الخبر الرئيسي

عرنوس ترأس الوفد السوري وأكد أن الشهداء سيبقون معنا روحاً وفكراً وقيماً … طهران ودعت شهداءها.. ورئيسي يوارى الثرى في مشهد اليوم … عشرات الوفود العربية والأجنبية شاركت في التأبين.. والخامنئي أَمَّ صلاة الجنازة

| الوطن

وسط أجواء من الحزن خيمت على عموم البلاد، شيعت طهران أمس رئيسها الشهيد إبراهيم رئيسي ورفاقه، وخرج عشرات آلاف الإيرانيين لوداع شهدائهم، فيما اتشحت شوارع العاصمة الإيرانية بالسواد، ونكست الأعلام حداداً.

التشييع الرسمي جرى بمشاركة وفود عربية وأجنبية، وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن أكثر من 68 مسؤولاً أجنبياً على مستوى رؤساء الدول ووزراء الخارجية ورؤساء البرلمانات والمنظمات الدولية والإقليمية، شاركوا أمس الأربعاء، في مراسم العزاء الرسمية للرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي من بينهم وفد سوري برئاسة رئيس الوزراء حسين عرنوس ومعه وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل ومستشار شؤون الأمن الوطني في الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية اللواء علي مملوك.

وبعد صلاة الجنازة التي أَمَّها قائد الثورة الإسلامية علي الخامنئي جرى نقل جثامين الشهداء وسط الحشود الغفيرة من جامعة طهران إلى ساحة آزادي، لتبدأ بعدها مراسم التأبين، حيث وضعت نعوش الشهداء في قاعة المؤتمرات بالعاصمة وكان في استقبال الوفود الأجنبية، الرئيس المؤقت محمد مخبر، ونائب الرئيس الإيراني للشؤون التنفيذية محسن منصوري، ومساعد الرئيس الإيراني للشؤون السياسية محمد جمشيدي، والقائم بأعمال وزير الخارجية علي باقري كني.

عرنوس والوفد السوري المرافق قدموا واجب العزاء إلى النائب الأول للرئيس الإيراني، وللقيادة والحكومة والشعب في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة، ووصف عرنوس الرئيس الراحل بالأخ والصديق لسورية وشعبها.

وقال عرنوس في تصريح صحفي: إنه في هذه اللحظات العصيبة نودع كوكبةً من الإخوة والأصدقاء الأعزاء، بكلِّ حزنٍ وأسى، وتسليمٍ بقضاء اللـه وقدره، الرئيس رئيسي ووزير الخارجية عبد اللهيان ورفاقهما الذين ارتقوا إلى جوار ربهم أثناء خدمة وطنهم، غادرونا جسداً وسيبقون معنا روحاً وفكراً وقيماً.

وأضاف: أعطى الرئيس الراحل رئيسي العلاقات السورية- الإيرانية الكثير من اهتمامه ورعايته، والتي تجلت بوضوح خلال زيارته التاريخية إلى دمشق في أيار من العام الماضي، ولقائه بالرئيس بشار الأسد.

وتابع: حرص الراحل على أن تكون العلاقات السورية- الإيرانية أنموذجاً في علاقات التعاون الدولي على كل الصُّعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ولما يصب في مصلحة البلدين، وقال: نستذكر بكثير من الإجلال والتقدير المواقف السامية والمبدئية للراحل.

ومن بين المشاركين، الزعيم الوطني لتركمانستان ورئيسا تونس وطاجيكستان وأمير قطر ورؤساء وزراء العراق وباكستان وأرمينيا وأذربيجان ورؤساء برلمانات العراق وروسيا والجزائر وأوزبكستان وكازاخستان ولبنان.

وقالت وسائل إعلام إيرانية: إنه وصل إلى طهران أيضاً كل من وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات إضافة إلى أكثر من 10 وفود على مستوى القادة ونحو 20 وفداً على مستوى الوزراء والباقي على مستويات مختلفة مثل رؤساء البرلمانات والمبعوثين الخاصين وغيرهم.

وزير الخارجية المصري سامح شكري نقل خلال لقائه الرئيس المكلف محمد مخبر، رسائل تعزية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر أحمد الطيب إلى إيران حكومة وشعباً إثر الحادث المرير باستشهاد رئيسي ورفاقه في تحطم مروحيتهم.

وتقدم شكري بالتعازي والمواساة على رحيل كبار المسؤولين الإيرانيين، وشكري الذي تعتبر زيارته الأولى من نوعها لوزير خارجية مصري إلى إيران بعد الثورة الإسلامية، أعرب عن أسفه العميق لهذه الخسارة معلناً عن تضامنه مع إيران حكومة وشعباً، وقال: «كنا نود أن نزور إيران في ظروف أفضل، ولكننا الآن نحمل رسالة عزاء ومواساة بعث بها الرئيس السيسي، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، إثر هذه الخسارة المريرة التي تمر بها حكومة وشعب إيران».

في السياق، قال مساعد رئيس إيران للشؤون التنفيذية محسن منصوري: إن جثمان الرئيس الشهيد رئيسي سيوارى الثرى، اليوم الخميس قبل صلاة المغرب، بجوار مرقد الإمام علي بن موسى الرضا في مدينة مشهد بمحافظة خراسان الرضوية شرق البلاد، حسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا».

وأوضح منصوري، الذي يتولى رئاسة اللجنة المنظمة لمراسم تشييع شهداء الخدمة بأن موكب الجنازة سيصل صباح اليوم إلى محافظة خراسان الجنوبية لينطلق على أيدي المشيعين بدءاً من الساعة الثامنة صباحاً، وعزا أسباب اختيار محافظة خراسان الجنوبية كإحدى محطات التشييع، إلى تعلق الشهيد رئيسي بهذه المحافظة، وأيضاً اختياره عضواً في مجلس خبراء القيادة عن أهاليها.

وفي دمشق واصلت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمس ولليوم الثاني، استقبال وفود المعزين، وحضر نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية، إضافة إلى وزراء الداخلية والتنمية الإدارية والإدارة المحلية والبيئة ورئيس الاتحاد العام لنقابات العمال، وأكد المعزون في كلماتهم بسجل التعازي بأن الشهيدين رئيسي وعبد اللهيان كانا خادمين لشعبهما ووطنهما وتربطهما علاقة مميزة مع سورية، واستشهادهما خسارة كبيرة للبلدين والشعبين.

كما قدم واجب العزاء كل من محافظ القنيطرة، ورئيس جامعة دمشق، وعدد من رجال الدين وشيوخ القبائل، ووجهاء عشائر ووفود شعبية ورجال أعمال وممثلو مؤسسات واتحادات، وعدد من قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية بدمشق ومن أعضاء مجلس الشعب، وسفراء وممثلو البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن