ثقافة وفن

كورال سيدات النغم في قصر الثقافة بحمص … قدود وموشحات من عيون التراث الغنائي السوري

| عبد الحكيم مرزوق

قدم كورال «سيدات النغم» بقيادة المايسترو «بشر عيسى أمسية غنائية تراثية بعنوان «حلبيات»، ضمت باقة مميزة من القدود والموشحات الحلبية، بمشاركة عازفي التخت الشرقي: فادي تمور: ناي- عباس الربعوني: ناي- معتز خونده: عود، عبد الغني سفور: قانون- أحمد الشاعر: رق- طاهر رمضون: طبلة، رافقه جمهور كبير ملأ مسرح قصر الثقافة بحمص.

موشحات وقدود

وقد اشتمل برنامج الأمسية على مجموعة من الموشحات والقدود من عيون التراث الغنائي السوري التي اشتهر بها كبار المطربين السوريين من أمثال محمد قدري دلال وأمين الجندي وعبد الرحمن مدلل وعبد القادر حجار وصباح فخري وغيرهم.

بدأت الأمسية بموشح يمرُّ عجباً وهو من مقام الحجاز كار وكلمات فخري البارودي وألحان الشيخ عمر البطش، ثم موشح يا ذا القوام السمهري من مقام حجاز كار وألحان عمر البطش، وموشح كل ما فيك أرى حسن من مقام البيات، ثم وصلة من القدود الحلبية تضمنت: أه يا حلو يا مسليني، ع الهيلا، ياحنينة، يابو الزلف، كما قدمت فرقة الكورال موشح يا غزالاً باللواء متى من مقام الكريز وهو من كلمات محمد حلواني ومن ألحان عبد القادر حجار، وموشح قم يا نديم من مقام النهاوند ومن ألحان عمر البطش، ثم وصلة قدود من مقام الهزام اشتملت على: دير القدح، شك الألماس، مرمر زماني، وموشح بدت من الخدر من مقام البيات، وموشح حير الألباب كلمات وألحان عبد الرحمن مدلل، أعقبها وصلة قدود من مقام الحجاز وتضمنت: كنت فين، يا مايلة ع الغصون، هيمتني، نار الهجران، ثم موشح لم يكن هجري حبيبي من مقام الحجاز كار شعر ابن زيدون وألحان عبد القادر حجار واختتمت الأمسية بطقطوقة ابعتلي جواب من مقام البيات وهو من شعر حسام الدين الخطيب وألحان بكري الكردي.

أداء متقن أنعش ذاكرة الحضور

كانت الأمسية ممتعة تفاعل الجمهور مع فقراتها الغنائية الأصيلة كافة وذلك بسبب الأداء الجميل الذي قدمه كورال سيدات النغم والتناغم الذي أظهره مع الفرقة الموسيقية فكانت النتيجة أداء متقناً أنعش ذاكرة الحضور بالكثير من القدود والموشحات التراثية الأصيلة التي دخلت في وجدانهم وذكرتهم بهذا الموروث الأصيل وأهميته، وقد تخلل الفقرات تقديم (قائد الفرقة: بشر عيسى) لمحة عن القد أو الموشح ومؤلفه وملحنه وتسميتهما وبعض التفاصيل التي تخص تسمية القد والموشح، بالإضافة إلى الوقوف عند التساؤل الذي يطرح في بعض وسائل الإعلام وعند بعض المختصين: هل القد حمصي أم حلبي؟ وخلص إلى القول إن القد ظهر في حمص وغناه الحلبيون واشتهروا به.

وللموسيقا تمهيد

هذا وقد كان يسبق تقديم كل فقرة تمهيداً للبدء بها بعض تقاسيم الصولو لأحد أعضاء الفرقة يظهر فيها « العازف» مهاراته في العزف حسب المقام الذي سيأتي عليه القد أو الموشح، كما قدم قائد الفرقة تجربته في الأداء بصوتين اعتبرها نوعاً من التجديد في الأداء وذلك في موشح حير الألباب الذي كان بالفعل يعبر عن تجربة جديدة ومختلفة في تقديم الأغنيات التراثية.

متخصص في غناء التراث العربي

المايسترو بشر عيسى قائد الفرقة أوضح أن الكورال متخصص في غناء التراث العربي، ويهدف إلى إعادة إحياء التراث الموسيقي لبلاد الشام والمحافظة عليه وتكريس الغناء العربي باللغة الفصحى، وأشار إلى أن الكورال يعمل بتقنية جديدة تعتمد على تطبيق التدريبات الصوتية الغربية «الأوبرالية» على الحرف العربي لجمع الأصوات وتوحيدها والغناء بأسلوب عميق وجاد نحو تكريس ثقافة الغناء الجماعي.

إحياء الذاكرة

ذكرونا بالقدود والموشحات والأدوار التي «كدنا» ننساها.

الفنان مروان غريبة قال: ذكرونا بالقدود والموشحات والأدوار التي «كدنا» للأسف ننساها، والمستوى الذي قدم فيه مقبول.

إبراز دور المرأة العربية في الموسيقا

ومما يذكر أن كورال سيدات النغم تأسس في مدينة طرطوس عام 2022 من المايسترو بشر عيسى، وتم إطلاقه بعد سنة من التدريب في تشرين الثاني 2023، وكان الهدف من تأسيس كورال السيدات هو إبراز دور المرأة العربية في المشهد الثقافي والموسيقي العام، وإدخال ثقافة الكورال والغناء الجماعي بمفهومها المعاصر إلى الثقافة الفنية المحلية، وإعادة إحياء التراث الموسيقي الشامي (بلاد الشام) والعربي الأصيل الذي بدأ يندثر ويضمحل ويتراجع أمام السطحية والابتذال التي تسيطر على المشهد الفني العربي العام، بالإضافة إلى تكريس الغناء العربي بلغته الفصحى والأداء الأمثل والصحيح للحرف العربي وللحن الشرقي، الذي يعتمد في تقنيته على الاستفادة المثلى من الحنجرة البشرية لإخراج الأصوات بشكل أجمل وأصح وأجدى، والغناء بأسلوب موحد يحمل في طياته احتراماً لقدسية الصوت البشري، وتعاملاً خلاقاً مع الموسيقا.

يتألف الكورال من 35 سيدة من عمر 35 -55 عاماً من جميع أطياف الشعب السوري ومن مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية والعلمية والثقافية ( طبيبات، مهندسات، معلمات مدارس، محاميات، أستاذات جامعيات، موظفات وصاحبات أعمال حرة).

يتبع الكورال إلى جمعية أصدقاء الموسيقا في طرطوس التي تأسست عام 2016.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن