الموسم الدرامي الأكثر زخماً باللازمات الكلامية.. اللازمة اللفظية… ضرورة درامية أم لتحقيق الـ«تريند»؟
| مصعب أيوب
اللازمات اللفظية الكلامية للشخصية الدرامية هي مفردات شخصية يلجأ لها عادةً الممثلون ليجعلوا لشخصياتهم وقعاً أقوى لدى الجمهور وتكسبها طابعاً خاصاً، وهي لازمات تبقى راسخة ومستمرة مع الجمهور حتى بعد انتهاء عرض الحلقات، وقد عرفها الجمهور السوري في الدراما منذ بداية البث التلفزيوني وأبرزها ما جاء في شخصيات صح النوم وحمام الهنا وغيرها، وهي ظاهرة موجودة حتى في حياتنا اليومية، فكثير من الأشخاص يلفتك تكرارهم لكثير من العبارات والكلمات أثناء الحوار وتظنها لصيقة لسانهم.
متجدد ومتقد
لعل أحد أبرز الفنانين الذين استخدموا هذه الطريقة لكي يحفروا شخصياتهم في أذهان المشاهدين، هو الفنان فادي صبيح الذي حمل الجمهور لازمات شخصياته على ألسنتهم حتى بعد انتهاء العرض، عرفه الناس بـ«لا تخشى شيء» التي يقولها أبو مقداد في الولادة من الخاصرة، وعرفوه أيضاً بـ«عمنا» التي كان يرددها أبو الخيل في فوضى، وأما عن دقيقة صمت فقد حفظ عنه محبوه «يا إنسان»، ليعود في ولاد بديعة ويجدد العهد الذي قطعه مع جمهوره بأنه لن يخيب آمالهم بشخصية عارف الدباغ مستخدماً لازمة لفظية حتى اليوم يرددها الناس «ساعة من ساعاته» وحتى أن بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي استخدمت اللازمة لأغراض أخرى مثل «حوالة من حوالاته»، فيثبت صبيح أنه المتجدد المتقد الذي يشع ألقاً لما تقدم سناً ويزيد وهجاً واشتعالاً ويعطي شخصياته حقها وربما يزيد وإن كانت شخصية عابرة أو حتى ضيف شرف.
حصة الأسد
وقد تصدر ولاد بديعة المركز الأول في قائمة الأعمال التي استخدم فيها لازمات شخصية وباتت أكثر تداولاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فسكر برزت بلازمة «مابيشغلني» وياسين بمقولة «شر مالك يفتح اللـه عليك» وأبو الهول بـ«فاحت ريحة البارود» وأم جمعة بـ«ياعيوني» وجمعة بـ«طلبت…» وسهيل السيكي بـ«يبرنس» وأيضاً بمقولة لأبو شوال «عرق عيني يا…» وغيرها من اللازمات الكثيرة التي صدرت عن أبطال العمل ولاقت رواجاً كبيراً بين المتابعين، ليكون لولاد بديعة حصة الأسد من هذه الظاهرة، فهي ربما عبارات محببة وخفيفة نالت إعجاب الجمهور واستحسانهم.
لازمات متنوعة
هي لازمات تكون أحياناً من اختراع الممثل أو تكون ارتجالاً من وحي الشخصية والعمل وتكون أحياناً مرسومة مع الشخصية بيد المؤلف ورؤية المخرج، وقد كان تيم حسن سباقاً إلى هذه الظاهرة فبدأها بمسلسله الشهير «الهيبة» إخراج سامر البرقاوي بلازمات عدة اختلفت مع اختلاف الأجزاء الخمسة فكان منها «لا تهكلو للهم» و«منتهية» و«ياعفو الله» و«ثبات» وغيرها، كما أنه في الزند العام المنصرم خلق لشخصية عاصي الكثير من اللازمات التي كان أبرزها «وقت الذي» و«يقول نيتشه» وما إلى ذلك، ليعود في هذا العام من خلال تاج بمقولات عدة منها «يستر على شيتاتك» التي يستخدمها لطلب شيء ما من أحدهم أو استعطافه.
العام المنصرم وضع باسم ياخور لشخصية عبدو في العربجي لازمة لفظية وهي «خلي العدس بترابو ليجي وقت حسابو» ليجدد هذا العام حضوره بلازمة جديدة تقول «الظلم بيمد والوقت بيعد والعبرة بالقفلة»، كذلك الحال فقد اتخذ لنفسه يامن الحجلي في هذا الموسم أيضاً إضافة إلى مشاركته في ولاد بديعة، مشاركة أخرى في العمل الذي كتبه أيضاً «مال القبان» بشخصية خير الزير مستخدماً لازمة «سنترلي»، وفي العمل ذاته لمع نجم الممثل الشاب سليمان رزق بشخصية أبو رموش مستخدماً عبارة «أنا وجماعتي تحت صرمايتك».
ربما نسي القائمون على صناعة الدراما أن التلفزيون هو أكثر أنواع التواصل جماهيرياً ومعظم جمهوره من الأطفال والنساء، وفاتهم أن عليهم مراقبة بعض تلك المصطلحات واللازمات التي تؤثر في سلوكيات المتلقي وطباعة وكذلك فإنها تفسد على المشاهد متعة المشاهدة لأنها تتكرر كثيراً خلال الحلقة الواحدة.
فهل تعتبر هذه اللازمات حالة درامية صحية؟ وما الذي تضيفه للحبكة الدرامية للعمل؟ أم إنه فقط لمجرد صنع التريند وحصد المشاهدات؟