فلسطين فرضت نفسها في الاجتماع التحضيري للمنتدى العربي-الصيني … التقى السيسي.. الرئيس شي: الوضع في غزة خطر ونشعر بألم شديد
| وكالات
أعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن ألمه الشديد بسبب الوضع الإنساني الخطير جداً في غزة، جاء ذلك خلال محادثات مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في بكين أمس، اتفق خلالها الجانبان على ضرورة وقف إطلاق النار فوراً، ورفض التهجير القسري للفلسطينيين خارج أراضيهم، مؤكدين أن تطبيق حل الدولتين هو الضامن الرئيس لاستعادة الاستقرار وإرساء السلم والأمن الإقليميين.
وحسب بيان للرئاسة المصرية نشرته على موقعها الإلكتروني، أجرى الرئيسان «محادثات معمقة، تناولت كيفية تعزيز العلاقات الثنائية تزامناً مع الذكرى العاشرة لترفيع العلاقات بين مصر والصين إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، وقد صدر في هذا الإطار بيان مشترك يفصّل مجالات التعاون والتنسيق خلال المرحلة المقبلة، بما في ذلك الإعلان عن عام «الشراكة المصرية- الصينية»، الذي سيشهد العديد من فعاليات التعاون الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين.
وحسب نص الإعلان، اتفق الرئيسان على أهمية التمسك بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، ورفض المعايير المزدوجة والممارسات الأحادية، وأهمية العمل على إصلاح المؤسسات الدولية لتكون أكثر عدالة وتمثيلاً للدول النامية وأكثر فاعلية في الاستجابة للتحديات التي تواجه العالم. كما أكدا ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل العمل على معالجة القضايا الساخنة والجوهرية التي تهدد أمن واستقرار العالم، وتحقيق التعافي الاقتصادي.
ووفق البيان فإن المباحثات تناولت رؤى البلدين بالنسبة للتطورات الدولية والإقليمية، حيث شدد السيسي على ضرورة وقف الحرب على غزة، مؤكداً الخطورة البالغة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية، على الصعد الإنسانية والأمنية والسياسية، وما تسفر عنه من مآس إنسانية وسقوط ضحايا، وآخرها القصف المتعمد لمخيم للنازحين الذي نتجت عنه كارثة إنسانية مفجعة، وقد أشاد الرئيس الصيني في هذا السياق بدور مصر المحوري وجهودها الدؤوبة للتهدئة وإنفاذ المساعدات الإنسانية، واتفق الرئيسان على ضرورة وقف إطلاق النار فوراً، ورفض التهجير القسري للفلسطينيين خارج أراضيهم، مؤكدين أن تطبيق حل الدولتين هو الضامن الرئيس لاستعادة الاستقرار وإرساء السلم والأمن الإقليميين، في حين نقلت وسائل إعلام عن الرئيس الصيني قوله خلال اللقاء: نشعر بألم شديد بسبب الوضع الإنساني الخطر جداً في غزة.
وأشار البيان إلى أن الرئيسين شهدا عقب ذلك مراسم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين، من بينها خطة التطوير المشترك لمبادرة «الحزام والطريق»، وتعزيز التعاون في مجال الابتكار التكنولوجي وتكنولوجيا الاتصالات، وعدد من مجالات التعاون الأخرى.
ووصل السيسي أول من أمس الثلاثاء إلى العاصمة الصينية بكين في زيارة دولة إلى الصين، كما يشارك الرئيس المصري، إلى جانب نظيره الصيني و«قادة كل من البحرين والإمارات وتونس وأمين عام جامعة الدول العربية، في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني»،
ويُعقد منتدى التعاون العربي-الصيني لمناقشة مختلف أوجه العلاقات العربية-الصينية وسبل تعزيزها، ويضم المنتدى الصين و22 عضواً في الجامعة العربية، ويهدف إلى تعزيز الحوار والتعاون وتدعيم السلام والتنمية.
وتتزامن الدورة العاشرة من المنتدى مع استمرار إسرائيل في حربها المدمرة ضد قطاع غزة، منذ 7 تشرين الأول الماضي، التي خلفت أكثر من 117 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وخلال زيارته، التقى السيسي، كذلك، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني. «تشاو له جي»، ووفق الرئاسة المصرية شهد اللقاء تأكيد الزخم الكبير الذي تشهده العلاقات المصرية-الصينية في مجملها، والذي انعكس في تفاهمات مشتركة تبلورت في صورة مشروعات وبرامج تعاون مهمة بين البلدين، كما ثمن الجانبان العلاقات المتميزة بين برلماني البلدين، التي انعكست في تشكيل مجموعة الصداقة البرلمانية المصرية-الصينية.
وأضاف المتحدث الرسمي: إن اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية، بما يساعد على تبادل الخبرات التنموية بين الشعبين الصديقين، وفي هذا الإطار تم تثمين الجهود التي تقوم بها الشركات الصينية في دعم المشروعات القومية في مصر، وتأكيد أهمية تعزيز هذه الجهود، خاصة في مجالات التكنولوجيا وبناء القدرات، وقطاعات الاتصالات والبنية التحتية والطاقة.
بالتزامن، شهدت العاصمة الصينية بكين، أمس الأربعاء، اجتماعاً تحضيرياً للدورة العاشرة من الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي-الصيني، الذي ينعقد اليوم الخميس، وفرضت قضية فلسطين نفسها على كلمات عدد من المتحدثين، داعين إلى اتخاذ إجراءات «عقابية» فاعلة ومؤثـرة تجبـر إسـرائيل علـى وقـف حربهـا ضد قطاع غزة، والمستمرة منذ 8 أشهر.
وقال مندوب فلسطين بالجامعة العربية السفير مهند العكلوك، في كلمته: «تنعقد اجتماعاتنا في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في كل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وفي ظل جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل لليوم 235 على التوالي»، وفق بيان أوردته «الأناضول».
من جهته، أكد مندوب الأردن لدى جامعة الدول العربية أمجد العضايلة، «أهمية العلاقات العربية-الصينية، وانعكاسها على العمل الدولي المتعدد الأطراف في دعم ونصرة القضايا الإقليمية والدولية العادلة، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية».