اعتبرت تحرير جنوب لبنان و«طوفان الأقصى» مؤشرين لقرب زوال الاحتلال … المقاومة تنشر صوراً لقتلى إسرائيليين وتستهدف دبابات العدو بجباليا
| وكالات
نشرت كتائب القسام مقطع فيديو موجهاً إلى عوائل الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، قالت فيه: إن هذا ما يفعله الجيش «بأبنائكم بأوامر من نتنياهو»، وتضمن الفيديو صوراً لأسرى إسرائيليين مقتولين بفعل الغارات الإسرائيلية، من دون ذكر أسمائهم، في حين أكدت لجان المقاومة في فلسطين أن تحرير جنوب لبنان ومعركة «طوفان الأقصى» إشارات لقرب زوال كيان الاحتلال من الوجود.
وحسب موقع «المنار»، أضافت القسام في المقطع المصور متوجهة إلى عوائل الإسرائيليين: «جيشكم بأوامر من نتنياهو أهان كرامتهم أحياء وأموات»، وتضمن الفيديو صوراً لأسرى صهاينة مقتولين بفعل الغارات الإسرائيلية، من دون أن تذكر أسماءهم.
وواصلت المقاومة الفلسطينية تصديها للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ232 على التوالي، واستهدفت كتائب القسام دبابتين للاحتلال من نوع «ميركافا4» بقذيفتي «الياسين105» في محيط مسجد الإمام علي شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة، كما تمكن مجاهدو القسام من قنص جندي صهيوني ببندقية «الغول» القسامية في منطقة المشروع شمال شرق معسكر جباليا شمال القطاع.
كذلك، فجّر مجاهدو القسام منزلاً مفخخاً في قوة خاصة للعدو بجوار عمارة حبوب في مخيم جباليا شمال القطاع، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح، كما فجر مقاتلو القسام عبوة «رعدية في قوة من جنود الاحتلال قرب عين نفق شرق مخيم جباليا شمال القطاع وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
وبعد عودتهم من خطوط القتال، أبلغ مجاهدو القسام عن استهداف دبابة «ميركافا 4» بقذيفة «الياسين 105» خلف مدارس أبو زتون واستهداف دبابة «ميركافا 4» أخرى بقذيفة «الياسين 105» على مفترق البرعي بمخيم جباليا شمال القطاع.
وعرض الإعلام العسكري لسرايا القدس مشاهد من قصف مغتصبة «سديروت» برشقات صاروخية، وأكدت أن القصف تم من مناطق التوغل الإسرائيلي في شمال القطاع، كما استهدفت بصاروخ موجه من نوع (107) تجمعاً لجنود وآليات العدو المتوغلة في منطقة تبة زارع شمال شرق مدينة رفح.
ووزعت السرايا مشاهد لقنص جندي إسرائيلي في محور نتساريم جنوب حي تل الهوا، وبات العدوان على قطاع غزة يؤثر بشكل بالغ في جيش الاحتلال وجنوده، في ظل تراجع مخزون الذخيرة ونقص المعدات العسكرية، وبشكل أكبر في ظل الإصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين وتراجع معنوياتهم، وفقاً لمحللين عسكريين صهاينة.
وأفاد المحلل العسكري عمير ربابورت في صحيفة «ماكور ريشون»، بأن كمية الدبابات بحوزة جيش الاحتلال حالياً هي أقل من نصف الدبابات التي كانت لديه قبل عشر سنوات، وأقل بكثير من «الخط الأحمر» الذي رسمته هيئة الأركان العامة، موضحاً أن «الجيش الإسرائيلي هو جيش صغير جداً قياساً بالمهمات التي يتعين عليه مواجهتها في الجبهات المختلفة».
إضافة إلى ذلك وفقاً لربابورت، قُتل مئات الجنود والضباط في الحرب الحالية، كما أن عدد الجنود المصابين كبير، ويوجد حالياً 10 آلاف جندي معاق وكثيرون بينهم شُخصوا بأنهم «مرضى نفسيون»، مردفاً بالقول إن: «التراجع الجسدي والنفسي للجنود، وخاصة في القوات النظامية والنقص الكبير بالضباط، يقلق جداً قيادة الجيش الإسرائيلي».
وتطرق المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل إلى أن الحرب على غزة تمتد لفترة طويلة «من دون أن ينهي الجيش الإسرائيلي تحقيقات الحرب المركزية ومن دون أن يغادر المسؤولون المركزيون عن الأخطاء فيها صفوف الجيش أو يُقالوا من الخدمة».
وأضاف: إن «جميع المسؤولين اعترفوا بالإخفاقات في مرحلة مبكرة، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون هاليفا ترجم ذلك بالاستقالة، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو برفضه المطلق الاعتراف بالمسؤولية عن الإخفاق، تفوق على جميع زملائه، لكن لا يمكن التحدث إلى الأبد عن المسؤولية كمسألة فلسفية- نظرية، من دون دعم ذلك بفعل ما».
وحسب هرئيل، فإن «هذه الشكوك تتغلغل إلى داخل المؤسسة العسكرية وإلى جميع المستويات، بدءاً من الجنرالات الذين يشعرون ببعد واغتراب عن زملائهم في هيئة الأركان العامة ورئيس أركان الجيش نفسه، وحتى قادة الكتائب والسرايا في الخدمة العسكرية الدائمة الذين يتزايد بينهم عدد الذي يطلبون تسريحهم إثر تراجع المعنويات بسبب الحرب الطويلة».
بدوره، لفت الباحث في «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة «تل أبيب» وعضو «الكنيست» السابق عوفر شيلح إلى أن المشاهد والتقارير حول الحرب على غزة «تعيد إلى الذاكرة العام 1983، وهو العام الذي بدأ فيه الجيش الإسرائيلي بالغوص في الوحل اللبناني»، وتوقع أن «الأعباء على قوات الاحتياط، وخاصة على خلفية الخلافات المتصاعدة في المجتمع الإسرائيلي حول أهداف الحرب، ستؤثر سلباً في أداء الجيش».
وحسب وسائل إعلام فلسطينية، أكدت لجان المقاومة في فلسطين أمس السبت، أن انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان وما تلاه من انسحاب إسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، ومعركة «طوفان الأقصى» و«الثورة العالمية لأحرار العالم لنبذ الكيان الإسرائيلي وقادته النازيين وملاحقتهم ومقاطعتهم ومحاسبتهم على الأصعدة كافة»، ما هي إلا مقدّمات وإشارات بقرب زوال هذا الكيان من الوجود.
وشدّدت لجان المقاومة في ذكرى عيد المقاومة والتحرير في لبنان على أن الشعب الفلسطيني سيستمر بمقاومته وصموده الملحمي، بدعم ومساندة من جبهات المساندة كافة لقوى محور المقاومة، وفي مقدّمتها حزب اللـه حتى تحقيق النصر.
وفي هذه المناسبة التي تأتي هذا العام «في ظل قوافل الشهداء التي تقدّمها المقاومة في لبنان على طريق القدس»، هنّأت اللجان الشعب اللبناني وحزب اللـه وقيادته، وفي مقدمتهم الأمين العام حسن نصر الله، ووصفت عيد المقاومة والتحرير بـ«المحطة المفصلية والمهمة في تاريخ الأمة»، التي شكّلت إلهاماً ودافعاً أساسياً للشعب الفلسطيني ومقاومته على المضي قدماً في مقاومة الاحتلال.
ودعت لجان المقاومة في فلسطين أبناء الأمة وكل الأحرار في العالم إلى تصعيد فعاليات التضامن والإسناد للشعب الفلسطيني ومقاومته رفضاً لجرائم الإبادة والقتل والتطهير العرقي التي يرتكبها الاحتلال بحق الأطفال والنساء والأبرياء في قطاع غزة على وجه الخصوص.
وتأتي الذكرى هذا العام، فيما تخوض المقاومة في لبنان الملاحم البطولية إسناداً لغزة ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى اللبنانية، وسط اعتراف واضح من جيش الاحتلال بفشل الردع أمام حزب الله، والخشية الواسعة من توسّع نطاق الردّ، ناهيك عما حلّ بالمستوطنات الشمالية الحدودية مع لبنان وإجلاء أكثر من 250 ألف مستوطن وتحوّلها إلى «مدن أشباح» باعتراف الإعلام الإسرائيلي.