موسكو نفت عقد مؤتمر في السعودية لتسوية الأزمة الأوكرانية … بوتين حول السماح لكييف بضرب روسيا: على ممثلي «ناتو» معرفة مع من يلعبون
| وكالات
حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دول حلف شمال الأطلسي «ناتو» من عواقب استهداف عمق الأراضي الروسية، وقال عليهم أن يفهموا بماذا يلعبون قبل شن أي ضربات من هذا النوع، على حين نفى متحدث الكرملين ديميتري بيسكوف وجود أي مباحثات الآن عن مؤتمر للسلام في السعودية بمشاركة روسيا حول تسوية نزاع أوكرانيا.
وحسب وكالة «سبوتنيك»، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، أن روسيا تراقب عن كثب التصريحات بشأن الضربات في عمق أراضيها، وقال خلال مداخلة صحفية عقب زيارته لأوزبكستان وسط الحديث عن السماح لكييف بضرب روسيا: «يجب على ممثلي دول الناتو، وخاصة في أوروبا، أن يفهموا بماذا يلعبون، وعليهم أن يضعوا هذا الأمر في الاعتبار قبل شن ضربات في عمق الأراضي الروسية».
وأشار بوتين إلى أنه قال علناً قبل ستة أشهر إنه إذا استمروا في ضرب المناطق السكنية، فستضطر روسيا إلى إنشاء منطقة أمنية، وأوضح بوتين، على خلفية تصريحات الأمين العام لحلف «ناتو» ينس ستولتنبرغ بشأن الهجمات على روسيا، أنه لا يمكن استخدام الأسلحة الدقيقة بعيدة المدى من دون بيانات استخبارية فضائية.
وقال الرئيس بوتين: «إذا تحدث ستولتنبرغ عن إمكانية ضرب الأراضي الروسية بأسلحة دقيقة بعيدة المدى، فهو مثل شخص يرأس منظمة عسكرية سياسية (الناتو)، وعلى الرغم من أنه مدني مثلي، إلا أنه لا يزال يتعين عليه أن يعلم أن الأسلحة الدقيقة بعيدة المدى لا يمكن استخدامها من دون الوسائل الفضائية للاستطلاع».
وأكد الرئيس بوتين أنه لا أحد في الغرب يتحدث عن قصف بيلغورود، لأنهم هم من فعلوا ذلك و«يحصدون ثمار إبداعاتهم»، انظر إلى جميع تقارير زملائك الغربيين، لا أحد يتحدث عن قصف بيلغورود والمناطق المجاورة الأخرى، الجميع يقول فقط إن روسيا فتحت جبهة جديدة وتهاجم خاركوف، لا توجد كلمة واحدة، ما سبب ذلك؟ بأيديهم «يحصدون ثمرة إبداعهم».
من جهة ثانية، بيّن بوتين أنه لا يوجد في الدستور الأوكراني ما يقضي بتمديد الانتخابات الرئاسية ما لم يتم إجراء انتخابات جديدة بسبب الأحكام العرفية، وأكد أن مصالح الشعب الأوكراني ليست محمية، وحكام أوكرانيا لا يشعرون بالأسف على شعبهم.
وأوضح الرئيس بوتين أن روسيا مستعدة لمواصلة عملية التفاوض بشأن أوكرانيا، لكن ما سيُعرض عليها غير معروف، وقال لم نرفض أبدًا ومستعدون لمواصلة عملية التفاوض، لكننا لا نعرف ماذا ومن سيُعرض علينا، مع الأخذ في الاعتبار هنا شرعية ممثل الحكومة الأوكرانية في بعض المراحل الأخرى.
في الغضون، نفى متحدث الكرملين ديميتري بيسكوف وجود أي مباحثات «الآن» عن مؤتمر للسلام في السعودية بمشاركة روسيا حول تسوية نزاع أوكرانيا، وقال لقناة «روسيا اليوم»: «لا تجرى أي مباحثات على الإطلاق بهذا الصدد في الوقت الحالي»، ووصف ما يشاع عن ذلك بأنه مجرد تكهنات.
وأضاف: «هناك الكثير من الأحاديث حول هذا الموضوع وهي مرتبطة بمصادر يومية عابرة، ومن الصعب أن نأخذ هذا الأمر على محمل الجد»، ويوم أمس أفادت وكالة «بلومبرغ» الأميركية بإمكانية عقد اجتماع حول النزاع الأوكراني في السعودية بمشاركة روسيا خريف هذا العام.
من جهة ثانية، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الرئيس الأميركي جو بايدن يحرف التاريخ من خلال تجاهله دور الاتحاد السوفييتي والحلفاء الآخرين في الانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية، وذلك بعد أن قال بايدن في وقت سابق إن «الجنود الأميركيين أنقذوا العالم وحرروا أوروبا في الحرب العالمية الثانية»، من دون ذكر دور الاتحاد السوفييتي في هزيمة النازية.
وجاء في منشور للخارجية الروسية نشرته على تطبيق «تلغرام» أمس: إن «رؤساء الولايات المتحدة المعاصرين يعانون جميعاً تقريباً متلازمة تحريف التاريخ»، وأضافت الوزارة: إن «الرؤساء الأميركيين الذين شاركوا شخصياً في الحرب العالمية الثانية ما كانوا سيسمحون لأنفسهم بالصمت عن المساهمة الحاسمة للاتحاد السوفييتي في دحر الرايخ الثالث».
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اعتبر أن الإدارة الأميركية وشركاءها الأوروبيين منعوا النظام الأوكراني من توقيع اتفاقية تسوية مع روسيا، ونقلت وكالة «نوفوستي» عن مادورو قوله عبر برنامجه «مع مادورو»: «كان الاتفاق التمهيدي جاهزاً للتوقيع.. إلا أن أوامر من الإدارة الأميركية ونخب الاتحاد الأوروبي صدرت لكييف بعدم التوقيع عليه، معتبرين أنه يجب تقسيم روسيا وتنظيم عملية الغزو».