عربي ودولي

نحو 50 وفداً أجنبياً شارك في تأبين الرئيس الراحل ورفاقه.. الخامنئي أَمَّ صلاة الجنازة.. ورئيسي يوارى الثرى في مشهد اليوم … بمراسم تشييع مهيبة.. طهران تودّع بطوفان بشري «شهداء الخدمة»

| وكالات

شيّعت طهران أمس، وسط أجواء من الحزن خيمت على عموم البلاد، الرئيس الشهيد إبراهيم رئيسي ورفاقه، ولم يستطع قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي الذي أَمَّ صلاة الجنازة، أن يداري حجم الألم، وهول الفقدان، فكانت صلاته ممزوجة بدموع وبعاطفة المحب، فيما اتشحت شوارع العاصمة التي تحولت إلى طوفان من البشر، بالسواد وصور الرئيس الشهيد.

وبدأت في إيران أمس مراسم تشييع مهيبة لجثامين الرئيس الراحل رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهما، إذ اتشحت العاصمة طهران بالسواد، وسط تنكيس الأعلام الوطنية حداداً على أرواح الشهداء الذين كرسوا حياتهم لخدمة وطنهم وأبناء شعبهم.

وأفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء أنه وبعد أن شهدت مدن تبريز وطهران وقم، أول من أمس الثلاثاء، مراسم تشييع شعبية ورسمية للرئيس الراحل ورفاقه، انطلقت مراسم تأبين الشهداء أمس في قاعة المؤتمرات بالعاصمة الإيرانية طهران بحضور العديد من قادة الدول والوفود رفيعة المستوى، وبعد توديع جثامين الشهداء، أم قائد الثورة الإسلامية المصلين في صلاة الجنازة، وسط حشد غفير من المشيعين، ثم انطلق موكب التشييع من جامعة طهران إلى ساحة آزادي.

وكان من بين المشاركين، حسب «تسنيم»، الزعيم الوطني لتركمانستان ورئيسا تونس وطاجيكستان وأمير قطر ورؤساء وزراء سورية والعراق وباكستان وأرمينيا وأذربيجان ورؤساء برلمانات العراق وروسيا والجزائر وأوزبكستان وكازاخستان ولبنان.

وشاركت سورية في مراسم التشييع بوفد ترأسه رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس وضم وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل ومستشار شؤون الأمن الوطني في الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية اللواء علي مملوك، حسب وكالة «سانا».

وقال رئيس وزراء باكستان شهباز شريف، بعد حضوره مراسم التأبين والوفد المرافق له بطهران: إن ذكرى زيارة آية اللـه السيد إبراهيم رئيسي إلى باكستان ستبقى حية لدى شعبنا على الدوام»، حسب ما ذكرت وكالة «إرنا».

وأضاف شهباز: قلوب كل الشعب الباكستاني جريحة إثر فاجعة استشهاد آية اللـه رئيسي وزملائه، ونحن نقف إلى جانب إخواننا الإيرانيين في هذا الوقت العصيب.

وتابع: الرئيس الإيراني الراحل كان صديقاً عظيماً لباكستان وستبقى ذكرى زيارة آية اللـه رئيسي إلى باكستان حية لدى شعبنا.

كما تمنى رئيس الوزراء الباكستاني، لرئيس الجمهورية بالوكالة وللحكومة والشعب في إيران، الشموخ والازدهار والتنمية.

بدوره نقل وزير الخارجية المصري، سامح شكري خلال لقائه الرئيس المكلف محمد مخبر رسائل تعزية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر أحمد الطيب إلى إيران حكومة وشعباً إثر الحادث المرير باستشهاد رئيسي ورفاقه في تحطم مروحيتهم.

وأفادت وكالة «مهر» للأنباء أن شكري تقدم بالتعازي والمواساة على رحيل كبار المسؤولين الإيرانيين في حادث تحطم مروحيتهم شمال غرب البلاد.

وأعرب سامح شكري، الذي تعتبر زيارته الأولى من نوعها لوزير خارجية مصري إلى إيران بعد الثورة الإسلامية، عن أسفه العميق لهذه الخسارة المؤسفة معلناً عن تضامنه مع إيران حكومة وشعباً، وقال: «كنا نود أن نزور إيران في ظروف أفضل، ولكننا الآن نحمل رسالة عزاء ومواساة بعث بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والسيد أحمد الطيب شيخ الأزهر، إثر هذه الخسارة المريرة التي تمر بها حكومة وشعب إيران».

وثمن وزير الخارجية المصري الدور المتميز للشهيد رئيسي والشهيد عبد اللهيان في التفاعل والتقارب بين الدول الإسلامية، وقال: إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية نظام عريق ذا أسس قوية. نحن على ثقة بأنه سيتجاوز هذه الفترة الحساسة أيضاً ومصر ترغب بتعزيز العلاقات مع إيران.

من جهته، أعرب مخبر عن شكره لتضامن مصر حكومة وشعباً مع إيران، وقال: إننا فقدنا شخصيات كبيرة ومجتهدة ومؤثرة وفقدانهم حادثة مريرة للشعب الإيراني ولكننا سنجتاز هذه الأيام الصعبة بالانسجام والتضامن.

واحتشد مئات الآلاف من الأشخاص أمس في ساحات جامعة طهران وحولها للمشاركة في مراسم التشييع، وأدى قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي صلاة الجنازة على جثامين الشهداء قبل نقلهم من جامعة طهران حتى ساحة آزادي.

جاء ذلك بعد أن أقيمت الليلة قبل الماضية مراسم توديع الرئيس الشهيد ورفاقه في مصلى طهران بحضور غفير لأهالي العاصمة، فيما سيتم توديع جثمان الشهيد رئيسي صباح اليوم الخميس في خراسان الجنوبية، ومن ثم سيوارى الثرى مساء اليوم في مدينة مشهد.

ووصلت جثامين الشهداء أول من أمس الثلاثاء إلى مصلى الإمام الخميني في طهران، بعد تشييع مليوني في قم، حيث كانت المحطة الأولى لهم في مقام «السيدة المعصومة»، وبعدها انطلق التشييع الشعبي إلى شوارع المدينة، وصولاً إلى مسجد جمكران، وقبل قم، شيّعت مدينة تبريز، عاصمة محافظة أذربيجان الشرقية في إيران، الرئيس الشهيد ورفاقه، حيث استقبلتهم تجمعات حاشدة من أبناء الشعب الإيراني في حشود كبيرة جداً توديعاً لهم.

ووصل إلى طهران أيضاً كل من وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات لتقديم التعازي بوفاة الرئيس رئيسي ورفاقه، وتحدثت وكالة «تسنيم» عن مشاركة نحو 50 وفداً أجنبياً رفيع المستوى في مراسم تأبين الرئيس الإيراني ووزير الخارجية ورفاقهما في طهران، وأن من بين المشاركين الأجانب كان هناك أكثر من 10 وفود على مستوى القادة ونحو 20 وفداً على مستوى الوزراء والباقي على مستويات مختلفة مثل رؤساء البرلمانات والمبعوثين الخاصين وغيرهم.

ومن بين هذه الشخصيات حسب موقع «روسيا اليوم» رئيس مجلس الدوما الروسي ورؤساء وزراء باكستان وأرمينيا وأذربيجان ورؤساء برلمانات أوزبكستان وكازاخستان ومن المشاركين العرب رئيس المجلس الشعبي الجزائري، ورئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

والتقى رئيس تونس قيس سعيّد، أمس الخامنئي وقدم له واجب العزاء باستشهاد رئيسي ورفاقه، كما استقبل قائد الثورة الإسلامية رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي تقدم بالعزاء والمواساة، نيابة عن الحكومة والشعب في لبنان كذلك تلقى الخامنئي، العزاء والمواساة من رئيس وزراء باكستان شهباز شريف.

في السياق، قال مساعد رئيس إيران للشؤون التنفيذية محسن منصوري: إن جثمان الرئيس الشهيد رئيسي سيوارى الثرى، اليوم الخميس قبل صلاة المغرب، بجوار مرقد الإمام علي بن موسى الرضا في مدينة مشهد بمحافظة خراسان الرضوية شرق البلاد، حسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا».

وأوضح منصوري، الذي يتولى رئاسة اللجنة المنظمة لمراسم تشييع شهداء الخدمة، قائلاً في تصريح صحفي أمس: إن مراسم تأبين الشهيد رئيسي ووزير الخارجية الشهيد حسين امير عبداللهيان ورفاقهما في حادث المروحية، أقيمت مساء أمس في صالة المؤتمرات الدولية بطهران، وبمشاركة جمع من القادة والمسؤولين رفيعي المستوى من شتى الدول.

وحول مراسم تشييع جثمان الشهيد رئيسي، أشار منصوري بأن موكب الجنازة سيصل صباح اليوم إلى محافظة خراسان الجنوبية لينطلق على أيدي المشيعين بدءاً من الساعة الثامنة صباحاً، وعزا أسباب اختيار محافظة خراسان الجنوبية كإحدى محطات التشييع، إلى تعلق الشهيد رئيسي بهذه المحافظة، وأيضاً اختياره عضواً في مجلس خبراء القيادة عن أهاليها.

واستشهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ورفاقهما الأحد الماضي إثر تحطم مروحية كانت تقلهم في منطقة ورزقان في محافظة أذربيجان الشرقية، وهم في طريقهم إلى تبريز بعد مراسم تدشين سد «قيز قلعه سي» التي أقيمت بحضور الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، لكن هذه المروحية تعرضت لحادث في منتصف الطريق وسقطت في منطقة ورزقان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن