عربي ودولي

المناخ السياسي بإيران يتجه نحو الانتخابات الرئاسية وبدء تسجيل المرشحين الخميس … الخامنئي: التشييع المهيب للشهداء أثبت تمسك الشعب بمبادئه

| وكالات

اعتبر قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي: أن التشييع المهيب للشهداء الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهما، أثبت أن الشعب الإيراني حيّ، على حين أعلنت لجنة الانتخابات في إيران بدء تسجيل المرشحين للانتخابات الرئاسية اعتباراً من الـ30 من أيار الجاري، على خلفية استشهاد رئيسي وشغور منصبه.
وشدّد الخامنئي لدى استقباله عوائل الشهداء على أن هذا التشييع أثبت للعالم عملياً، كم أن الشعب في إيران وفيٌ لرئيس جمهوريته ولكل من يجسّد مبادئ الثورة الإسلامية، وقال إن أبرز ميزات هؤلاء الشهداء هو العمل والخدمة من أجل الشعب، إلى جانب التمتع بالجماهيرية، مضيفاً إن شرح الخدمات التي قدمها كل من الشهيدين رئيسي وأمير عبد اللهيان في الجبهتين الداخلية والخارجية «قصة طويلة»، حسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا».
وأشار قائد الثورة الإسلامية في إيران إلى أن الشهيد رئيسي «كان يعمل ليل نهار ولم يكن يعرف التعب أبداً»، وأقيمت أمس السبت، مراسم تأبين شهداء الخدمة: الرئيس إبراهيم رئيسي والوزير حسين أمير عبد اللهيان وإمام جمعة تبريز السيد محمد علي الـهاشم ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي ومسؤول فريق حماية رئيس الجمهورية وطاقم الهليكوبتر، في مسجد الإمام الخميني، بحضور الخامنئي.
وبتشييع مليونين من الشعب الإيراني ومن الوافدين من مختلف الدول، ودّعت إيران على أيام شهداء حادثة المروحية التي سقطت في محافظة أذربيجان الشرقية ضمن مراسم تشييع مهيب، انطلقت من تبريز إلى قم، فالعاصمة طهران، وصولاً إلى المثوى الأخير لكل شهيد.
وفي قم كانت محطة الشهداء في مقام السيدة المعصومة، وبعدها انطلق التشييع الشعبي في شوارع المدينة وصولاً إلى مسجد جمكران، وفي طهران أدى الخامنئي صلاة الجنازة على الجثامين في مصلى الإمام الخميني في جامعة طهران.
وكانت محافظة خراسان المحطة الأخيرة من مراسم تشييع الشهيد رئيسي، قبل أن يُوارى الثرى في مشهد مسقط رأسه، ويدفن داخل حرم الإمام الرضا، في حين كانت طهران المحطة الأخيرة لتشييع الشهيد أمير عبد اللهيان، حيث بدأ في مبنى وزارة الخارجية في العاصمة الإيرانية طهران، قبل أن يُدفن في مثواه الأخير في مقام السيد عبد العظيم الحسني.
واستُشهد الرئيس الإيراني ووزير خارجيته ورفاقهما الأحد، في حادثة تحطّم مروحية كانت تقلّهم إلى أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران، لدى عودتهم من مراسم افتتاح سد مائي عند الحدود بين إيران وأذربيجان، حيث افتتح رئيسي مع نظيره إلهام علييف، سد «قيز قلعة سي» المشترك على نهر آراس.
في الغضون، أعلنت لجنة الانتخابات في إيران أن تسجيل المرشحين للانتخابات الرئاسية سيبدأ يوم الخميس المقبل حسب وكالة «تسنيم» الإيرانية التي أفادت أنه بموجب القانون كان من المفترض إجراء الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة في حزيران من العام المقبل، وبعد انتهاء فترة الحكومة الثالثة عشرة ومدتها أربع سنوات لكن بسبب وقوع حادث الطائرة المروحية التي كانت تقل رئيسي ورفاقه واستشهادهم، ستقام الانتخابات قبل الموعد المحدد.
وجاء في بيان لجنة الانتخابات: في مساء 30 من أيار يبدأ تسجيل المرشحين للانتخابات الرئاسية وتستمر هذه العملية حتى الثالث من حزيران المقبل، بعد ذلك يبدأ مجلس صيانة الدستور عملية مراجعة تأهل المرشحين خلال سبعة أيام، وفي الحادي عشر من الشهر ذاته سيتم إعلان أسماء المرشحين ونشرها من وزارة الداخلية.
وأشار البيان إلى أنه «في الفترة من 12 حزيران وحتى 26 منه تبدأ الحملات الانتخابية للمرشحين، وقبل يوم واحد من الانتخابات، أي في السابع والعشرين من حزيران يبدأ الصمت الانتخابي لتجرى الانتخابات في 28 من الشهر ذاته، وإذا تم تمديد الانتخابات إلى جولة ثانية، فإن الجمعة التالية أي 5 تموز، ستشهد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
ووفقاً للمادتين 131 و132 من الدستور في حالة وفاة الرئيس أو إقالته أو استقالته أو غيابه أو مرضه لمدة تزيد على شهرين أو في حالة انتهاء مدة الرئاسة ولم ينتخب الرئيس بسبب معوقات طرأت أو غير ذلك من الأمور، يتولى النائب الأول للرئيس أو بموافقة القيادة صلاحياته ومسؤولياته، ويتم تشكيل مجلس يضم رئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية والنائب الأول للرئيس ويكون ملزماً باتخاذ الترتيبات اللازمة لانتخاب رئيس جديد خلال مدة أقصاها 50 يوماً.
وحسب وكالة «تسنيم»، فإن المعلومات تشير إلى بدء التيارين الإصلاحي والمعتدل نشاطهما الجاد للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة وأفادت باتجاه المناخ السياسي في إيران نحو الانتخابات الرئاسية بشكل لافت، وحسب الأنباء المتداولة عن اجتماع جبهة الإصلاحات الإيرانية يوم أول من أمس كراعية للنشاط السياسي والانتخابي للإصلاحيين تشير إلى أن قادة هذه الجبهة السياسية، على عكس الانتخابات البرلمانية التي أقيمت في آذار التي لم يشاركوا فيها بفعالية، فإنهم مصممون هذه المرة على النشاط الانتخابي، ولهذا السبب سينعقد اجتماع جبهة الإصلاحات غداً لبحث كيفية المشاركة في الانتخابات الرئاسية.
وإلى جانب جبهة الإصلاح، بدأت بعض الأحزاب الإصلاحية بما في ذلك حزب نداء الإيرانيين، أنشطتها الانتخابية رسمياً، وحسب معلومات «تسنيم» فإن من بين المرشحين البارزين لتيار الإصلاحات، يبدو من المحتمل وجود شخصيات مثل محمد رضا عارف النائب الأول لرئيس إيران سابقاً وعبد الناصر همتي محافظ البنك المركزي الإيراني سابقاً.
كما تشير بعض المعلومات وفق «تسنيم» إلى أنه، خلافاً للتكهنات واستطلاعات الرأي التي كثرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، ليس لدى محمد جواد ظريف وزير الخارجية السابق ومحمد جواد آذري جهرمي وزير الاتصالات السابق أي نية للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم أنه ليس من الواضح ما سيحدث في الأيام المقبلة.
إضافة إلى ذلك، فإن التكهنات القادمة من التيار المعتدل تشير أيضاً إلى أن علي لاريجاني رئيس البرلمان السابق راغب في المشاركة في انتخابات هذه الدورة، لكن عقب لقاء أجراه مع أحد الأحزاب، يبدو أنه ربط ترشحه عن هذا التيار بتلبية شروط معينة من التيار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن