رياضة

متى يكون لنا عرسنا الكروي؟

| غانم محمد

شعرت لوهلةٍ يوم الجمعة الفائت وكأن منتخبنا هو من تأهل للنهائيات الأولمبية فتمّ تبادل التهاني بتأهل منتخب العراق وعلت أصوات المديح والثناء وكان عرساً كروياً سورياً قد حدث فعلاً!
القسم الأكبر من جمهورنا يشجع المنتخبات العراقية ربما لأنها شريكتنا في المعاناة وربما بحكم المتاخمة الجغرافية وربما بحكم معرفتنا بها واختلاطنا معها وحضور قسم كبير من لاعبينا في الملاعب العراقية.
لكن على ما أعتقد فإن السبب الرئيسي هو حرماننا الطويل من أي فرحة كروية (عليها القيمة)، واختلطت في فرحة الجمعة الرياضة بالسياسة ولهذا السبب بالغنا بالتهليل للإنجاز العراقي بحضوره ممثلاً لعرب آسيا في أولمبياد ريو دي جانيرو!
يبدو أن ما يسمونه (دوري المحترفين) كثير علينا، ولذلك عندما نتابع مباراة منه وعلى مدار تسعين دقيقة نرى نقلتين أو ثلاثاً نفرح ونقول إن هذا الدوري يتطور.
ويا حرام على تواضع أحلامنا الكروية وعلى بساطتنا، والأنكى من هذا كله أن من يقترب من العمل الكروي بملاحظة عابرة أو بنقد بناء فقد يُعتبر مخرباً وضبابياً وسوداوياً أو..
المكاشفة مطلوبة لا من أجل محاسبة أحد وإنما من أجل حلحلة واقعنا الكروي والسير قدماً ولو بسرعة السلحفاة، فالمهم ألا نتراجع وبأحسن الحالات ألا نراوح في المكان فقد سئمنا التنظير والتشخيص وتقاذف المواقف وتضارب الرؤى والغرق في وحل الكلام ومستنقع التصريحات المكررة والمضحكة في بعض الأحيان!
اقتنعنا لفترة معينة أن مجرد الاستمرار بالدوري هو نجاح للمؤسسة الكروية، لكن عندما تعجز هذه المؤسسة عن تطبيق ما تتعهد به ويصبح دورينا من عشرين فريقاً وسيصبح من اثنين وعشرين نادياً ولا تعرف هذه المؤسسة كيف تضبط هذه المسألة ولا تعرف كيف تطلق بطولة الفئات العمرية ولو على مستوى كل تجمّع جغرافي أو على مستوى كل محافظة فمن الطبيعي أن تسمع ما تسمع من نقد لاذع ومن رفض لكل ما يجري كروياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن