عربي ودولي

مطالبات بإيقاف العدوان وتنديدات عربية ودولية بمجزرة رفح … السعودية والإمارات ومصر تدين وتستنكر.. وعُمان: تستوجب تدخلاً دولياً وعقوبات على إسرائيل

| وكالات

طالب مسؤولون رسميون وجهاتٍ دولية عديدة بإيقاف العدوان الإسرائيلي المُستمر على القطاع ومعاقبة إسرائيل نتيجة المجزرة الإسرائيلية التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليل أول من أمس الأحد، مستهدفاً خيام النازحين الفلسطينيين المنصوبة في مستودعات وكالة «أونروا» في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، التي ارتقى في إثرها عشرات الشهداء، إضافة إلى عشرات المصابين.

وفي المواقف العربية، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها بأشد العبارات لاستمرار مجازر قوات الاحتلال الإسرائيلي ومواصلتها استهداف المدنيين العزل في قطاع غزة، وآخرها استهداف خيام النازحين الفلسطينيين قرب مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» شمال غرب رفح.

وأكدت الوزارة وفق ما نشرته وكالة «واس»، رفضها القاطع لاستمرار الانتهاكات السافرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي لكل القرارات والقوانين والأعراف الدولية والإنسانية، داعية «المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف المجازر التي ترتكبها، والحد من تفاقم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يمر بها الشعب الفلسطيني الشقيق».

بدورها، أدانت دولة الإمارات واستنكرت بشدة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، وآخرها استهداف خيام للنازحين في مدينة رفح وشددت في بيان أمس الإثنين، على أهمية التوصل لوقف فوري لإطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين ومنع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح، مشيرة إلى أهمية الالتزام بتنفيذ التدابير الواردة في القرار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية مؤخراً بشأن مطالبة إسرائيل بالوقف الفوري لعملياتها العسكرية في رفح بقطاع غزة، وما يتسبب به ذلك من تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، وضرورة إبقاء معبر رفح مفتوحاً لدخول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع.

وحسب وكالة أنباء الإمارات «وام» دعت الإمارات إلى تضافر الجهود الدولية لوقف التصعيد في كل أرجاء الأرض الفلسطينية المحتلة، والتخفيف من الوضع الإنساني الكارثي والخطر الذي يعيشه المدنيون في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، وضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة بشكل عاجل ومستدام.

وأدانت مصر بأشد العبارات «قصف القوات الإسرائيلية المتعمد لخيام النازحين في مدينة رفح الفلسطينية، في انتهاك جديد وسافر لأحكام القانون الدولي الإنساني وبنود اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب».

واعتبرت مصر في بيان لخارجيتها أن «هذا الحدث المأساوي يمثل إمعاناً في مواصلة استهداف المدنيين العزل، والسياسة الممنهجة الرامية لتوسيع رقعة القتل والدمار في قطاع غزة لجعله غير قابل للحياة»، مطالبة الاحتلال الإسرائيلي بالامتثال لالتزاماته القانونية كقوة قائمة بالاحتلال، وتنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية بشأن الوقف الفوري للعمليات العسكرية، وأي إجراءات أخرى بمدينة رفح الفلسطينية.

ومن جانبها أعربت وزارة الخارجية العمانية عن إدانة سلطنة عُمان واستنكارها الشديد لاستمرار العدوان الإسرائيلي في غزّة واستهدافها الأخير لمخيم نازحين في رفح بقطاع غزّة، وأكدت في بيان لها أن «هذه الأفعال الشنيعة التي يستمر كيان الاحتلال بارتكابها تستوجب تدخلاً دولياً رادعاً، بما في ذلك فرض المجتمع الدولي عقوبات على إسرائيل، نظراً لما تمثله ممارساتها العدوانية الغاشمة من خرقٍ واضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وانتهاك لكرامة النفس البشرية والقيم الإنسانية».

وزارة الخارجية الأردنية أدانت استمرار جرائم الحرب البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وآخرها قصف مخيم للنازحين غربي رفح في تحدٍ صارخ لقرارات محكمة العدل الدولية وانتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني.

ورأت الخارجية الأردنية أن الجرائم الإسرائيلية تتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية كافة وتمثل جرائم حرب، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك بشكل فوري وفاعل وإلزام «إسرائيل» بتحمّل مسؤولية ممارساتها ومحاسبتها على أفعالها.

وفي المواقف الدولية، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: إن استهداف خيام النازحين في رفح يدفعنا إلى المطالبة بضرورة تطبيق قرار محكمة العدل الدولية الصادر الأسبوع الماضي.

بدورها، أدانت المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز في تغريدة لها عبر حسابها على منصة «إكس» قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم النازحين الفلسطينيين في رفح، وإحراق الناس أحياء داخل الخيام البلاستيكية بشكل مأساوي، ورأت أن «هذه القسوة، إلى جانب التحدي الصارخ للقانون والنظام الدولي أمر غير مقبول»، وأكدت أن الإبادة الجماعية في غزة لن تنتهي بسهولة ومن دون ضغوط خارجية، داعيةً إلى «فرض عقوبات على إسرائيل وتعليق الاتفاقيات معها والتجارة والشراكة والاستثمارات، إضافة إلى المشاركة في المنتديات الدولية».

من جانبه، وصف مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني، المعلومات الواردة من رفح «عن مزيد من الهجمات على العائلات التي تبحث عن مأوى» بالمرعبة، معتبراً أن غزة «جحيم على الأرض، وصور الليلة الماضية شهادة أخرى على ذلك».

ولفتت «الأونروا» إلى عجزها عن «تأكيد موقع زملائنا في المنطقة المستهدفة»، مشيرةً إلى «أننا قلقون للغاية على سلامتهم مع جميع النازحين».

وأعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» أن 15 شهيداً وعشرات الجرحى نُقِلوا إلى النقطة الطبية التي تدعمها بعد القصف الإسرائيلي على رفح، لافتةً إلى أن القصف على رفح يؤكد مجدداً عدم وجود أي مكان آمن في قطاع غزة، وجددت دعوتها إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة.

وندّد وزير الخارجية الإيرلندي مايكل مارتن، بالاعتداء على مخيم اللاجئين في رفح، معتبراً أنه انتهاك لقرار محكمة العدل الدولية، وطالب «إسرائيل» بوقف عمليتها العسكرية في رفح.

كذلك، لفت وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إلى أن قصف رفح حصل بعد قرار محكمة العدل الدولية، داعياً إلى رفع الصوت لدعم القانون الدولي، ومطالباً نظراءه الأوروبيين بدعم عمل محكمة العدل الدولية ووقف فوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية، مذكراً بأن بلاده ستعلن اليوم الثلاثاء اعترافها بالدولة الفلسطينية، مع النرويج وإيرلندا.

بدوره اعتبر وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي أن مواصلة «إسرائيل» الحرب في غزة تنتهك قرار أعلى محكمة في العالم وهي محكمة العدل الدولية، ورأى أن إنهاء دائرة العنف المستمرة في غزة والضفة الغربية يكون بإقامة دولة فلسطينية، مؤكداً أن هناك دولاً أوروبية أخرى تنظر في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأنه يأمل أن تحذو هذه الدول حذو بلاده.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن