بمشاركة دول عربية وأجنبية.. انطلاق مؤتمر دولي للتحول الرقمي بدمشق … وزير التعليم العالي: مواكبة ثورة التقانة وتكنولوجيا المعلومات .. وزير الاتصالات: في العالم الرقمي تتسارع الفرص والتحديات
| رامز محفوظ
انطلقت أمس على مدرج جامعة دمشق فعاليات المؤتمر العلمي الدولي للتحول الرقمي وانعكاساته على التنمية المستدامة، بحضور وزراء الاتصالات والمالية والتعليم العالي ومشاركة عدد من السفراء والباحثين والمختصين من دول عربية وأجنبية منها العراق والأردن ومصر والسودان ولبنان والجزائر وسلطنة عمان وإيران والهند والمملكة المتحدة.
وزير التعليم العالي والبحث العلمي بسام إبراهيم راعي المؤتمر الذي تنظمه كلية الاقتصاد في جامعة دمشق، أكد أن الوزارة سعت منذ فترة طويلة لإرساء دعائم الجودة والنوعية في مؤسساتها التعليمية، وقامت باتخاذ إجراءات عديدة بهذا الخصوص، وأدركت أهمية تحسين وترتيب الجامعات السورية من خلال الاعتماد على إستراتيجيات جديدة وخطط علمية تتضمن المعايير الواجب اتباعها في ظل بيئة علمية تنافسية ترتكز على تحسين الظهور العالمي، وتطوير ودعم البحث العلمي والبرامج والخطط والمناهج الدراسية.
وأشار إلى تشجيع الوزارة للجامعات والهيئات البحثية على إقامة النشاطات والمؤتمرات العلمية وفق خطط ورؤى إستراتيجية ومستقبلية وتسليط الضوء على أهم المنشورات والمجلات العلمية والبحثية إضافة إلى ربط الجامعة بالمجتمع والأنشطة الطلابية والتطوعية المتنوعة مع الاهتمام بالتميز والإبداع.
وأوضح الوزير أن انعقاد المؤتمر دليل على مواكبة كلية الاقتصاد بجامعة دمشق لثورة الثقافة والتقانة وتكنولوجيا المعلومات والذي يهدف إلى الوقوف على نتائج الأبحاث والتجارب المعاصرة في التحول الرقمي ودوره في التنمية المستدامة وتوظيف تجارب الباحثين المعاصرة في خدمة المؤسسات والمجتمع مع اقتراح طرق علمية وعملية لاستثمار تطبيقه في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والإنتاجية والخدمية.
فرص وتحديات
من جهته، قال وزير الاتصالات والتقانة إياد الخطيب خلال كلمته: إنه في العالم الرقمي تتسارع الفرض والتحديات وتتمثل هذه الفرص بالاستفادة من تقانات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تغيير طريقة تقديم الخدمة للمواطن وإنشاء وظائف جديدة ومبدعة وبناء اقتصاد رقمي مستدام وتقديم خدمات رقمية متعددة للمواطنين.
وأضاف: لذا تتسارع الخطوات لتنفيذ التحول الرقمي في الدول لكن بمقابل الفرص هناك تحديات تشمل التشريعات الناظمة وممانعات التغيير ومحاولات التعطيل والاستغلال غير المشروع للأنظمة المعلوماتية، مؤكداً أنه لابد من الحديث عن الفرص المتاحة في ظل الثورة الصناعية الخامسة وهي ثورة الاتصالات والإنترنت.
ولفت إلى أن للتحول الرقمي الدور الكبير في تعزيز التواصل والشفافية وتحقيق سرعة المعالجة والكفاءة التشغيلية والتقليل من هدر المال العام كما أنه يتجه نحو تمكين مسيرة التنمية المستدامة في بناء اقتصاد رقمي قائم على التنوع والمعرفة بما يتماشى مع رؤية سوية لعام 2030 وتوجيهات الرئيس بشار الأسد.
وأشار إلى أن الهدف الأساسي للحكومة وعبر وزارة الاتصالات هو تطبيق المعايير العالمية لتطوير البنية التحتية اللازمة للاتصالات والمساهمة بالمشاركة في تطوير العمل التقاني في وزارات الدولة والقطاع الخاص والمساهمة ما أمكن في تحقيق بيئة استثمارية لاستقطاب الاستثمارات الخارجية الأمر الذي سيسهم في تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة وتشجيع المبادرات لأفراد المجتمع وتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال.
وأوضح أن التحول الرقمي مهم في تعزيز الجاهزية الرقمية بدءاً من الدراسة وحتى التنفيذ مع ضرورة تبادل الخبرات الوطنية والإقليمية لزيادة القدرات الرقمية والاعتماد عليها في جميع المجالات، مبيناً أن التحول الرقمي أصبح الركن الأساسي في تطور الشعوب ومقياس تطورها ومهماً في الاستفادة من التسهيلات والميزات التنافسية التي تنتجها التقانات الحديثة ولاسيما أننا نعيش اليوم عصراً أصبحت المنتجات الرقمية والصناعات العالمية تعتمد بكاملها وبشكل متزايد على تقانات الاتصالات والمعلومات.
QR لاملاك المحافظة
من جهته قدم محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي عرضاً لما تم إنجازه في محافظة دمشق خلال الفترة السابقة في مجال التحول الرقمي وتحدث عن واقع التحول الرقمي في المحافظة، موضحاً أن مؤتمرات البحث العلمي تشكل فرصاً كبيرة للالتقاء وتبادل الأفكار والاهتمام بهذه الأفكار كما أنها تفتح المجال أمام تحويل هذه الأفكار إلى واقع عملي يدعم اقتصادنا الوطني.
وأشار إلى أنه تم إعداد إستراتيجية التحول الرقمي في المحافظة بالتعاون مع جامعة دمشق والمؤسسة العامة للصناعات التقنية انطلاقاً من الواقع الراهن للمعلوماتية في المحافظة والذي يشبه كل مؤسسات الدولة وخصوصاً مع معاناتها من الحرب الظالمة التي شهدها البلد مما أثر على استقرار البنى التحتية والبرمجية وركزت على دراسة الملامح الإستراتيجية انطلاقاً من الواقع الراهن على ثلاثة محاور المحور الأول تضمن استكمال الخبرات وتعويض الفاقد البشري والتعاون مع الجهات المتخصصة.
وقال: من هنا سعينا في المحافظة للتوجه إلى مركز البحوث وجامعة دمشق لكونهما جهات من ذوي الاختصاص وخاصة كلية المعلوماتية والمحور الثاني تضمن إعادة الجاهزية من خلال ما هو موجود لدى المحافظة من أجل إعادة تأهيل ما هو موجود واستكماله بالشكل الصحيح وقطعت المحافظة شوطاً كبيراً ضمن هذا المحور الذي يعتبر أساساً للمحاور اللاحقة، أما المحور الثالث فهو محور الأنظمة الخدمية المتخصصة وهي متنوعة تتعلق ببرامج المالية من تحقق وجباية ومستودعات وهذا البرنامج متكامل يتضمن الرواتب والأجور وبرامج النافذة الواحدة، منوهاً بأن إطلاق الدفع الإلكتروني حالياً في محافظة دمشق جارٍ من خلال 21 خدمة وجارٍ العمل لاستكماله خلال مدة قصيرة لن تتجاوز نهاية العام الجاري.
ولفت إلى أنه بالتنسيق مع وزارة الاتصالات تم اعتماد خاصية QR وأصبح جاهزاً بشكل كامل في المحافظة ومن خلاله ستصبح كل الإشغالات للأملاك العامة للمحافظة موجودة ضمن هذه الخاصية وعبر البريد الإلكتروني والدفع الإلكتروني، كما نعمل على محور امتلاك منصة إدارية رقمية تشمل كل الأعمال الإدارية من ديوان وأرشفة وتدفق أعمال وتبادل معلومات وذلك بالتعاون مع جامعة دمشق وهو قيد التشغيل والتركيب وتم تدريب نحو 410 متدربين للعمل على هذه المنصة ومن خلال الاستثمار الأمثل لها نستطيع الوصول إلى صفر ورقيات وتوفير الوقت والجهد والمال ومتاحة للعمل بالشكل الأمثل لأكثر من 2000 مستخدم.
وأشار إلى أن المحور الأخير الذي يجري الإعداد له من قبل المحافظة وهو المحور الأهم محور استكمال نظام موارد مركزي يحقق كل الفوائد المرجوة من أي نظام بحيث يكون عملنا اليوم إنشاء البلدية الإلكترونية الخدمية، وحالياً ندرس إنشاء منظومة البرامج البلدية الإلكترونية بالتعاون مع كلية المعلوماتية بجامعة دمشق من أجل الوصول إلى أتمتة كل خدمات المواطن بالشكل الأمثل بأيدٍ وطنية تخصصية.
التنمية المستدامة
بدوره قال رئيس جامعة دمشق أسامة الجبان خلال كلمته: في ظل التطورات الهائلة التي يشهدها ميدان التكنولوجيا بات التحول الرقمي المحرك الأساسي للتقدم الاقتصادي والاجتماعي في معظم دول العالم، ومن خلال استخدام التكنولوجيا والتحول إلى الأنظمة الرقمية يمكننا الوصول إلى المعلومات وتبسيط الإجراءات مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، موضحاً أن للتحول الرقمي في قطاع التعليم العالي كما بقية القطاعات تأثيراً مهماً في عمل مؤسساته على جميع المستويات كالتدريس والتعليم والبحث العلمي.
مجتمعات عادلة
إلى ذلك بيّن عميد كلية الاقتصاد بجامعة دمشق حسين دحدوح أن منظمة الأمم المتحدة اعتمدت عام 2015 سبعة عشر هدفاً سميت أهداف التنمية المستدامة وهي تمثل دعوة عالمية جادة لبناء مجتمعات عادلة وسليمة وشاملة للجميع بحلول عام 2030 وفي سبيل تحقيق ذلك تحتاج الدول والحكومات والشركات إلى وضع إستراتيجيات جديدة وتطبيق إجراءات مركزة واتخاذ حزمة من القرارات المهمة وتعتبر المعلومات حجر الأساس لمثل هذه التدابير، لافتاً إلى أن هذه الحاجة الملحة للمعلومات تزامنت مع ظهور تقنيات التحول الرقمي المتعددة في عالم إنتاج المعلومات وأصبحت هذه التقنيات الذكية من أهم المتطلبات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي تصريح لـ«الوطن» بيّن دحدوح أنه لا يمكن تحقيق تنمية مستدامة من دون وجود تحول رقمي والذي أصبح ضرورة لا مفر منها، لافتاً إلى أن الحكومة السورية بدأت بهذه التجربة من عدة سنوات وهناك اهتمام من قبلها بتطبيقها، مؤكداً أنه ضمن الإمكانيات المتاحة لدينا في سورية نعمل على تطوير نفسنا والتوجه نحو التوسع في إطلاق خدمات في مجال التحول الرقمي بما يتناسب مع البنية التحتية الموجودة.
تنسيق دائم
وأكد الدكتور ظاهر القرشي الأستاذ في جامعة عمان العربية لـ«الوطن» وجود تنسيق دائم ما بين جامعة دمشق والجامعات الأردنية، وعملية تنسيق على وجه الخصوص ما بين كليات الإدارة في الجامعات الخاصة في الأردن وكلية الاقتصاد بجامعة دمشق كما يتم عقد عدة مؤتمرات مشتركة بين جامعة دمشق وجامعة عمان العربية.
ولفت إلى المؤتمر المنعقد يعتبر في غاية الأهمية لأنه يحاكي المشكلات التي يعاني منها بعض الدول إذ إنه في ضوء التقدم التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم أصبح التحول من الأعمال التقليدية إلى الأعمال الرقمية مطلوباً وضرورياً وأصبح من أبرز متطلبات التنمية المستدامة.