سورية

بوحبيب في «مؤتمر بروكسل»: لا حلّ مستدام من دون وجود كل الأطراف على الطاولة … «الأوروبي» يرفض عودة اللاجئين ويتعهد بتأمين ملياري يورو لدعمهم!

| وكالات

تعهد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بتأمين أكثر من ملياري يورو (2.17 مليار دولار) لدعم اللاجئين السوريين في المنطقة، ورفض أي حديث عن عودة محتملة للاجئين إلى وطنهم لأن ظروف العودة الطوعية والآمنة ليست مهيأة على حد تعبيره، وذلك في إطار مواصلة عرقلة عودة اللاجئين واستغلالها ورقة ضغط سياسي في التعامل مع الحكومة السورية، على حين اعتبر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبد اللـه بوحبيب أن استمرار معالجة أزمة النزوح السوري بالمنطق والتفكير نفسه، أي فقط بتمويل النازحين حيث هم، بدل البحث عن حلول بديلة يشكل خطراً على جيران سورية وأوروبا معاً.

وخلال الاجتماع الوزاري لما يسمى « مؤتمر بروكسل الثامن حول مستقبل سورية والمنطقة» الذي عقد أمس الإثنين في العاصمة البلجيكية، تعهد بوريل بتأمين أكثر من ملياري يورو (2.17 مليار دولار) لدعم اللاجئين السوريين في المنطقة، ورفض أي حديث عن عودة محتملة للاجئين إلى وطنهم لأن ظروف العودة الطوعية والآمنة ليست مهيأة، وأردف وفق موقع «النشرة» الإلكتروني اللبناني، «لكن التزامنا لا يمكن أن ينتهي بالتعهدات المالية وحدها»، وأضاف: «على الرغم من الافتقار إلى تقدم في الآونة الأخيرة، لا بد أن نعيد مضاعفة جهودنا لإيجاد حل سياسي للصراع، حل يدعم تطلعات الشعب السوري لمستقبل سلمي وديمقراطي».

بدوره، اعتبر بو حبيب أن «استمرار معالجة أزمة النزوح السوري بالمنطق والتفكير نفسه، أي فقط بتمويل النازحين حيث هم، بدل البحث عن حلول بديلة يشكل خطراً على جيران سورية وأوروبا معاً، وأضاف: «لقد حان الوقت للعمل معاً جميعاً في حلّ مسألة النزوح من خلال مراجعة سياسة الدول المانحة، وندعو اليوم مجدداً لمشاركة جميع الأطراف المعنية في مؤتمرات كهذه، لأن لا حلّ مستدام للنزوح من دون وجود كل الأطراف المعنية بالأزمة على الطاولة معنا، لقد ازدادت الأحوال سوءاً في لبنان منذ اجتماعنا الأخير، العام الماضي في بروكسل، حيث تحوّل بلدنا إلى سجن كبير وضخم تصدعت جدرانه لم يعد قادراً على تحمل هذا الكم من النزوح ولهذه المدة الطويلة».

وتابع بو حبيب: «في العام الماضي، ومن على هذا المنبر، دعوناكم للعمل سوياً، ولفتح حوار جدّي وبناء لوضع خريطة طريق لحلول مستدامة، ونقولها اليوم بكل أسف بأن دعواتنا المتكررة لتوحيد جهودنا، وطاقاتنا، في اتجاه الحلول المستدامة لم تلقَ آذاناً صاغية، وعلى الرغم من ذلك، فإننا مؤمنون بأننا وإياكم محكومون بالتعاون، كبديل عن الفوضى التي بعكس ما يعتقد البعض، لن تكون أوروبا بمنأى عن تبعاتها، رغماً عن إرادتنا».

وأردف بوحبيب أنه في مسألة النزوح تحديداً، شهدت الأشهر الإثني عشر الأخيرة تبدلات جذرية على المستويين الداخلي اللبناني، والدولي، فداخلياً، وصلنا إلى نقطة اللاعودة بسبب تزايد الحوادث، والاضطرابات، والاحتكاكات، والسرقات، والجرائم، وعصابات الجريمة المنظمة، ومعظم أدواتها من النازحين السوريين، ما وحّد اللبنانيين وأوصلهم إلى إجماع لبناني بأن إبقاء الوضع على ما هو عليه سيشكل خطراً وجوديّاً على لبنان.

وطالب بو حبيب المجتمع الدولي بـ«الحدّ الأدنى من البنى التحتية اللازمة للحياة الكريمة للنازحين» وذلك من خلال تأهيل القرى المدمرة في سورية، ضمن مشاريع أنموذجية، كي تصبح قابلة للحياة والتعافي عبر مشاريع محلية، إضافة إلى «فصل السياسة عن النزوح لأن عودة النازحين يجب ألا ترتبط بالحلّ السياسي».

كما طالب بوحبيب بالتعويض «العادل» للدولة اللبنانية، كوسيلة مؤقتة وليس كحلّ بديل، عبر دعم مؤسساتها مباشرة نتيجة الأعباء الجسيمة التي يتحملها لبنان والمقدرة بنحو 100 مليار دولار أميركي، حسب التقديرات الأولية للبنك الدولي، وتكثيف الجهود من المفوضية بالتعاون مع السلطات اللبنانية والسورية من أجل حث وتشجيع النازحين على العودة الآمنة إلى بلدهم الأم.

واستطرد بو حبيب: «ندق ناقوس الخطر من باب حرصنا على التعاون معكم، فلبنان يخطو خطوات متسارعة نحو الانفجار الكبير، في حال استمرار سياسة شراء الوقت في موضوع النزوح، تغيّرت الأحوال بصورة جذرية في الداخل اللبناني، وتكاثرت التحديات والمشاكل، وشحّت الموارد، إقليمياً ودولياً.

قبيل انطلاق الاجتماع الوزاري في بروكسل، خرجت تظاهرات نظمها «التيار الوطني الحر» شارك فيها ممثلون عن أحزاب عدة من بينها «تيار المردة» بهدف معالجة مسألة النازحين السوريين ومطالبة الاتحاد الأوروبي بالعمل على تسهيل عودة اللاجئين إلى بلدهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن