ألمانيا وسلوفينيا هددتا بعقوبات .. وإيطاليا: إسرائيل تزرع الكراهية لأحفادها … إسبانيا والنرويج وإيرلندا تطالب بوقف فوري لإطلاق النار
| وكالات
دعا وزراء خارجية إسبانيا وإيرلندا والنرويج، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية فوراً، على حين أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ضرورة احترام قرارات المحكمة الجنائية الدولية، بينما قال وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو، إن إسرائيل تزرع كراهية ستؤثر في أجيالها المستقبلية.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه الإيرلندي والنرويجي أمس الإثنين في بروكسل، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، إن الدول الثلاث ستعلن رسمياً، غداً الثلاثاء، الاعتراف بدولة فلسطين، وأكد ألباريس أن كل قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة لجميع الأطراف، وعلى إسرائيل وقف عمليتها في رفح، مشيراً إلى أن قصف مدينة رفح حدث بعد قرار محكمة العدل الدولية، ما يستدعي رفع صوتنا لدعم القانون الدولي، وسأطلب من الوزراء الأوروبيين الآخرين دعم عمل المحكمة، حسب وكالة «وفا».
بدوره، قال وزير الخارجية الإيرلندي مايكل مارتن: إن الأسرة الدولية، بما فيها الاتحاد الأوروبي يتحدثون عن دعم حل الدولتين على أساس الرابع من حزيران عام 1967 منذ عقود، لكننا لم نقترب من هذا الحل، ولفت إلى أن البعض صور قرارنا المتعلق بالاعتراف بدولة فلسطين على أنه حركة تفرض نتيجة على الأطراف، والبعض الآخر وصفه بـ«مكافأة الإرهاب»، وهو ما نؤكد أنه بعيد كل البعد عن ذلك، فنحن نعترف بالدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، لأننا نريد أن نرى مستقبلا فيه تطبيع علاقات بين الشعبين.
وأوضح مارتن أن الدول الثلاث تركز على كيفية المساهمة في خطوات ملموسة، من أجل ضمان حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وتطبيق حل الدولتين، وقال: عقدنا أول من أمس اجتماعاً مع الدول الأوروبية والعربية، واتفقنا على ضرورة وقف الحرب العدائية في غزة، واتخاذ خطوات واضحة لإقامة دولة فلسطينية.
من جانبه، قال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي: «إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية جزء من مسار يهدف للوصول إلى عملية سلام في الشرق الأوسط، وقرار اعتراف النرويج بدولة فلسطين يدخل حيز التنفيذ بدءاً من (اليوم الثلاثاء)، داعياً الدول الأوروبية التي تنظر في ذلك إلى أن تتبع خطاهم»، وشدد إيدي على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وتعزيز الجهود الإنسانية والإغاثية، وضرورة تحديث التسوية السلمية بإقامة دولة فلسطينية، «لكسر دوامة العنف» في قطاع غزة والضفة الغربية.
وفي إطار الجهود المبذولة، قال وزير الخارجية النرويجي: إن اجتماعين مهمين عقدا أمس، بين الشركاء والجهات المانحة ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، وإن الحكومة الفلسطينية «التكنوقراطية» تحاول التعامل مع المسائل العالقة وتقديم الخدمات والإصلاحات اللازمة، معرباً عن ثقته بعمل حكومة مصطفى في هذا الإطار.
ولفت إلى أن الاجتماع الثاني كان مع وزير الخارجية السعودي في مجموعة الدول الأوروبية العربية التي تضم 38 دولة و3 منظمات، من أجل وضع خطة سلام تلبي مطالب الفلسطينيين وحقوقهم، والذي خرج بدعم فكرة عقد مؤتمر لتطبيق حل الدولتين.
في السياق، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إنه يجب احترام قرارات المحكمة الجنائية الدولية، وتركها تعمل من دون تهديد كما يفعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأضاف في تصريحات صحفية، قبيل انعقاد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أمس الإثنين، إن قرارات المحكمة الجنائية الدولية مهمة جداً لتحقيق العدالة.
وأشار إلى أن القول إن «الجنائية الدولية» معادية للسامية لإصدارها مذكرات اعتقال بحق قادة إسرائيليين غير منطقي، فحكمها مهم جداً لتحقيق جوهر العدالة في الأمم المتحدة، وشدد بوريل على ضرورة «المطالبة بتنفيذ قرار المحكمة الجنائية لأن ما نراه أن إسرائيل مستمرة بالقيام بالإجراءات التي طلب منها التوقف عنها».
وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو قال بدوره: إن إسرائيل تزرع كراهية ستؤثر في أجيالها المستقبلية، خاصة بعد القصف المكثف التي قامت به قوات الاحتلال الإسـرائيلية خلال الليلة (قبل) الماضية على خيام تؤوي نازحين في رفح بقطـاع غـزة، ما أسـفر عـن سقوط عشرات الضحايا بين قتلى ومصابين.
وأضاف كروسيتو، حسب وكالة أنباء «أنسا» الإيطالية، أمس الإثنين، «لدي انطباع بأن إسرائيل تزرع الكراهية التي ستؤثر في أبنائها وأحفادها، حماس شيء والشعب الفلسطيني شيء آخر»، وتابع «كان عليهم أن يميزوا بين الأمرين، نحن مقتنعون بأن على إسرائيل أن تحل المشكلة مع حماس، لكننا قلنا منذ اليوم الأول إنه يجب التعامل معها بطريقة مختلفة».
وقال وزير الدفاع الإيطالي: «فيما يتعلق برفح، اتفقت جميع الدول على ضرورة توقف إسرائيل عما تفعله.. ولكن لم يتم الاستماع إلينا والآن ننظر إلى الوضع بيأس»، مردفاً: « نواجه وضعاً متزايد الصعوبة يتعرض فيه الشعب الفلسطيني للضغط، من دون الأخذ بالحسبان الصعوبات الهائلة وحقوق الرجال والنساء والأطفال الأبرياء الذين لا علاقة لهم بحماس، هذا لم يعد له ما يبرره».
وبينما تواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة لليوم 234، هددت دول في الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على إسرائيل إذا واصلت انتهاك القانون الدولي والإنساني، وفي تصريح لها من بروكسل، أعلنت وزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فايون أنه «إذا استمرت الانتهاكات الإسرائيلية فيجب علينا كاتحاد أوروبي اتخاذ رد موحد حاسم بما في ذلك فرض عقوبات»، حسب موقع «روسيا اليوم».
من جهتها، شددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على أن حكم محكمة العدل الدولية الذي يحث إسرائيل على وقف هجومها العسكري على الجزء الجنوبي من قطاع غزة «ملزم ويتعين بالطبع احترامه»، وقالت إن برلين تدعم فكرة إعادة تفعيل بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في رفح، وأضافت: «لن تتحرر أي رهينة إسرائيلية إذا اضطر المزيد من السكان للجوء إلى الخيام»، مؤكدة أن «القانون الإنساني الدولي ينطبق على الجميع وأيضاً على ممارسات إسرائيل في الحرب».