الانقسام ينهش الكيان والمقاومة صامدة
| هديل محي الدين علي
مهما حاول العدو الصهيوني نفي حدوث العملية النوعية التي نفذتها كتائب القسام باستدراج قوة إسرائيلية إلى كمين مركب في مخيم جباليا وقتل وجرح وأسر جميع أفرادها فإنه لن يفلح بذلك، ويكفي أن تنشر المقاومة صوراً للأسرى الصهاينة الجدد حتى يتلاشى كل الكذب الإسرائيلي الممنهج.
حجم العملية النوعية للمقاومة ينطلق من نقاط عدة أبرزها التوقيت، فبعد أكثر من 230 يوماً من العدوان الهمجي على القطاع لا تزال فصائل المقاومة تحتفظ بشبكة أنفاق عصية على السيطرة، إضافة إلى التكتيك النوعي والدقة في التصدي للهجوم، ناهيك عن القدرة العالية على التنفيذ التام للمهام دون أدنى خطأ، وكل ما سبق يضاف إليه زيادة عدد الأسرى الصهاينة بدلاً من إنقاصهم بالنسبة للعدو، وبالتالي تضاؤل نسبة تحقيق الهدف الأساسي للعدوان وهو تحرير الأسرى وإضعاف الموقف التفاوضي له.
هناك من وضع بعض الملاحظات على كمين النفق في جباليا، والتي نشرت على شكل تسريبات تقول إن الجنود الصهاينة من وحدة خاصة تسمى «شايطيت 13»، وعدد الجنود نحو 16 بين قتيل وأسير، وهذه الوحدة الخاصة هي قوة مهاجمة في مياه الدول المعادية لإسرائيل وشواطئها، حيث يعتبر مسار تدريب أفرادها من أكثر المسارات صعوبة واحترافية في جيش العدو، وهذا الأمر الماضي يزيد من حدة الغضب الداخلي، حيث تظاهر آلاف الإسرائيليين يوم السبت في تل أبيب لمواصلة الضغط على الحكومة الإسرائيلية التي يترأسها بنيامين نتنياهو في قضية الرهائن المحتجزين لدى حماس، ولكن نتنياهو يلتزم بشكل كلي بالذهاب إلى أقصى درجات التوتر والاستمرار بالعدوان، لينقذ نفسه من المحاكم الداخلية وتهم الفساد الموجهة إليه، إلا أن الانقسام وصل إلى قيادات جيش الاحتلال في مشهد ينبئ عن تاليه، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه تمكن من تحديد هوية جندي ظهر في مقطع فيديو ملثماً ومسلحاً، ودعا إلى التمرد على وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، وأوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن رئيس وزراء العدو الصهيوني علق على الفيديو قائلاً: إنه «حذر مراراً من عصيان الأوامر والتمرد»، وذلك كله بعدما نشر ابن نتنياهو يائير الفيديو، وأعرب عن دعمه للجندي الذي يحذر الوزير الإسرائيلي يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، وقال إنه جندي احتياط وهو لن يستجيب لأوامرهم وإنه يتبع فقط لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وإن 100 ألف جندي احتياط يرفضون مغادرة غزة ومصرون على حكم غزة واحتلالها وجلب المستوطنين إليها.
الانقسام بدأ ينهش الكيان في أكثر مؤسساته حساسية في تناوب مستمر مع الجبهة الداخلية أو ما يسمى المجتمع الداخلي الإسرائيلي، لتكون النتائج اللاحقة مخيبة للكيان الصهيوني وتصب في مصلحة المقاومة الفلسطينية ولو بعد حين.