عربي ودولي

سلطت الضوء على دور بلادها كقوة عظمى في مواجهة الولايات المتحدة … بكين: الهدف التكلم بصوت واحد بشأن القضية الفلسطينية

| وكالات

مع تعاظم دور الصين على الساحة العالمية وبروزها كقطب منافس للولايات المتحدة، يعتزم أربعة من القادة العرب اليوم الثلاثاء زيارة بكين وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الصينية، في خطوة رأت فيها بكين أنها تهدف إلى «التكلم بصوت واحد بين الصين والدول العربيّة بشأن القضيّة الفلسطينيّة».

فبعد اختتام القمة العربية بالمنامة مؤخرا، يزور قادة أربع دول عربية هي مصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين وتونس، الصين في زيارة جماعية فتحت باب التساؤلات حول دوافعها ودور بكين في حشد الدعم الدولي لإحلال السلام بالشرق الأوسط.

وأمس الإثنين، أعلنت وزارة الخارجية الصينية، عن زيارة الرؤساء المصري، عبد الفتاح السيسي، والإماراتي، محمد بن زايد آل نهيان، والتونسي، قيس سعيد، وملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة إلى الصين.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، هوا تشونينغ، في بيان إن القادة الأربعة سيجرون اعتباراً من اليوم الثلاثاء وحتى الأول من حزيران (السبت القادم) «زيارة دولة للصين ويحضرون حفل افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي».

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الصيني، دينغ لي، خلال مؤتمر صحفي في بكين: إن الرئيس، شي جين بينغ، سيحضر المنتدى ويُلقي خطاباً، بعد غد الخميس، وأضاف إن شي «سيجري أيضاً محادثات مع قادة الدول الأربع على التوالي لتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وذكر دينغ أن المنتدى سيهدف إلى تعميق «التوافق بين الصين والدول العربية» وسيشارك في رئاسته وزير الخارجية، وانغ يي، ونظيره الموريتاني، محمد سالم ولد مرزوك، وأشار إلى أن الهدف هو أيضاً «التكلم بصوت واحد بين الصين والدول العربيّة بشأن القضيّة الفلسطينيّة».

ولطالما دعمت الصين القضيّة الفلسطينيّة وحلّ الدولتين في إطار الصراع العربي الإسرائيلي الفلسطيني، في حين أن عملية السلام متوقفة منذ عام 2014، وخلال السنوات الأخيرة، سعت الصين التي تعتبرها الولايات المتحدة منافساً، إلى تعزيز علاقاتها التجارية والدبلوماسية مع الشرق الأوسط الذي يقع جزء كبير منه تقليدياً تحت النفوذ الأميركي، وفي هذا الإطار، سهّلت بكين التقارب الدبلوماسي العام الماضي بين السعودية وإيران.

وخلال جولة في الشرق الأوسط في كانون الثاني الماضي، التقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي الرئيس المصري في القاهرة وقال إن العلاقات بين البلدين وصلت إلى «أفضل مستوياتها»، وحالياً، تسعى الصين إلى التموضع بصفتها وسيطاً في الصراع بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل آخذاً بالاعتبار الانحياز الأميركي المطلق لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، ودعم الأخيرة غير المحدود لها عسكرياً وسياسياً، وفي هذا الإطار سبق أن دعا الرئيس شي إلى عقد «مؤتمر دولي للسلام» بهدف حل النزاع.

وفي تشرين الثاني الماضي، استضافت بكين اجتماعاً لوزراء خارجيّة السلطة الفلسطينية وإندونيسيا ومصر والسعودية والأردن لإجراء محادثات تهدف إلى «تخفيف التصعيد» في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر.

وأكد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، عماد جاد، أهمية «توطيد العلاقات العربية مع الصين» لكونها «قوة اقتصادية وعسكرية صاعدة، وعضواً دائماً بمجلس الأمن الدولي»، ومن المفيد «الاحتفاظ بعلاقة قوية إيجابية مع الصين» والسعي لكي تدعم «مخرجات القمة العربية بالمنامة»، ويمكن لبكين «استخدام حق النقض «فيتو» بمجلس الأمن في حال وجود أي تصويت يضر بالقضية الفلسطينية»، ورأى جاد أن «توطيد العلاقات مع الصين» يخدم التحركات نحو حشد اعتراف عالمي بدولة فلسطينية مستقلة، وفق حديث لموقع قناة «الحرة» الإخباري.

وفي سياق متصل، شدد المحلل السياسي التونسي، باسل الترجمان، على أن الصين «دولة عظمى تتعاون اقتصادياً مع الدول العربية ولا تتدخل في شؤونها الداخلية»، وبالتالي «تعزيز العلاقات معها أمر مهم للغاية»، وأشار إلى أن «الصين قادرة على إقامة سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط، خاصة أن علاقتها جيدة بجميع الأطراف بالمنطقة بمن فيها إسرائيل».

وفي سياق متصل، اعتبر أستاذ العلوم السياسية الإماراتي، عبد الخالق عبدالله، أن الزيارة وإشراك الصين في السعي لإيجاد مخرج للحرب في غزة «أمر إيجابي للغاية»، على حين رأت المحللة السياسية البحرينية، عهدية أحمد السيد، أن قادة الدول العربية الأربع قد يدعون الصين إلى المشاركة في «المؤتمر الدولي للسلام» الذي تم الإعلان عنه خلال القمة العربية بالمنامة، وأكدت أن الصين «دولة عظمى ولها صوت بالمجتمع الدولي» وتريد أن «يعم السلام بالشرق الأوسط» ولديها مصالح اقتصادية وتجارية في المنطقة ويهمها أن تكون «الدول مستقرة».

وخلال افتتاح القمة العربية الثالثة والثلاثين التي استضافتها المنامة في السادس عشر من الشهر الجاري، دعا ملك البحرين إلى «مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن