» من دون موافقة ومباركة تلك الإدارة وتوسط استخباراتها في الموضوع، وعزت ذلك إلى موافقة التنظيم الإرهابي على مطلب استخبارات أردوغان بنشر قوات من إرهابييه وإنشاء محارس على طول حدود محافظة إدلب مع تركيا لضبط تدفق تسلل الأشخاص عبر الحدود، وهي التجارة الرابحة التي يدعمها ويشرف عليها التنظيم الإرهابي.

المصادر رأت أنه لا يمكن لـ«النصرة» ولا للميليشيات التابعة لأنقرة، إعادة عقارب الساعة للوراء بالنسبة إلى المتظاهرين الذين يصرون على مطالبهم بحل التنظيم الإرهابي مع قوته الأمنية وإعدام متزعمه الإرهابي المدعو «أبو محمد الجولاني».

إلى ذلك، بينت مصادر أهلية في إدلب وريف حلب الغربي أن رقعة التظاهرات توسعت في الآونة الأخيرة، إثر القطيعة النهائية بين المتظاهرين و«النصرة»، على الرغم من الوعود المعسولة لمتزعمها «الجولاني» بالاستجابة لمطلب «تبييض» سجونه، والذي يتنافى مع واقع الحال بإضافة معتقلين جدد إليها من المتظاهرين.

وعددت المصادر لـ«الوطن» 19 نقطة تظاهر في الليلة ما قبل الماضية، وهو رقم غير مسبوق، توزعت على مدن إدلب وأريحا وجسر الشغور وبنش وسلقين وكفر تخاريم وسرمين ومعارة مصرين ودارة عزة والأتارب، بالإضافة إلى بلدات الجانودية وأحسم وأرمناز ودير حسان وسرمدا وأبين سمعان وأطمة والسحارة ومخيمات الكرامة، وذلك على الرغم من ممارسات التنظيم الإرهابي القمعية ولجوئه إلى سد مداخل المدن والبلدات وتقطيع أوصالها.

الى ذلك أغلق ما يسمى جهاز الأمن العام التابع لـ«النصرة»، فجر أمس، معبرّي ديربلوط والغزاوية بين مناطق سيطرة ميليشيا «الجيش الوطني» ومناطق سيطرة «النصرة» بين ريفي حلب وإدلب، لملاحقة أشخاص مطلوبين لها بتهمة «التحريض والمشاركة في الاحتجاجات».

مواقع إلكترونية معارضة نقلت عمن يسمى إداري فيما يسمى «مكتب أمن الحواجز» في مدينة دارة عزة القريبة من المعبرين، أن الإغلاق جاء بشكل احترازي للذاهبين باتجاه عفرين بريف حلب، لمنع فرار مطلوبين لـمتزعم «النصرة» المدعو أبو محمد الجولاني، دون تحديد مدة الإغلاق.

وتزامنت عملية الإغلاق مع حملة اعتقالات في إدلب ومدينة جسر الشغور بريفها، على يد جهاز «الأمن».

واعتقل المسلحون في «النصرة» أمس 15 شخصاً، إضافة إلى اعتقال 30 آخرين خلال ساعات مساء أول من أمس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن