لواء احتياط حذّر من انهيار إسرائيل إذا واصلت حربها ودعا لاستبدال القادة فوراً … إعلام العدو: سموتريتش وغالانت غير قادرين على التفاهم
| وكالات
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الثلاثاء، أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت «غير قادرين على النقاش والتوصل إلى اتفاقات لمصلحة أمن إسرائيل»، مؤكدة أن الجميع في إسرائيل سيدفع ثمن إخفاقهما.
وقال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «إسرائيل هيوم»، يوآف ليمور، إن سموتريتش وغالانت «لم يخترعا الشجارات بين وزارتي المالية والدفاع»، وأشار إلى أن التاريخ مليء بالوزراء والمسؤولين الذين تشاجروا فيما بينهم في كلتا الوزارتين، مضيفاً إن ذلك كان «أحياناً بصوتٍ عالٍ وأحياناً في غرفٍ مغلقة»، وأوضح أن «الميزانيات الضخمة لطالما كانت في قلب السجال، وخاصة الرغبة في السيطرة، حيث أراد كل وزير أن يكون هو الذي يقرر».
لكن، حسبما أضاف ليمور فإن «كل هذا حدث في وقت السلم»، ولفت إلى أن «ما يحدث اليوم غير عادي وخطير لأنه يحدث في زمن الحرب»، وأردف بالقول إن «فكرة أن هذين الوزيرين غير قادرين على الجلوس معاً والاتفاق، من أجل الأمن القومي، ليست أقل من مرعبة»، مؤكداً أن «عواقب هذا الإخفاق مصيرية على المدى القصير والمتوسط والطويل».
وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أنه «على المدى القصير، مطلوب من الجيش الإسرائيلي تقنين المخزون وقطع الغيار، خوفاً من نفادها وعدم وجود مكان لسد الفجوة في الاحتياجات المستقبلية (على سبيل المثال، لحربٍ في الشمال)».
أما على المدى المتوسط، فبحسب ليمور ستتضرر أنظمة الإنتاج في إسرائيل والخارج، ونتيجةً لذلك، سيتم تسريح موظفين وفقدان مراكز المعرفة، وعلى المدى الطويل، سيؤدي الضرر الذي يلحق بالاتصالات الحرجة إلى تأخير وصول منصات حيوية، وخاصة طائرات مقاتلة ومروحيات،
ووفق ليمور، يتفاقم هذا الإخفاق بسبب الوضع الإستراتيجي الإشكالي لإسرائيل، موضحاً أن العزلة الدبلوماسية المتفاقمة الناجمة عن سوء إدارة الحرب في غزة تعني أن إسرائيل يمكن أن تعتمد بشكلٍ أقل فأقل على الدول الأجنبية لتوريد الوسائل القتالية والمكونات الحيوية للإنتاج في إسرائيل، لافتاً إلى أن الرغبة في الاعتماد على المنتجات الإسرائيلية في المستقبل أمرٌ مرحب به، لكن جدواه جزئية فقط، وسيتطلب تحقيقه سنوات واستثمارات ضخمة.
ويعتمد الكيان الإسرائيلي على أجانب وخاصة الأميركيين الذين يعززون جيش الاحتلال بأفضل الوسائل والذخائر من أموال دافع الضرائب الأميركي، وفق ما أكد ليمور الذي أشار إلى أن «حجة سموتريتش بأن الجيش الإسرائيلي أخفق في 7 تشرين الأول، وبالتالي فهو غير كفؤ لتحديد احتياجاته الخاصة، وكانت تستحق المناقشة لو لم يكن هو نفسه عضواً بارزاً في حكومة هي شريكة كاملة في الفشل نفسه بالضبط، مما يعني أن عدم الكفاءة يبدأ عنده».
كذلك، لفت المحلل الإسرائيلي إلى أن هناك عشرة ملايين خبير في شؤون الأمن في إسرائيل، لكن القليل منهم فقط يفهمون في «الأمن القومي»، وأقل من ذلك يفهمون عمليات الشراء والتسلح على المستوى الكلي وقال:»لسوء الحظ، فقط القلة الذين يفهمون في الأمن يفهمون أيضاً الآثار المترتبة على هذا الإخفاق»، مضيفاً: «لأجل الذين ليسوا كذلك، بمن فيهم وزير المالية، دعنا نقول إن الثمن سندفعه كلنا: في الأمن الذي سيتم منحه لنا اليوم وفي المستقبل، ولأولئك الذين سيكونون أقل حظاً منّا في حياتنا».
على خط موازٍ، أكد اللواء احتياط في جيش الاحتلال، ومفوّض شكاوى الجنود السابق، إسحاق بريك، أنه إذا لم تقُم الحكومة الإسرائيلية بإنهاء الحرب، فإن المعركة ستتحوّل إلى حرب استنزاف ستستمرّ لسنوات، بقيادة حماس في غزة وحزب اللـه في الشمال، وستؤدي إلى انهيار إسرائيل.
وأوضح بريك، في مقال في صحيفة «هآرتس»، أنه إذا لم تنتهِ الحرب، فإن إسرائيل ستخسر الأسرى، وسينهار الاقتصاد، وسينهار جيش الاحتياط، الذي لن يكون قادراً على تحمل العبء أكثر من دون تبدّل المقاتلين، ولن تتم إعادة تأهيل المستوطنات المدمرة على الحدود الجنوبية والشمالية، وسيصبح المئة ألف نازح فقراء معدمين.
وأشار بريك إلى أن عزلة إسرائيل في العالم ستزداد، وستزداد حدة المقاطعات الاقتصادية والثقافية والحظر العسكري، الذي تشهد إسرائيل بدايته بالفعل، نتيجة لقرارات محكمة لاهاي.
وأكد، أن إسرائيل ستُقصى عن مشاريع وأحداث دولية، والكراهية لها في العالم ستبلغ عنان السماء، ولفت بريك إلى أن المستوطنين والشركات الذين يريدون ويمكنهم الاستقرار في الخارج، وخاصة العاملين في مجالات التكنولوجيا والطب، سوف يفرّون من إسرائيل بشكلٍ جماعي، مضيفاً إن «الشرخ الموجود في المجتمع المنقسم اليوم سوف يتسع مع تدهور الوضع، والمواجهات بين مختلف القطاعات سوف تفكك المجتمع الإسرائيلي من الداخل».
وشدّد اللواء الإسرائيلي على وجود احتمال معقول لاندلاع حرب إقليمية متعددة الساحات، الأمر الذي من شأنه أن يسرّع أكثر نهاية إسرائيل، وأشار بريك إلى أن «القادة، الذين لا ينجحون في تقديم ردّ لحماس وحزب الله، قرروا اللعب بالنار وإدخال إيران أيضاً في المعادلة»، مردفاً: «إنهم يطلقون النار في كل الاتجاهات من دون تفكير، ويقرّبوننا من الحرب الإقليمية التي ستسبب دماراً رهيباً وخسائر لا تطاق».
ووفق ما تابع، فإنه حتى لو لم تندلع حرب إقليمية شاملة في الجولة الأخيرة ضد إيران، فقد نشأت عدة مجريات تهدد «إسرائيل»، أهمها، أن «السابقة الأولى لهجوم إيران المباشر على إسرائيل تعني تغيير قواعد اللعبة، لم تعُد إيران تعمل فقط من خلال وكلاء».
وحسبما يرى بريك، فإن «هجوم إيران الأخير على إسرائيل سيزيد من استعدادها لحرب شاملة»، مردفاً بالقول: «لقد درسوا طريقة عملنا جيداً»، كما أن إسرائيل ليست مستعدة لمثل هذه الحرب الإقليمية.
وشدّد على أن «قادة الدولة، على المستويين السياسي والعسكري، الذين جلبوا علينا عار 7 تشرين الأول بأفعالهم المتسيّبة، ليسوا قادرين ولا يريدون من ناحية نفسية إنهاء الحرب، ولن تزحزحهم أي قوة في العالم عن موقفهم»، لذلك حسب بريك «لن يأتي الخلاص منهم»، مؤكداً أن «المسؤولين عن الفشل يخشون من أنه بعد المجزرة والعار الذي جلبوه على البلاد في 7 تشرين الأول، سيتّهمهم بعض الوزراء والجمهور (الذين لا يفهمون الواقع من حولهم) بالاستسلام إذا أوقفوا الحرب».
ورأى اللواء الإسرائيلي أن «هناك استنتاجاً واحداً فقط من كل هذا: يجب استبدال القادة في المستويين السياسي والعسكري فوراً، لأننا لن نكون قادرين على أن ننجو معهم في بقعتنا الصغيرة»، واعتبر أن دخول رفح «لن يؤدي إلا إلى تفاقم وضعنا بعشرات الأضعاف، وسيكون المسمار الأخير في نعش قدرتنا على المواجهة على نفس وجودنا في هذه القطعة من الأرض».
وختم اللواء الإسرائيلي قائلاً: إن «تغيير القادة ووقف الحرب التي فقدت هدفها فقط يمكن أن ينقذنا.. لا تقولوا إنكم لم تعلموا».