رياضة

بعد خروجها من بطولتي الدوري والكأس … سلة الجيش ليس بالإمكان أفضل مما كان

| مهند الحسني

كثرت الأيادي وتضاربت الآراء وضاعت البوصلة وتكررت المطبات فاحترقت طبخة التحضير لكثرة المعدّين والمقدّمين، فبعد ظفر فريق الجيش بلقب بطولة كأس الجمهورية العام الماضي لم يكن مستقبل الفريق واضحاً، وفشلت الإدارة في الحفاظ على أفضل نجوم الفريق، وزاد الطين بلة عدم الاستقرار المالي الذي ضرب التحضيرات السابقة حتى وصلت الأمور إلى عدم قدرة الإدارة عن تأمين تكاليف المشاركة في بطولة الشارقة الدولية ليتكرر المشهد مع اللاعبين الأجانب الذين التحقوا مع بداية مرحلة الإياب، ليظهر جلياً الخلل في الأداء وضعف السيطرة وليخسر الفريق عدداً من المباريات التي كانت كافية في وضعه بمنطقة الخطر.

جمهور الجيش ومحبوه نبهوا مراراً وتكراراً للخط المائل الذي يسير به الفريق، ونادوا بالتمسك بصانعي الانتصار( المحترف النيجيري بواد واللاعب الأميركي كاي) اللذين كانا بمنزلة العقل المفكر للفريق، إلا أن هذه المناشدات كانت آخر هم الإدارة، ولعل مطب الجيش أمام الجلاء فرصة جدية لإعادة تصحيح المسار وتدارك النواقص ومعالجة الأخطاء قبل فوات الأوان.

تراجع مخيف

ليست المرة الأولى التي تشارك فيها سلة الجيش في بطولة الدوري العام، وليست المرة الأولى التي يعيش فيها لاعبو الجيش أجواء المنافسات الحقيقية والقوية، وليست المرة الأولى التي يلعب فيها الفريق بهذا المستوى المتفاوت الذي لم يبشر بالخير، وإنما هي المرة الأولى التي نشاهد فيها فريقاً يحمل اسم نادي الجيش الذي كان أحد أهم معقل من معاقل السلة السورية، ولكنه لا يمت لما عرفناه عن هذا الفريق من عراقة وقوة ومنافسة وحسن إعداد، فما الذي جرى هذا الموسم حتى فقد الجيش توازنه وخسر لقبه الذي حققه الموسم الماضي؟

تواضع وهبوط

هل يعلم القائمون على سلة الجيش بأن هذا المستوى المتفاوت للفريق من مباراة لأخرى كان ميزة مهمة له منذ بداية الموسم، وكان الفريق في بعض مراحل اللقاءات ينخفض مستواه بدرجة كبيرة وغريبة عجيبة، وظهر ذلك جلياً في أغلب مبارياته وخاصة في سلسلة الدور النهائي أمام فريق الجلاء، ورغم ذلك لم يتمكن أحد أن يعالج مشكلة فنية جلها يتعلق بعدم جاهزية اللاعبين المحليين، وخاصة في المباراة الثالثة من الدور نصف النهائي أمام الجلاء، والسبب يعود لعدم وجود تحضيرات حقيقية أو مشاركات خارجية بعد التوقف القسري للدوري الذي دام نحو الشهرين، حيث فشلت مساعي البعض في تثبيت مشاركة الفريق في دورة الشارقة الدولية التي كانت ستشكل متنفساً للاعبي الفريق للخروج من روتين التدريبات اليومية المملة والنتيجة.

مشكلة فنية

لم يكن هذا إحباطاً لسلة الجيش وحدها بل لكرة السلة السورية بكل مفاصلها، فالجيش الذي كان مصنعاً للنجوم والمدجج بكل ما يحلم أي فريق من امتلاكه من لاعبي ارتكاز إلى أجنحة تستطيع التحليق بالفريق إلى لاعبين وطنيين هم الأفضل في سورية، وإدارة لم تبخل على لاعبيها أو مدربيها بأي شيء، وتعمل بمبدأ اطلب وتمنّ.

نعم أيها السادة إدارة الجيش تحولت بفضل الظروف المادية الصعبة إلى إدارة شبه عاجزة عن تأمين معسكر قصير في أقرب دول الجوار، إذاً ليست المشكلة باللاعبين الأجانب أو بالمدربين العالميين أو إدارة من ذات النجوم، فالمشاكل كانت تعصف بأغلب الأندية، ولكن في سلة الجيش كان هو بمنأى عنها، من صالة تدريبية حاضرة وكل شيء متوافر ورغم ذلك لم يتمكن الفريق من تحقيق لقب واحد هذا الموسم، فودّع مسابقة كأس الجمهورية، وخسر لقب بطولة الدوري أمام فريق الجلاء، إنها إذاً مشكلة في مكان آخر ولابد من البحث عن مكان لبن العصفور لإحضاره للاعبي الجيش ليظفروا بالألقاب.

إعادة تقييم

إن إعادة تقييم رحلة فريق سلة الجيش في مسابقتي الدوري والكأس هذا الموسم وقراءة تفاصيلهما سواء في حالات النجاح أم الفشل تعتبر محطة أساسية لاستمرار الأداء الرياضي الناجح للعبة بشكل عام، ومن هذا المنطق نحن بحاجة لقراءة متأنية بنتائج الفريق هذا الموسم، لأن النتيجة التي نخرج بها هي عدم صحة مسيرة كرة السلة السورية وضرورة إعادة النظر في الأخطاء الراسخة في أذهان البعض والتي رسمت في مرحلة من المراحل الخطوط العامة لاحترافنا السلوي، وإن كنا من المؤمنين بأهمية عملية التطوير والتحديث الرياضي، إلا أننا من أشد المعارضين للفوضى وحالة اللاوعي تحت تأثير المسكنات الموضوعية عبر نتائج خلبية.

خلاصة

أيها السادة القائمون على سلة الجيش كفاكم أحلاماً وردية وعودوا أيها الحالمون إلى واقعكم وصارحوا أنفسكم بأن الفريق هذا الموسم بالتحديد يستحق غير هذا الأداء والنتائج وبأن هناك مشكلة فنية لابد من معالجتها، وحينها فقط تكونون قد بدأتم بأولى خطواتكم الصحيحة لإعادة سلة الجيش إلى مكانها الطبيعي مع العلم أن الجيش يمتلك مواهب وخامات قادرة ولو توافرت لها الرعاية والاهتمام على إعادة الأمجاد للعبة من جديد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن