ثقافة وفن

أفكارنا

| منال محمد يوسف

وترحلُ بنا أقلامنا وأفكارنا الخلاقة ربما وتسافرُ إلى فضاءات من المعرفة الخلاقة التي قد تكون واسعة الأرجاء بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وقد تحمل الكثير من المعاني الجذابة، أو كما يُقال قد تحمل جمال المعاني الأدبيّة بشكلها المؤثر والصحيح على حدٍّ سواءٍ.

وعندما ترحلُ أقلامنا إلى حيث تتجلّى «نبوءة الفكرة الخلاقة» إلى حيث تتكور تجليات العقل المعرفيّ بشكلها الأجمل، وكذلك تتجلّى صور الإبداع المعرفيّ وإضافات قد تكون مدروسة الشيء الفكريّ وإبداعه العظيم، وقد تكون مُضافة القيم المعرفيّة والفنيّة بما يجزم ويؤكد بأن الأفكار المُشعة لا بدَّ أن ترحل بنا إلى شواطئ الكلمة الجميلة ومعناها العظيم.

ولا بدَّ أن تُزهرُ ويُزهر ذاك الشيء العظيم في كلّ ما نكتبُ وما نستودع أمره بين قابيّ «الفكر الأدبيّ المعرفيّ ونطقهما الأسمى» ومن هنا يظهر لنا كيف تبحر بنا الأفكار، وتتقد جذوتها لِتمثّل «صرخة العقل وحديثه الأسمى» وإن تحدث بالفعل وظهر التمايز الحقيقي لكل فكرة قد طرحت وظهر نورها المعرفيّ الوقّاد.

وعندما ترحلُ بنا الأفكار إلى حيث «مدائن المعرفة المثلى» مدائن الشيء الذي ما يزالُ ينهمرُ فكراً وأدباً، ينهمرُ من حيث قد يجود كل كاتب بما لديه من أدبٍ، قد يجد تخليد صفحاته على مر العصور.

وعندما نرحلُ مع أقلامنا، من محابرنا التي تكتبنا على شكل أشياء أدبية قد تنطقُ بها «الذوات العارفة» التي ما تزالُ تنشد المعرفة نوراً حقيقياً وشعلةً قد تكون وهّاجة النطق الجماليّ بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى لا بدَّ من الاحتكام إليه.

وعندما نسكبُ تجلّيات كل ما نفكر به بين نطق «المحابر ونون القلم» ونحاول أن نبذرُ أفكاراً وشعراً في «بلاد القلم ولغة الضاد» هذه البلاد التي ما تزال تؤمنُ بأن الأدب هو لغةً مهمة من لغات الارتقاء الإنساني وتعرف تماماً كيف تلعبُ دورها المهم في تمجيد «أبجديات الحرف الأول والتطور الأدبيّ» إن صح التعبير هنا.

وما تزالُ ترحلُ بنا الأفكار إلى حيث «مدارات المعرفة» إلى حيث تولدُ أبجدية الخلق الفكريّ الذي يتجدّد بشكل دائم، وإلى شواطئ الجمال الأدبي والعمل على تمجيد دور الفكر والأفكار الوهاجة وجعلها عظيمة المنشأ وقويمة اللغات المعرفيّة والثقافية على حدٍّ سواءٍ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن