رياضة

هل سيبقى اتحاد السلة عاجزاً عن اجتثاث شغب الملاعب؟

| الوطن

يبدو أن بوصلة سلتنا الوطنية في هذه الفترة غير ثابتة في جهة معينة، ويبدو أنها لن تثبت طالما أن هناك مصالح ومحسوبيات لمصلحة هذا وذاك، وهي لن تشهد أي تطور بما أن المصالح الشخصية باتت شعارات مهمة للبعض، وإن كانت على حساب المصلحة العامة للعبة، وما نتكلم عنه حقيقة ملموسة وواضحة، وهناك فصول مسرحية نشهدها هنا وهناك هدفها كسب ود الجميع لكون الانتخابات اقتربت، ومن كان عدو الأمس يصبح بقدرة قادر صديق اليوم، وهكذا تجري الفصول على حساب مستوى أنديتنا ومنتخباتها وأنديتها بشكل عام.

ويبدو أن البحث في أسباب التراجع الغارقة به سلتنا يشبه كثيراً شبكة الصياد التي كلما زدت فيها البحث ازداد تورطك بها أكثر، بعيداً عن التفاصيل الفنية ووقائع الفوز والخسارة هنا وهناك، وإعداد المنتخبات الوطنية، ويبدو أن اتحاد السلة مازال مصراً على تعاطيه مع قضايا الشغب بالعصا نفسها من دون أن تكون هناك حلول جديدة وجذرية لاجتثاث جذور الشغب بشكل نهائي، حيث اكتفى الاتحاد بالغرامات المالية والإيقافات التي لم تأت بأي شيء مفيد، لا بل رفعت الحساسية بين الأندية.

حقائق وفصول

لم تمر مباريات المربع الذهبي لسلة المحترفين على خير ابتداء من سوء التنظيم الذي عاب تفاصيل أغلبية اللقاءات، وانتهاء بالشتائم التي عكرت صفوها وأعطت مؤشراً على أن جمهورنا مازال بعيداً عن الأخلاق الرياضية والتشجيع الحضاري، فلاعبو الوحدة في لقائهم مع نادي الجلاء طالهم في أثناء دخولهم وخروجهم من المشالح وإليها الكثير من الشتائم الخادشة للحياء التي نخجل ذكرها على صفحات جرائدنا الوطنية من دون أن يكون هناك أي حلول تساهم في رأب فتيل مشكلات نحن بغنى عنها، وكذلك الحال في لقاء النواعير والكرامة الذي أقيم في حماة وكيف توقفت المباراة ولولا تدخل بعض المحبين لحدث ما لا تحمد عقباه.

هذا غيض من فيض فوضى ما حصل في لقاءات الفاينال فور وسط صمت مريب من القائمين على اتحاد السلة الذين لم يتمكنوا من إيجاد الحلول الناجعة والممكنة لهذه المعضلة التي باتت تؤرق الجميع باستثناء فرض العقوبات والغرامات المالية.

أسباب ومسببات

مجدداً وكعادة مباريات كرة السلة في دورينا بات من الواجب عليك أن تتابعها من دون صوت، لأن موشحات الشتائم الممنهجة والسب الموجه والألفاظ النابية المعيبة أصبحت عنصراً من عناصر اللعبة التي ثبت أن الإجراءات الانضباطية لدى اتحاد كرة السلة أصبحت عاجزة عن وضع حد لها وقاصرة عن عقاب المسيئين، ولا زالت العقوبات الجماعية على الجماهير نهجاً مالياً، رغم أن عناصر التحريض الإلكتروني ومن هم على المدرجات لا يتجاوزون ربما العشرات، وفي أسوأ الحالات المئات، هذه الشرذمة من جماهير كل ناد طبعت الرياضة السورية في كرتي السلة والقدم بأنها منافسات بين الشاتم والقادح والطاعن وبأن البطولة في كل لعبة هي للجمهور الأكثر ابتكاراً لأبشع الكلمات النابية والقصائد الماجنة دون مراعاة للطابع الأسري وللحضور الرياضي.

كلما توجهت إلى جمهور بالعتاب يتهمك بالتحيز، ويذكرك بأنه جمهور المنافس شتمه سابقاً وشتم ناديه ومدينته، وهكذا عندما تنتقل إلى الضفة الأخرى، ولكل حجته بأن ما يتبجح به هو رد فعل على تبجح من سبقه، والسؤال هنا: متى ستنتهي هذه الممارسات الجاهلية؟ ومتى ستضع بسوس رياضتنا أوزارها، وهل سيبقى الثأر الشتائمي طقساً مطرداً حتى نصل لمكان لا عودة منه ونبكي على اللبن المسكوب.

أشياء معيبة

خجلنا أمس القريب ونحن نسمع في مدينة الطرب بعض جماهيرها يطرب بشتم الأعراض والتغني بذكر ألفاظ لا يستخدمها إلا المسيئون، وكذلك كان الأمر عندما صدح البعض في صالة الفيحاء بعبارات لا تليق بعراقة وتاريخ دمشق وسلوك أهلها، الشرذمة المسيئة من كل ناد منبوذة مع عقلائه ولكن ضجيج القدح والشتم يعلو على صوت الحكمة والعقل.

خجلنا أمس عندما شاهدناه أحد نجوم نادي الوحدة يرسل إشارة معيبة وغير أخلاقية بيده لجمهور حلب، خجلنا كثيراً عندما تكثر الاعتراضات على صافرات حكام مباراة النواعير والكرامة، لكن خجلنا الأكبر في أن تبقى حلول الاتحاد عاجزة وقاصرة عن إيجاد الحلول الناجعة لفتيل الشغب في صالاتنا وملاعبنا.

خلاصة

إذا كان اتحاد السلة غير قادر على تصفية الأجواء بين جماهير الأندية فليخرج ويعلنها على الملأ، وحينها لابد من البحث عن حلول في مكان آخر.

من يفشل أيها السادة في امتحان الابتدائية لا يمكن أن ينجح في امتحان الثانوية، ومن يفشل بتنظيم دوري من دون منغصات، لا يمكن أن ينجح في الأمور الأعظم.

ولمن يظن بأن الفساد هو فساد الرشوة والاختلاس والمصالح الشخصية فهو واهم، فالوجه الآخر للفساد هو تولية الأمور لغير أهلها‌، فعلاً صدق من قال: ما أسهل الكلام وما أصعب العمل!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن