رياضة

احتفاءً بيوم الأرض معرض فني في المركز الثقافي الروسي … سوخوف لـ«الوطن»: نقف إلى جانب التشكيليين الفلسطينيين للتعبير عن الهمّ الفلسطيني

| مصعب أيوب

معرض فني للوحات تعبق بالألم وروح المعاناة الفلسطينية ويعج بعضها بنور متقد يبعث الأمل في نفوس الأجيال مبرهناً أن النصر آت وأن الأرض عائدة لا محالة، احتضنها المركز الثقافي الروسي بدمشق مساء السبت بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين _فرع سورية_ ضمن احتفالية يوم الأرض.

رسالة سياسية وإنسانية

في تصريح لـ«الوطن» أفاد د. نيكولاي سوخوف بأن روسيا منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي كانت ولا تزال تدعم الحق الفلسطيني وتنصره في سبيل الاستقرار وتحرير الأرض وتأسيس الدولة المستقلة، مبيناً أن روسيا والاتحاد السوفييتي سابقاً قد دعما القضية الفلسطينية سياسياً وشعبياً وثقافياً وفي مختلف الميادين والمحاور.

وتابع: نحن مهمتنا في المركز أن نتيح الفرصة والمجال لهؤلاء الفنانين التشكيليين الفلسطينيين المقيمين في سورية الذين حملوا الهم الفلسطيني على عاتقهم للتعبير عن شعورهم ومآسيهم وآمال الشعب الفلسطيني للعودة، وتأتي أهمية هذا المعرض من كونه يساعدنا في إرسال رسالة سياسية وإنسانية، وأيضاً لنجذب الشعب السوري من أجل تجديد الوعي حول الحق الفلسطيني، ولاسيما أن جزءاً كبيراً من التكوين السوري هو من الفلسطينيين الذين باتوا منتشرين في الأراضي السورية كافة، وبالتالي فنحن علينا أن ندعمهم بكل الوسائل لكي يصل صوتهم ورسالتهم بأي طريقة.

أرض العطاء والجمال

في سياق متصل أكد الفنان محمود خليلي الذي شارك بلوحتين اثنتين أن الفنان الفلسطيني حالياً لم يعد يحتفل بيوم واحد فقط وهو يوم الأرض المعروف بـ30 آذار بحيث أصبحت جميع الأيام بالنسبة للشعب الفلسطيني هي يوم الأرض، لأن الأرض هي العطاء والجمال وهي تأكيد على حقنا التاريخي بهذه البقعة من الأرض، وما يجري في غزة الآن هو نوع من أنواع التمسك بالأرض، وكل هذه القافلة من الشهداء معظمها من الأطفال الذين بلغ عددهم نحو 80 ألف جريح، جميعهم استبسلوا في الدفاع عنها، وبالتالي هذه الأرض بالنسبة لنا مهما تصدعت ومهما حصل فيها من الخراب نتيجة وحشية العدو الصهيوني ستبقى ثابتة ويبقى المقاتل والإنسان الفلسطيني عليها ثابتاً مرفوع الرأس لا يمكن أن ينحني.

وبيّن الممثل الفلسطيني أن العمل التشكيلي من الصعب فك رموزه، بحيث أنه في اللوحة التشكيلية يرسم حالة من الممكن ألا يكون الفنان قادراً على الحديث عن تفاصيلها، إذ إنها حالة تختلط فيها وجهة النظر مع المشاعر والأحاسيس، فالمشاعر هي التي تعبر وتقود الفنان ومن ثم يمسك مفتاحاً أو فكرة وتروح المشاعر على سطح اللوحة بقيادته وتوجيهه.

كما توجه خليلي بالشكر للمركز الثقافي الروسي الذي احتضن لوحات هؤلاء الفنانين الفلسطينيين، ولاسيما أن الفنان كل ما يريده وجود منبر يقول كلمته من خلاله وها هو المكان اليوم يعد قناة ينطلق منها إلى العالم، وإن لم يعرض العمل ولم يظهر للعلن فلا قيمة له والعمل الفني رسالة والرسالة لا بد أن تصل إلى المتلقي.

قضية محورية

وعن مشاركته في المعرض يفيد الفنان موفق السيد أن المشاركة في معارض كهذا تعد هاجساً بالنسبة للفنان الفلسطيني بحيث لا بد للفنان التشكيلي الفلسطيني من الحضور وترك بصمة في هذا اليوم، وبالتالي نحن نتأهب دائماً لتقديم قضيتنا في هذه الاحتفاليات وألا ندعه يمر مرور الكرام.

وحول الأعمال الثلاثة التي شارك بها يوضح السيد أن العمل الأول يتجلى فيه مفتاح العودة الذي تحرسه حمامة السلام وفي العمق مجسم للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، فهو أقرب ما يكون للعمل البصري ويحمل حافزاً مهماً يتجلى في حق العودة.

وفيما يخص العمل الثاني يخبر السيد أنه يحمل بعض القسوة لأنه يحمل مأساة ومعاناة الفلسطينيين، مجسداً ذلك في كثير من رموز الدمار والسماء التي تغطي اللوحة والجثامين التي تعلو نحو السماء فتتلقفها بالورود، مؤكداً أن الشهيد لابد له من الخلود في مكان أكثر أمناّ وأماناً وطمأنينة وهو السماء.

وفي العمل الثالث جسد الطوفان القائم بين العرب وإسرائيل منذ الأزل وليس طوفان الأقصى فحسب، بحيث أن الطوفان الأساسي بدأ منذ عام 1947 وما قبل.

صاحب فكر

وقد شارك في المعرض الفنان علي جروان الذي أخبرنا أن المشاركة في المعرض تمثل رسالة الفلسطينيين وقضيتهم وحلمهم، مشيراً إلى أن أي فنان تشكيلي فلسطيني شريف معني بالقضية الفلسطينية شاء أم أبى، وإلا فإن هناك مشكلة كبيرة، لأن الفنان لا بد أن يكون صاحب قضية ورسالة ويسعى إلى نشرها، بحيث أن الشعب الفلسطيني اليوم يحقق انتصارات كبيرة على أرض الواقع ويقف شامخاً في وجه الوحشية والممارسات القذرة والانتهاكات الإسرائيلية ولا بد من توثيق ذلك ونقله للخارج.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن