وصفته بالصفعة الكبيرة لنتنياهو.. والاحتلال قلص حجم قواته شرق رفح … المقاومة تأسر جنوداً للعدو بكمين محكم في جباليا وتقصف «تل أبيب» بالصواريخ
| وكالات
في اليوم الـ233 لعملية «طوفان الأقصى»، واصلت المقاومة الفلسطينية تنفيذ عمليات وكمائن نوعية في تصديها لقوات الاحتلال عند المحاور كافة، في حين أكدت حركة «حماس»، أن عملية كمين جباليا تعد واحدة من العمليات البطولية، وتأتي في إطار الرد الطبيعي والمشروع في مواجهة المجازر التي يتعرض لها قطاع غزة والشعب الفلسطيني.
وفي التفاصيل، قصفت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس «تل أبيب» برشقة صاروخية كبيرة رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين، ودوت صافرات الإنذار في أكثر من ٥٠ مدينة وبلدة منها «تل أبيب»، بيتح تكفا، وهود هشارون، وأقرت قوات الاحتلال بوقوع إصابات في مدينة هرتسليا.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن صافرات الإنذار دوت حتى جنوب نتانيا وهي مناطق تبعد ١٠٠ كيلو عن شمال غزة وأكثر من ١٣٠ كيلومتراً عن جنوب غزة، وادعت إذاعة جيش الاحتلال اعتراض 10 صواريخ «على الأقل» بعد تفعيل صافرات الإنذار في تل أبيب.
وقال محللون إسرائيليون: إنه بعد إطلاق الصواريخ على مركز الكيان، فقد حان الوقت لمناقشة إنهاء الحرب، وإبقاء القدرات في أيدي حماس، وإبقاء حماس نفسها في قطاع غزة.
وبعد عودتهم من خطوط القتال، أبلغ مجاهدو القسام عن تمكنهم من استهداف 5 دبابات إسرائيلية وجرافتين عسكريتين وناقلة جند بقذائف «الياسين 105» و«تاندوم» وعبوات «شواظ» والعمل الفدائي في منطقة «بلوك 2» وشارع الداخلية بمخيم جباليا شمال القطاع.
كما أبلغ مقاتلو القسام عن تفجير دبابة إسرائيلية من نوع «ميركافا» بعبوة «شواظ» في محيط مسجد الأنصار شرق معسكر جباليا شمال القطاع، واستهدفوا قوات العدو المتموضعة في محور «نتساريم» بصواريخ «رجوم» قصيرة المدى من عيار 114ملم، كما دكت القسام قوات العدو المتوغلة في حي القصاصيب بمخيم جباليا بقذائف الهاون من العيار الثقيل.
وأفاد الإعلام العسكري لكتائب القسام، بأنه تم استهداف دبابة «مركافا 4» بقذيفة «الياسين 105» في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع، ووزع مشاهد من التصدي لآليات وجنود العدو في محاور التقدم بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.
ومن جانبها، وزعت سرايا القدس مشاهد من استهداف تجمع لآليات العدو بعدد من عبوات «أبابيل» المقذوفة شرق مخيم جباليا، إذ خاض مجاهدو السرايا اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع مع جنود وآليات العدو في محور التقدم في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وقصفت مغتصبات غلاف غزة برشقة صاروخية، وعرض الإعلام العسكري لسرايا القدس، مشاهد من استهداف قاعدة «أوفاكيم» العسكرية برشقة صاروخية.
على صعيد المعارك البرية، أقرّت وسائل إعلام إسرائيلية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قلص قواته في العملية شرق رفح، مشيرةً إلى أن لواء «غفعاتي» خرج من المدينة، صباح أمس الأحد، وجاء تقليص الاحتلال لقواته شرق رفح، على وقع عمليات المقاومة في الشمال والجنوب ضد جنود الاحتلال.
بدوره، أكد مراسل «الميادين» في غزّة أن المقاومة الفلسطينية تتصدى لمحاولات قوات الاحتلال التوغل في تبة زارع شمالي شرقي مدينة رفح، جنوبي القطاع.
وبشأن الخسائر التي يتكبّدها جيش الاحتلال في صفوف جنوده، أكد الإعلام الإسرائيلي أن مقدماً في الاحتياط، وقائد «كتيبة 6828» من لواء «بيسلاح»، أصيب بنيران قناصّة جراء المعارك التي تخوضها المقاومة الفلسطينية في المناطق الشمالية من القطاع، وأوضح أن المقدّم الذي أصيب، هو إيتمار إيتام، ابن العميد احتياط آفي إيتام، وهو عضو كنيست سابق ورئيس حزب «المفدال» وهو حزب للمتدينين الصهاينة.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن موضوع القناصين يزعج الجيش جداً، مشيرة إلى أن «حماس كثّفت من استخدامها، وتحديداً في المناطق التي تعمل فيها القوات بشكل مكثّف».
إلى ذلك أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة عن عملية أسر لجنود من جيش العدو الإسرائيلي في عملية مركبة نفذت أول من أمس السبت في مخيم جباليا بقطاع غزة، ولفت إلى أن هذه العملية النوعية أسفرت عن قتل وجرح وأسر كل جنود القوة الصهيونية التي تم استدراجها إلى أحد أنفاق.
وحسب موقع «المنار»، أكد أبو عبيدة في كلمة متلفزة فجر أمس الأحد «مجاهدونا مستمرون في تلقين الاحتلال الإسرائيلي الدروس في محاور القتال»، مضيفاً: «حكومة العدو تستمر في سياستها العمياء العبثية في الانتقام والتدمير، وحكومة العدو تنتقل من إخفاق إلى فشل».
ولفت أبو عبيدة إلى أن «قوات الاحتلال الإسرائيلي تنبش بحثاً عن رفات أسراها لأجل مكائد نتنياهو الشخصية»، وأضاف «مستمرون في مواجهتنا للعدو الإسرائيلي في كل شارع وحي ومدينة ومخيم في قطاع غزة وسنكشف عن تفاصيل جديدة لهذه العمليات»، وشدد على أن «كل يوم يمضيه العدو الإسرائيلي في عدوانه على شعبنا وأهلنا سيكون له ثمنه الباهظ والكبير».
وأوضح أبو عبيدة تفاصيل العملية المركّبة، إذ استدرج المجاهدون خلالها قوة إسرائيلية إلى أحد الأنفاق في مخيم جباليا، وأوقعوها في كمين داخل هذا النفق وعلى مدخله، وأضاف إن مجاهدي القسّام اشتبكوا مع أفراد هذه القوة من مسافة صفر، ومن ثم هاجموا بالعبوات قوة الإسناد التي هرعت إلى المكان وأصابوها بشكل مباشر.
وتابع أبو عبيدة: إن المجاهدين «انسحبوا بعد تفجير النفق المستخدم في هذه العملية، بعد أن أوقعوا جميع أفراد هذه القوة بين قتيل وجريح وأسير، وسيطروا على العتاد العسكري لها».
وابتهاجاً بالعملية النوعية التي أعلن عنها أبو عبيدة، عمّت الفرحة مختلف مناطق قطاع غزة وأيضاً مناطق الضفة الغربية المحتلة، كما عبر الشعب الفلسطيني في مخيمات اللاجئين في لبنان عن هذه الفرحة عبر إطلاق أصوات مكبرات الصوت بالحمد والتكبير وأيضاً تم إطلاق المفرقعات.
في غضون ذلك، قال مسؤول العمل الجماهيري في حركة حماس محمد أبو طربوش: إن «عملية كمين جباليا تعد واحدة من العمليات البطولية، وهي تأتي في إطار الرد الطبيعي والمشروع في مواجهة المجازر التي يتعرض لها قطاع غزة والشعب الفلسطيني».
وأضاف أبو طربوش في حديثه لإذاعة «سبوتنيك»: إن «كتائب القسام» (الجناح العسكري للحركة) لا تزال تقوم بعملها على أكمل وجه في شمال القطاع خلافاً للتصريحات الإسرائيلية بأنه تم تفتيت وحدات حماس العسكرية.
وفيما يتعلق بالنفي الإسرائيلي، أجاب أبو طربوش بأن «وسائل الإعلام تعلم أن ما تعلنه كتائب القسام يكون مؤكداً وموثقاً وقد تم نشر جزء من العملية في جباليا بالفعل».
وأوضح أن «كل الأمور في غزة ستختلف بعد كمين جباليا عما قبله، وأنه كان على إسرائيل أن تنتهز الفرصة التي قدمتها لها حماس وأن تذهب في عملية التفاوض»، مضيفاً: «لكن تعنت نتنياهو ورهانه على القدرة على تغيير المعطيات على أرض الواقع عقدت المشهد».
ورأى أبو طربوش أن إسرائيل ستشهد المزيد من التظاهرات بعد كمين جباليا، مؤكداً أن «نتنياهو تلقى صفعة كبيرة»، وعن احتمال استخدام الأسرى الجدد الذين أعلنت عنهم «كتائب القسام» في محادثات مقبلة، أفاد أبو طربوش بأن «هذا الأمر لم يُناقش بعد على مستوى الأطر القيادية لحماس، لكنه بطبيعة الحال يدعم موقف الحركة».