من دفتر الوطن

حبات مطر

| حسن م. يوسف

الزمن هو البطل المطلق المنتصر دائماً في جميع صراعات البشر وفي دراما كل الكائنات الحية، هو بطل خفي يهزم كل الأبطال ولا يمكن لأحد أن يراه إلا من خلال الفن.
الكاتب هو أضعف حلقة في سلسلة الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، فالسيناريو يموت في أرضه إن لم يجد المنتج الذي يموله حتى ولو كان النص تحفة من التحف.
إلغاء دور (المنتج- الفنان) وإطلاق أيدي المنتجين- الانتهازيين- الدكانجية- الجهلة، يهدد بنسف آخر ما تبقى من سمعة الدراما السورية.
لا تكف الطبيعة لحظة واحدة عن تحسين العالم وتحصينه بالجمال، ولا يكف البشر عن إفساده.
افتقاد الحب يؤكد قدومه، والبعيد المنتمي لوطنه قريب.
حبات مطرٍ عالقة بأجفان الصنوبرة، يحوِّلها شعاع يتسلل من بين الغيوم إلى ألماس.
في البراري تجد عيناي مضمارهما ورئتاي فضاءهما وتنتشر روحي لتتآخى مع تفاصيل الكون.
الكارثة ألا نصغي لصوت العقل، إلا بعد أن تفسد حماقاتنا كل شيء.
أول ما يلوثه الكلام القذر هو الفم الذي يخرج منه!
السماجة هي أن تحدثه عن جمال وردة تتفتح، فيأبى إلا أن يذكرك بأن أبانا آدم قد مات!
في بيت الجدة، يطل علينا الزمن من شقوق الباب.
الجاهل لا يرى الجمال، رغم سلامة بصره، لأن رؤية الجمال تحتاج لبصيرة.
ليتني هواء، كي أمرجح الغيم.
من سريري سمعت أنفاس الفجر. نهضت لملاقاته فجاءني يعدو فوق ذرا الجبال.
التملك قيد، الحب حرية. التملك ضد الحب، كما القيد ضد الحرية.
كم نشبه كسار الزبادي، بعضنا لم يتفتح بعد، بعض آخر منا يبلغ اليوم أبهى حالاته، وبعض ثالث يتطاير الآن; غباراً في الريح.
التَّبْخِيْسْ هو أن تتجاهل إيجابيات شخص ما وأن تضخم سلبياته كي تسوّغ لنفسك عملية الاعتداء عليه. الفيسبوك هو أوسع ساحة للتبخيس اخترعت حتى الآن!
أجدادنا يقولون: «الحكي على المتكئ هين». فكيف إذا كان المتكئ في جناح بفندق خمس نجوم وهو يعد راتبه الشهري البالغ خمسين ألف دولار!
لا يمكن الوصول إلى الأقصى دون المرور بالأدنى. كل الذين انتهوا متطرفين مروا بمرحلة الاعتدال. التفاحة المتعفنة الآن كانت تفاحة نضرة ذات يوم.
قبل سنوات كتبت في دفتر ملاحظاتي: «الناس معادن حقاً، والحقد للنفس، كالصدأ للحديد». لم أتصور يوماً أن بيننا أشخاصاً من صدأ يمشون على ساقين!
أعداء أمتنا يريدون إفقارنا وإيلامنا وجعلنا نكفر بكل شيء، بحيث نتصور حبل نجاتنا كما لو أنه حبل مشنقتنا. رفقاً بنفسك أيها العربي، لا تكفر بهويتك، فالظفر عندما يخرج من لحمه… يموت ويؤلم.
لمن كذبوا طويلا مع الحكومة السورية، ويكذبون الآن عاليا ضدها. احتفظوا بقليل من الصدق لأنفسكم، كي لا تنسوا من أنتم.
قبل نحو عشرة أعوام قلت على الفضائية السورية: الغرب صنع مسخ الإرهاب، من أسوأ ما فينا، ثم وضعه في أحضاننا وراح يطلق النار علينا بحجة أنه يريد التخلص من المسخ! وها هو المسخ المصنوع يتناسخ بحيث بتنا نرى الكوابيس بعينين مفتوحتين.
كل الديون قابلة للسداد عدا دين الأم والأب والوطن. لأن هؤلاء الثلاثة أوجدونا، والموجود مهما فعل، فلن يستطيع سداد دين من جاء به إلى الوجود!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن