سورية

نعيش إرهاصات تشكل عالم متعدد الأقطاب … عبد الهادي: ما يجري في فلسطين أسقط نظام القطب الواحد

| سيلفا رزوق

اعتبر مدير عام دائرة العلاقات العربية لمنظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي أمس، أن ما يجري اليوم في العالم هو بداية إرهاصات لتشكيل نظام دولي جديد، ونحن نعيش اليوم بداية لحرب عالمية جديدة، معتبراً أن الموقف الأخير للولايات المتحدة الأميركية تجاه ما يجري في فلسطين أسقط ورقه التوت عنها، وكشف بأنها دولة عصابات وليست دولة قانون، وأن ما يجري في فلسطين تغطيه الولايات المتحدة وهذا انكشف بشكل كامل.

عبد الهادي وخلال ندوة أقامتها مؤسسة القدس الدولية واللجنة الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وحملت عنوان «هل النظام الدولي الجديد قادم والدور العربي»، لفت إلى أن العالم هو عالم صراع على الاقتصاد وكل الحروب هي من أجل تأمين المصالح والسيطرة على خيرات الشعوب، مشيراً إلى أن هناك مؤشرات مهمة على بداية إرهاصات لتشكيل نظام دولي جديد، فحتى حلفاء أميركا الآن ضمنيا لا يثقون بها وهؤلاء يتحدثون في الإعلام عن شيء وفي الأروقة يتحدثون بشيء آخر، وأضاف: «الولايات المتحدة لا تقيم وزنا حتى لحلفائها فالغرور والعنجهية وحب السيطرة أدى إلى شيء عكسي، وأرى أن أميركا بدأت بالعد العكسي، اليوم حتى داخل الولايات المتحدة هناك صراع شديد لكنه حتى الآن غير ظاهر».

واعتبر عبد الهادي أن إرهاصات النظام الدولي الجديد تظهر من خلال التطور الكبير للصين، وتقريباً منافسة أميركا وقد تفوقت عليها في التجارة والصناعة والاقتصاد، أيضاً التطور الكبير لروسيا والتطور العسكري على وجه التحديد والذي تفوقت به على الولايات المتحدة، معتبراً أن أوروبا لم تعد قطباً عالمياً وهي كومبارس عند الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية حيث قامت أميركا بمشاركه كل الدول الأوروبية في اقتصادها حتى تسيطر عليها، وأوروبا اليوم لا تستطيع التفلت من هيمنة الولايات المتحدة».

عبد الهادي أشار إلى أن الربيع العربي كان أيضاً من الإرهاصات التي تؤكد أن هناك نظاماً عالمياً جديداً قادم، والأزمة الاقتصادية في العالم كذلك أحد إرهاصات تشكيل النظام العالمي الجديد، وأخيراً فإن ما يجري اليوم في فلسطين يشكل رصاصة رحمة على النظام الدولي القائم، فالذي جرى في فلسطين أسقط النظام الدولي صاحب القطب الواحد الذي تقوده أميركا وأسقط الأمم المتحدة التي لا وزن لها سوى القلق والاستنكار».

وأضاف: «مؤخراً لفت نظري كلمتان إحداهما للرئيس بشار الأسد في قمة جدة العربية حيث كان الوحيد الذي تحدث عن النظام الدولي الجديد، وقال إن العرب أمام فرصة تاريخية لإعادة ترتيب شؤونهم العربية، ودورهم في النظام الدولي الجديد، وأيضاً هناك كلمه الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة والذي قال فيها: إننا اليوم بحاجة ماسة إلى القيادة التي تساهم في استعاده الثقة على المستوى العالمي وتكريس الجهد لإعادة الهيبة للنظام العالمي على قاعدة نظام دولي متعدد الأقطاب، أيضاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد بثقة أن النظام الدولي الجديد قادم، كذلك الرئيس الصيني والذي سيترأس الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي وهو منتدى مهم جداً ويعكس تطور العلاقات الصينية العربية خلال الفترة الأخيرة والتي لم تكن لتحصل لولا أن هناك إرهاصات لتغير العالم».

عبد الهادي اعتبر أن الجامعة العربية كالأمم المتحدة منذ أن أنشئت لم ينفذ أي من قراراتها، لذلك فإن الوقت مناسب جداً اليوم ليجلس العرب ويتفقوا، وقال: «نحن لا نريد تغييراً في أنظمة لكن عليهم أن يتفقوا في القضية الاقتصادية ليس من خلال توزيع الثروات وإنما حصول التكامل، وأن يتحدث العرب بلغة واحدة أمام المجتمع الدولي وأن نستخدم الاقتصاد لتلبية حقوقنا الجوهرية والأساسية».

وبين أن إقامة النظام العالمي متعدد الأقطاب سيكون مبنياً على نتائج ما يجري في فلسطين ونتائج الحرب في أوكرانيا ونتائج الأزمات الاقتصادية التي تتعرض لها أوروبا ودول العالم.

وختم عبد الهادي بالقول: «أعتقد أنه بين عام إلى ثلاثة أعوام فإن النظام المتعدد الأقطاب قادم وفقاً لكل تلك المعطيات، لأن الأمور وصلت إلى مرحلة لم يعد أحد في العالم يستطيع تحملها ولم يعد أحد يستطيع تحمل نفاق وعنجهية وسطوة الولايات المتحدة، حتى الحكومات الأوروبية هي اليوم في حاله محرجه جداً لأنها تمارس عكس ما يريده شعبها، وهذا يؤكد أن كل الشعارات التي يتبناها النظام الدولي القائم كاذبة وهدفها تحقيق المصالح الغربية والسيطرة والهيمنة على ثروات الشعوب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن