شؤون محلية

«المياه» تحمّل المسؤولية للكهرباء ونقص مصادر الطاقة … قرى القدموس في ريف طرطوس مازالت عطشى فمتى الحل؟ … مدير «المياه»: نعمل وفق رؤية مدروسة ليكون الصيف مقبولاً بتأمين مياه الشرب

| طرطوس- هيثم يحيى محمد

تلقت «الوطن» منذ الشهر الماضي حتى الآن وبشكل شبه يومي شكاوى من ريف محافظة طرطوس بشكل عام وريف القدموس وبانياس بشكلٍ خاص حول نقص المياه والعطش وبقاء المواطنين في الكثير من القرى من دون مياه للشرب لمدة تزيد على الشهر وبعضها تصل إلى خمسين يوماً.

هذا الواقع الذي يسبق الصيف الحار جعل المواطنين يشعرون بالخوف من أن وضع مياه الشرب في الصيف القادم وما بعده سيكون سيئاً جداً تحت حجج مختلفة يسمعونها من هنا وهناك بعضها يتعلق بانقطاع الكهرباء شبه التام وقلة المحروقات، وبعضها بالأعطال الفنية والإصلاحات المكلفة جداً والاعتمادات الضعيفة، والقسم الثالث بالعمال والمراقبين والفنيين في عدد من المشروعات.

من جهته أكد مدير عام مؤسسة المياه تكليفاً عماد ديوب أن المؤسسة تقوم على الرغم من محدودية مصادر الطاقة بالعمل لتحسين واقع مياه الشرب على كامل رقعة المحافظة، مبيناً أنه على الرغم من الظروف الحالية استطاعت المؤسسة بجهود كبيرة من عمالها وفنييها المحافظة على تأمين التغذية اليومية بمياه الشرب لبعض مراكز المدن خاصة مدينة طرطوس.

وأضاف: اتخذت المؤسسة العديد من الإجراءات لتحسين هذا الواقع أهمها ربط نحو 68 محطة ضخ بخطوط معفاة من التقنين ما حسن من واقع استثمار المشروعات بشكل كبير، واستثمار العديد من الآبار التي تم حفرها بحفارة المؤسسة أو بموجب عقود، واستبدال وتوسيع شبكات بطول نحو 25 كم لتحسين واقع الخدمة.

وأرجع ديوب أسباب الشكاوى المقدمة من قرى كثيرة في ريف المحافظة إلى الواقع الكهربائي، قائلاً: الواقع الحالي للطاقة الكهربائية أثر بشكل كبير في واقع استثمار المشروعات التي صممت لتعمل على مدار اليوم، وبالتالي أصبح الاعتماد بشكل رئيس في تشغيلها على مجموعات التوليد الاحتياطية بكمية محدودة من مادة المازوت ولعدد ساعات محددة، مع الإشارة إلى أن طبيعة المحافظة الجغرافية وتعدد مراحل الضخ وأطوال الشبكات الكبيرة إضافة إلى قدمها تتطلب استمرارية في ضخ المياه للوصول إلى كامل المشتركين بالكميات الكافية، إضافة إلى أن تعطل أي مجموعة توليد عن العمل لسبب أو آخر يحرم العديد من القطاعات من مياه الشرب الكافية، كما يرتب على المؤسسة أعباء مالية كبيرة لإصلاحها لاسيما أنها قديمة ولا يتوفر لها أي قطع تبديلية.

وفيما يتعلق بطمأنة المواطنين للصيف والخريف المقبلين أكد ديوب أن المؤسسة بكامل عناصرها تعمل وفق رؤية مدروسة ليكون الصيف والخريف مقبولين من ناحية تأمين مياه الشرب للمناطق الأكثر حاجة والتي تشكل مصدراً للشكاوى خاصة منطقتي صافيتا والقدموس وذلك من خلال البدء بتركيب التجهيزات الكاملة المقدمة من منظمة (يونيسيف) لمشروع مياه نبع الشماميس في ريف صافيتا ما سيحقق استقراراً في مدينة صافيتا وقراها الكثيرة، إضافة إلى العديد من قرى الدريكيش حيث سيتم تركيب مجموعتي ضخ أفقية وثلاث مجموعات ضخ غاطسة ومجموعة توليد استطاعة 1250 ك ف ا /وكلها وصلت.

وأضاف: كما تم البدء بتركيب 10 مجموعات ضخ أفقية لمحطات خط الجر الثاني للقدموس من المحطة الأولى وحتى الخامسة ما سيؤمن تغذية مائية دائمة لمدينة القدموس.

ولفت إلى أنه تم التعاقد مع الأشغال العسكرية لحفر بئر مياه في قطاع القدموس الشمالي الشرقي عند رام ترزة لتغذية قرى القدموس وفِي حال نجاحه سيخفض دور المياه في تلك القرى من 50 يوماً حالياً إلى النصف، مشيراً إلى ربط العديد من المشروعات الجديدة بخطوط معفاة من التقنين.

وعن الصعوبات والمعوقات قال المدير العام: نؤكد أن أي تحسن في واقع الطاقة الحالي سينعكس بشكل إيجابي ومباشر على واقع مياه الشرب وبالتالي تأمين مياه الشرب بالكميات الكافية للمواطنين، معتبراً أن نقص مصادر الطاقة هو من أهم الصعوبات التي تواجه المؤسسة في تقديم الخدمة.

وأضاف ديوب: إن المؤسسة مستمرة ببذل أقصى الجهود الممكنة لتأمين مياه شرب آمنة وكافية للإخوة المواطنين رغم الظروف الحالية ووفق الإمكانيات المتوافرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن