رياضة

النهائي العقيم

| محمود قرقورا

اتفق المتابعون والمحللون على أن نهائي كأس الجمهورية لكرة القدم بين الفتوة والوحدة يوم الجمعة الفائت لم يف بوعوده وكان عقيماً في كل شيء، حيث لم نلحظ الفوارق بين الطرفين مع أن الفتوة الأفضل على الورق من كل النواحي، وهو الذي دخل المباراة مرشحاً فوق العادة للظفر باللقب، ولكن كل شيء كان قابلاً للتلاشي لو سجل لاعب الوحدة فراس كريم الفرصة الأوضح في المباراة خلال الوقت بدل الضائع.

أزرق الدير بحث عن الثنائية الثالثة في تاريخه وحقق المراد بفضل ركلات الترجيح الذي قيل فيها الكثير وخصوصاً حول الركلة السادسة للوحدة التي تصدى لها طه موسى، حيث رأى الكثيرون أن الكرة تجاوزت خط المرمى.

وبدوره برتقالي العاصمة بحث عن إنقاذ موسمه وكان قريباً من ذلك للموسم الثاني على التوالي ولكنه أخفق، والسؤال: لماذا يظهر هشاً في بطولة الدوري ويعيش سكرات الهبوط ويحتل مركزاً لا يليق به ما دام يمتلك الأفضل الذي ظهر في مسابقة الكأس بوصوله للنهائي في نسختين متتالتين أخيرتين.

تتويج الفتوة من وجهة نظر شخصية أفضل لإدارة الوحدة المطالبة بدراسة عميقة لواقع الفريق ونوعية اللاعبين القادرين على تحمل المسؤولية، لأنه لو حقق النجمة التاسعة لظن المعنيون أن الأمر عال العال والمشكلة بمن أشرف على الفريق وحضّره وانتقى لاعبيه وينام الجميع في العسل.

بعيداً عن حال الفريقين هناك أكثر من نقطة يستحق الوقوف عندها:

أولاً، اختيار الملعب الذي لم يكن موفقاً فهو خارج الخدمة منذ سنوات، ولا يصلح لكرة القدم وهذا السبب المباشر لانتفاء الفوارق بين الفريقين، ومعلوم أن الأرض السيئة تخدم النادي ذا الإمكانيات الأقل وهذا ما حصل، وسوء الأرضية انعكس على النجاعة الهجومية للنهائي الرابع على التوالي، إذا إن ثلاثة من آخر أربعة نهائيات ذهبت للترجيح بعد التعادل صفر/صفر، ووحده تشرين سجل بكرة رأسية في نهائي 2023، ما يعني أن المباريات الأربع الأخيرة شهدت هدفاً يتيماً خلال 450 دقيقة، فأي عقم هجومي سببه أرضية الملعب بالدرجة الأولى؟!

ثانياً، الحويصة الذين ملؤوا أرض الملعب عند تنفيذ ركلات الترجيح وكأننا في الأحياء الشعبية.

ثالثاً، الشغب الذي حصل بعد نهاية المباراة أخرج البطولة من مضمونها الحقيقي، ولا شك أن العقوبات ستكون حاضرة، وعند هذه النقطة نذكر بأن العقوبات لم تكن رادعة للحد من فتيل الشغب والتجاوزات على مدار الموسم، ما يتطلب التفكير بوسائل أفضل وأكثر نجاعة من فرض غرامات مالية لا تدفع وتبقى حبراً على ورق.

رابعاً، لماذا النهائي يقام دائماً في دمشق وهذا يعطي أفضلية نظرية لأندية العاصمة، مع أن نهائي هذه النسخة ليس معضلة ما دام الفتوة لعب مبارياته في الأرض الافتراضية دمشق، ولكن في مناسبات كثيرة استفادت أندية العاصمة من ذلك ويجب إيجاد مخرج، فكل المدن السورية تفخر بقيام نهائي الكأس على أرضية ملاعبها.

بالنهاية نبارك للفتوة اللقب الخامس والثنائية الثالثة وحظ أوفر للوحدة المطالب بالكثير من العمل للعودة إلى سالف أيامه، وخوض النهائي ينتمي إلى المظاهر الخادعة لأن مستواه الحقيقي لا يؤهله للعب مباراة اللقب التي وصل إليها بالحظ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن